بالصور : في نابلس مهنة تبييض النحاس بين الحفاظ على التراث والحداثة

المدينة نيوز - ليس غريبا على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ان تستمر بتراثها وعراقتها على مدى عصور متحدية كل التطور والحداثة، كيف لا وهي مدينة رسخ تاريخها عبر السنين مجسدة نواة للتجارة والحرف .
فها هي اليوم تحافظ على تراثها وحرفها التاريخية رغم اندثارها في كثير من المناطق وتتمسك بارث الاجداد والاباء سواء بصناعة الصابون او الحلويات الى تبييض النحاس.
فها هو المواطن محمد امين يمسك اوانيه النحاسية في دكان لم يبقى من عراقته التاريخية في سوق الحدادين الا ذكريات التاريخ التي تؤرخ عراقة هذا السوق .
المواطن محمد امين بينما يمسك بعض الاواني النحاسية لتنيظفها وتجديدها يروي قصص التاريخ عن مهنته تبييض النحاس، ولم يخف مخاوفه من اندثار هذه المهنة التي اصبحت تتاكل وتندثر، فيما تحولت محددته الى دكان سمكرة .
ومن عوامل الخطر على النحاس كما يروي امين ل جي بي سي نيوز هو ظهور اواني من الستانلس وغيرها من المعادن فعزف المواطنون عن استخدام هذه الاواني ما هدد هذه المهنة التي اصبحت مهددة .
وبحكم موقع مدينة نابلس القديم تجاريا فقد جمعت المدينة الكثير من المهن والعادات القادمة من الشام وخصوصا مهنة تبييض النحاس التي جاءت لنابلس من الشام للحفاظ على هذه الاواني .
وتوارث امين المهنة عن والده وجده من قبل الذين عملوا بهذه المهنة بطرق تقليدية ما زلت امارسها حتى هذا اليوم حيث استخددم القطن الخالص في تنظيها وبرفق لمنع خدشها .
وتمر عملية التنظيف بمراحل مختلفة تبدأ باضافة مادة ماء النار وغلي الاواني بدرجة حرارة عالية وتستخدم مادة القصدير والنشادر في التبييض .
ومخاوف المواطن امين ابن 45 من عمره من اندثار مهنته ايضا هي عزوف الناس عن اقتناء تلك الاواني فعدد قليل اصبح يقتنيها ويطلب تبييضها فيما يتجه كثيرون الى استخدامها كتراث وزينة للمنازل .
وتتمركز معظم المهن التراثية في مدينة نابلس داخل البلدةالقديمة منها فيما عانت هذه المنطقة من ويلات الاحتلال والاقتحامات اكبيرة التي شهدتها البلدة والدمار الذي لحق بها، الامر الذي حرم عشرات الالاف من المتسوقين التسوق بها سنوات بينما كانت سلطات الاحتلال تفرض حصارا عليها ابان الانتفاضة الثانية .