محمود ياسين : ظروفي الصحية وراء غيابي عن الشاشة

المدينة نيوز :- على مدار عقود من الزمن وتوالي العديد من الأجيال، استطاع أن يحفر اسمه في قلوب جماهير الوطن العربي بأكمله، بل نجح في أن يكون أحد أبرز الفنانين الذين ساهموا في صناعة السينما وتطويرها، فلا يمكن أن نذكر لفظ "سينما" أو "فن" دون أن يسبقها اسمه الذي صنعه من حب واحترام الجماهير له ولفنه الراقي الذي طالما حرص على الحفاظ عليه واعتبره رسالة عليه أن يوصلها لجمهوره بأمانة شديدة، فكان مشواره الفني الطويل الذي قدم فيه روائع مصرية من خلال 18 مسلسلاً وأكثر من 60 فيلماً و8 مسرحيات.
هو الفنان محمود ياسين، قال : عن الفن وحال السينما في بلاده ومشاركته الأخيرة بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ36 .. وهذا نص الحوار.
بداية نفتقدك كثيراً.. متى سنرى محمود ياسين مجدداً على الشاشة سواء سينما أو دراما؟
الحقيقة أن حالتي الصحية منعتني الفترات الماضية من المشاركة في العديد من الأعمال الفنية، ولكن هذا لا يمنع أنني أشتاق كثيراً للوقوف مجدداً أمام جمهوري المحبب، وبالفعل يعرض علي حالياً العديد من السيناريوهات التي أقرأها بصفة مستمرة، وفور الاتفاق على أي منها سأعلنه فوراً أمام الجميع.
كيف ترى حال السينما المصرية حالياً؟
بالطبع حالها تحسن كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية، فقد استطاعت في الفترة الأخيرة أن تستعيد قوتها ومكانتها من خلال العديد من الأفلام الجادة المتميزة، ولكن على كل حال من الطبيعي أن تنتاب أي صناعة سينما حالة من التدهور في فترة من الوقت، وحدث هذا مع السينما المصرية خلال الفترة الماضية بسبب انجراف صناعها لتقديم نوعية واحدة من الأفلام التي تقلد بشكل كبير السينما الأمريكية بعيداً عن هويتنا العربية، ولا يمكن أن نلوم المنتجين على هذا، لأن المنتج في النهاية هو شخص يهدف إلى الربح، ولكن هذا لا يمنع أنني متفائل جداً بالفترة القادمة فيما يخص صناعة السينما، بعدما نجح مؤخراً عدد من الأعمال السينمائية في تقديم حالة إبداعية مبهرة .
أصوات كثيرة تهاجم الأفلام الشعبية وتتهمها أنها السبب وراء انحدار أخلاق المجتمع بل وتطالب بمنعها.. ما تعليقك؟
نظرة قاسية وظالمة جداً، لأن السينما في المقام الأول إبداع وحرية تعبير ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقف موقف الجلاد، لأن الحكم في النهاية للجمهور، ومن الطبيعي أن تحتوي صناعة السينما على نوعيات مختلفة من الأفلام وفي النهاية قد تعجب بعضها الجمهور وقد لا تعجب آخرين، ولكن في كل الأحوال صناعة السينما تعد من أهم الصناعات في مصر، ونحن بالفعل نمتلك مواهب متنوعة سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو المؤلفين، ما يقود لصناعة منظومة سينمائية كاملة.
في رأيك.. لماذا لا تملك السينما حتى الآن فيلماً ينافس على جائزة الأوسكار؟
في رأيي أنه على الرغم أننا نمتلك مواهب فنية رائعة، إلا أن قليلين من هم القادرون على تقديم أفلام تقتحم المهرجانات وتنافس السوق العالمية، فمازالت ظروف السينما المصرية لا تساعد على صناعة فيلم يخلو تماماً من القيم التجارية، وهي، أي السينما، بحاجة إلى صناعة أفلام لا تغرق نفسها كثيراُ في المحليات والتي تجرها بعيداً عن السينما العالمية ومعاييرها، وعلى الرغم أن هناك بالفعل كثيراً من الأفلام التي نجحت مؤخراً في أن تسهم بشكل أو آخر في تطوير السينما المصرية وإعادة التوازن لها، إلا أنها مازالت بعيدة عن مواكبة السينما العالمية.
بعد غياب استمر لمدة عامين على التوالي.. كيف تقيم عودة مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ36؟
بالطبع سعدت كثيراً بعودته، ليس أنا فقط بل كل الفنانين، فكان شيء عظيم ونحن نرى تكاتف الجميع كي يعود هذا المهرجان من جديد، والذي تعني عودته استعادة مصر لمكانتها الفنية الحقيقية، وقد بهرت بالفعل بمستوى الأفلام التي عرضت ضمن فعاليات المهرجان، وكنت شديد الحرص على حضور عروض كثير من الأفلام التي شاركت به، وعلى الرغم أن المهرجان انتابه بعض سوء التنظيم، إلا أنه كان أمراً طبيعياً بعدما غاب لمدة عامين بسبب الظروف السياسية والاقتصادية السيئة التي مرت بها البلاد، لكن في كل الأحوال كانت عودته وحدها تكفي أن تمثل نجاحاً حقيقياً.
وماذا عن فيلم "حائط البطلات" والذي أفرج عنه أخيراً في المهرجان بعدما ظل أكثر من 15 عاماً حبيس الأدراج؟
لم أكن أتوقع أنه سيعرض حتى أثناء وجودي في قاعة العرض وامتلائها بالجمهور والنقاد، فقد انتابني شك بأنه لن يعرض خاصة بعدما تأجل عرضه حينئذ بسبب قطع الكهرباء، ولكن ما أن بدأ عرض الفيلم حتى بدأت أتنفس الصعداء وشعرت بسعادة غامرة وأنا أرى أمامي أخيراً هذا العمل الإبداعي الذي أخذ من فريق العمل بأكمله مجهوداً كبيراً كي يخرج بهذا الشكل، وأحمد الله أن الفيلم أخيراً خرج للنور واستطاع أن يكون بعيداً عن الإهمال الذي يواجه تراثنا.