كاتبة بريطانية تؤكد أن القضية الفلسطينية أساس الصراعات بالمنطقة

المدينة نيوز :- قالت الكاتبة البريطانية كارين ارمسترونغ إن القضية الفلسطينية تشكل أساس الصراعات التي تدور في المنطقة ويتأثر بها العالم باسره، وذكرت "أن الفوضى التي تعيش بها المنطقة نحن الغرب من ساعد فيها".
وأضافت ارمسترونغ في محاضرة لها اليوم الأثنين، في معهد الإعلام الأردني بعنوان" التراحم: تحديات الإعلام في عالم معولم" وحضرتها مؤسس المعهد الاميرة ريم علي،" العالم بأسره يدفع ثمن تلك الفوضى"، مؤكدة اننا اذا أردنا ان نبدأ بحوار يجب أن يعرف الجميع " كيف نحن أثرنا في هذه القضية" عبر وعد بلفور .
وحذرت الكاتبة التي لها اكثر من 20 مؤلفا وكتابا عن الأديان ترجمت الى 45 لغة، من أن استمرار نظر بعض الشعوب الى نفسها على أنها افضل من غيرها "سوف يدمرنا جمعيا"، داعية الى الاستفادة من القيم الموجودة في الأديان وترسيخها لهذا العصر الذي نعيشه لا ان نطرح فكرة العودة المستحيلة الى الوراء، وأن يعاملوا بعضهم كما يحبون ان يعاملوا.
ورأت أن العالم يمر بوضع خطير وأن العنف والإقصاء وانعدام العدل وصلت الى أقصى مستوياتها، معتبرة أن الإعلام يلعب دورا حاسما في هذا المجال.
وقالت ان الأردن في الخطوط الامامية لمواجهة تلك المشاكل التي وصفتها بالعالمية.
واعتبرت أن العالم اليوم بحاجة ملحة الى حوار يستند الى فهم حقيقي للآخر ومعرفة تاريخه وقيمه، وأن يستند هذا الحوار الى القابلية للتغير لا أن يكون من أجل المواجهة فقط.
وطرحت ارمسترونغ مفهوم الإعلام المتعاطف والمتراحم، الذي هو برأيها مهم لجهة التقريب بين الحضارات والأمم.
وفسرت مفهومها لذلك بقولها ان التراحم لا يعني الشفقة بقدر ما يعني الشعور مع الآخرين ومعاملة الناس بالاحترام، وأن لا يكون الهدف من الإعلام الحط من كرامة الناس او إهانتهم أو الانتقام منهم أو تشويه صورتهم.
وأقرت أن ثمة صورة نمطية عن العرب والمسلمين عند الغرب، وترى أن على الإعلام دورا مهما في توضيح هذه الصورة، مشيرة الى ان السياسة تلعب دورا اساسيا تجاه الدين.
وبالنسبة للصورة المسيئة للرسول محمد صل الله عليه وسلم، اعتبرت أنها تمثل إساءة لمشاعر المسلمين، وبرأيها فإن ردة فعل المسلمين حققت أهداف النشر بتكريس الصورة النمطية عن المسلمين.
وقالت عندما نشروا الصور أردوا أن يكرسوا الصورة السيئة عن الاسلام".
"وثمة فكرة لدى الغرب"، والقول لـ ارمسترونغ، "انه اذا كان الجميع علمانيا فالسلام سوف يعم العالم ، لكن ما يجب أن يعمل العالم عليه ويتحاور من أجله هو أن المجتمعات تعاقب بعضها بسبب التدين أو عدمه".
وقالت إن العالم اليوم يعيش في حالة ترابط وثيق بسبب التقدم الكبير في التكنولوجيا وهذا الترابط أدى الى تأثر العالم ببعضه بعضا " فحين تهبط اسعار الاسهم في الاسواق العالمية العالم كله يتأثر".
وأقرت ارمسترونغ، بأنها تتعرض لكثير من المضايقات والتهديدات لأنها تكتب عن الإسلام و العرب وقالت " كتب مقالا في الغارديان عن الإسلام فهددت بحرق بيتي، ومرة قالوا انهم سيطردونني من القرية التي أسكن فيها".
وانتقدت دور وسائل التواصل الاجتماعي، وبرأيها فإن تلك المواقع تستخدم كثيرا للتدمير وبث الكراهية.
وعن تعريفها للإرهاب، قالت إنه "من الصعب تعريف الإرهاب وجميع الخبراء يطرحون تساؤلات لتحديد هذا المفهوم، مبينة انه اذا كان تعريف الارهاب هو قتل المدنيين فهذا ينطبق ايضا على الحروب التي تشنها الدول".
واوضحت "في الحرب العالمية الأولى شكل القتلى من المدنيين نحو 5 بالمئة وفي الحرب العالمية الثانية شكلوا 5ر66 بالمئة"، متوقعة أن تكون نسبة قتل الأبرياء في الصرعات والحراب التي يشهدها العالم الآن أكثر من 90 بالمئة.
يشار الى ان الكاتبة ارمسترونغ هي مؤسس ميثاق التراحم الذي كتبه مفكرون وباحثون من مختلف الاديان بهدف نشر قيم والتسامح والتأكيد على القواسم المشتركة بين الناس.