زكي طليمات يكتب: «فاتن وبس»
المدينة نيوز:- بمناسبة ذكرى الأربعين، لسيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، تعيد "فيتو"، نشر ما قاله عنها أستاذها ومعلمها زكى طليمات، فى كتابه "ذكريات ووجوه"، وفى فصل تحت عنوان "فاتن وبس" يقول :
أصبحت "فاتن"، ابنة أحمد أفندى حمامة، طالبة فى "معهد التمثيل"، ضمن الدفعة الأولى 1944، التى ضمت بالإضافة لها كل من فريد شوقى، نبيل الألفى، شكرى سرحان، عمر الحريرى، حمدى غيث، عبد الرحيم الزرقانى، صلاح منصور، وسميحة أيوب.
وفى اللقاء الأول مع الطلبة، شاهدت شيئا صغير الحجم، ينمو بحساب دقيق، ويؤلف قطعة من فتاة وسيمة وجه صغير، بالغ الوسامة، كوجه العرائس غالية الثمن، تتحرك فيه وبلا انقطاع، عينان واسعتان يكمن ورائهما قلق، وفضول لا ينقطع.
سألتها أن تصعد إلى المنصة، لتمثل أى دور يحلو لها مما حفظته، ولم يكن فيما قدمته شئ من الحذق الفنى، من الصنعة فى أحسن حالاتها، ولكن كان هناك أشياء تنبئ عن فطرة سليمة وخصبة، صوتها ضعيف لكنه ثاقب وساخن، ينفذ إلى ما وراء الأذن إلى القلب أنها تحس ما تقوله إحساسا عميقا، يرتسم على كل أعضاء جسمها، مثل صندوق آلة الكمان أو العود، الذى يهتز بكل كيانه، عندما تلامسه ريشة العازف.
لكنى لاحظت أن حرف "الراء"، على لسانها يتحول إلى حرف "غين"، على طريقة أهل باريس، حينما ينطقون اسم "باريس"، أن حرف الراء يتحول إلى غين من باب الدلع والدلال.
إن فاتن حمامة "لدغاء"، ويا للأسف، لأن "اللدغة"، مرض من أمراض النطق، لكننا بدأنا أول درس فى فن الإلقاء والنطق الصحيح ومخارج الألفاظ، مع التدريب على فن التمثيل وتقنياته.
