متحدثون ببرنامج تلفزيوني يطالبون بانقاذ التراث الفلسطيني من التهويد
المدينة نيوز:- أكد متحدثون في برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الاثنين، أهمية الحفاظ على التراث التاريخي الفلسطيني وإعادة انتاجه وتطويره والبناء عليه.
وقالوا إن فلسطين ضاربة في التاريخ والمعالم التاريخية والأثرية متعددة الشواهد، مشيرين الى الحملة الصهيونية الممنهجة لطمس معالمه وتغييره ودمغ بعضه بالرواية اليهودية الكاذبة.
وقال الباحث في مركز الدراسات المعاصر ابراهيم أبو جابر، ان الهجمة ضد التراث الفلسطيني العربي الاسلامي بدأت إرهاصاتها منذ القرن التاسع عشر من خلال محاولة شراء أو سرقة التراث الفلسطيني، حيث سرق اليهود الآلاف من المخطوطات والكتب وحاولوا نسف وإزالة وطمس الكثير من المعالم التراثية.
كما أشار الى تدنيس مساجد ومقدسات ومقابر وإزالة الكثير منها، لأنهم يعرفون ان التراث يعني انتماء وهوية ووجود يؤكد الجذور العربية الضاربة في التاريخ والتي تناقض الرواية الصهيونية التي تفتقد لشواهد تاريخية.
وأضاف ان اسرائيل شكلت لجانا للإشراف على المقدسات والأماكن التاريخية للالتفاف على النواحي القانونية من أجل وضع اليد عليها، وهناك اكثر من 800 قرية وبلدة ومدينة فلسطينية مهجرة غنية بالأماكن التاريخية والمساجد والمقامات، لافتا الى ان الشعور الفلسطيني بالانتماء الى الأرض وتاريخها العربي الاسلامي لا يختلف من منطقة الى أخرى في كافة انحاء فلسطين التاريخية.
وبين انه من أجل الحفاظ على التراث هناك اهتمام من مؤسسات ومنظمات وأفراد وجامعات فلسطينية بحفظ التراث ودراسته وتوثيقه، بالإضافة لجهد عربي وأردني خاص بالمساهمة والحفاظ على كثير من الأماكن التراثية وخاصة في القدس التي هي عبارة عن متحف تاريخي كبير.
واكد أهمية الجانب الاعلامي لتوضيح الخطر الذي يتعرض له التراث الذي نهبه وسرقه اليهود، حيث سرقوا من القدس وحدها أكثر من 30 الف مخطوطة وعشرات الآلاف غيرها من مناطق اخرى في فلسطين، مشيرا الى ان هناك معرفة بأماكن الكثير من المخطوطات التي لا تقدر بثمن ويمكن الوصول اليها، ولكن الجانب الاسرائيلي يعطي وقتا محدودا جدا لذلك.
من جانبه، قال أمير الخطيب مدير مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، ان المؤسسة اليهودية قامت بهجمة شرسة على القرى والمعالم الفلسطينية بعد عام 1948، وأزالت الكثير منها، والباقي منعت عنه الترميم لجعله ينهار بحكم الزمن، فيما حولت الكثير من المساجد التي هجر أهلها الى متاحف ومخازن ومطاعم وخمارات وقاعات أفراح وزرائب ماشية، وأخرى تم تحويلها الى كنس يهودية كخطوة للتزوير والتهويد بروايات صهيونية غير حقيقية ومضللة.
وأشار الى ان الاحتلال قام بإنشاء قسم خاص في وزارة الأديان لإزالة المقابر الاسلامية بتجريفها ونقل رفات الموتى الى أماكن مجهولة، من أجل اقامة منشآت يهودية عليها، لافتا الى ان المؤسسات الدولية لا تستطيع إلزام اسرائيل باحترام مقدسات المسلمين.
وأضاف الخطيب ان لمؤسسة الأقصى دورا كبيرا في ترميم وصيانة المقدسات رغم منع الاحتلال لعملها في كثير من الأماكن، وتقوم بالتغطية الاعلامية للقدس والمسجد الأقصى، وتكثف دورها في مدن الساحل الفلسطيني والقرى المهجرة بتنظيف مقابرها وأماكنها التاريخية وكنائسها ومساجدها ومقاماتها، لافتا الى ان المعالم التاريخية غير المستعملة هي الأكثر عرضة للاندثار والإزالة.
واكد ان ما يتعرض له المقدسيون من مضايقات واضطهاد أدى الى تراجع قدرتهم على حفظ التراث لانشغالهم بتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة، مطالبا بآلية دعم عربي اسلامي للحفاظ على ما تبقى من أماكن تاريخية وأثرية.
(بترا)