بعد ثلاث دقائق.. ستكتشف إن كنت مصاباً بالوسواس القهري

المدينة نيوز:- إنه شعور يكبلك ويشعرك في بعض الاحيان أنك فعلاً قد وصلت الى حالة من الجنون. تشعر بالاختناق لكن ليس بيدك أي حيلة ، فذلك الشعور الغريب يرافقك ليلاً نهاراً ، أثناء صحوتك وحتى يلاحققك في أحلامك .
نعم هذا هو الوسواس المرضي القهري، هو الذي إذا دخل حياتك تكمّش فيها ودمّرها دون إستئذان، وكن أكيد انّك إذا لم تسيطر عليه، فسيطر هو وأسرك في هذا القفص لوقت طويل قد يدوم لسنوات. هل فعلاً الوسواس بالمرض الخطير لهذه الدرجة ؟ كيف يعلم الانسان أنه مصاب بالوسواس ، ما هي أعراضه والحلول للتخلص منه والعلاج من هذه الحالة التي ودون أي شك هي حالة نفسية مرضيّة .
لا شكّ أن الامراض تشكل خوف كبير لدى الانسان وأنّ هذا الخوف قد يلازمه بطريقة بسيطة ولفترة قصيرة من مرحلة يمر بها في حياته اليومية ، ولكن أن يصبح الامر هوس، فهو فعلاً وسواس. تتعدد أنواع الوسواس من الحالات التي تداهم حياتنا اليومية، الحالات البسيطة من خوف خسارة الاصدقاء أو الاهل ، وتستمر لتصبح في ذروتها عندما يصبح الوسواس بالامراض على أنواعها .
ما هي أعراض الوسواس؟
لا تبدأ أعراض الوسواس من عدم عند الانسان ، فالعديد من الاسباب النفسية التي قد يمر بها في حياته ممكن أن تزرع الشك في رأسه وتغزو تفكيره بالافكار السلبية التي تؤدي به الى الخوف من المرض، فيعتقد المرء أنّه من الممكن أن يكون مصاب بمرض خطير ومميت، ويبدأ بمراقبة نفسه دون توقف من الرأس الى أقل تفصيل في جسمه، يلاحظ أمور لم يفكر حتّى أنّها من الممكن أن تكون موجودة في جسم الانسان .
عند شعور المرء بأي أعراض ينسبها فوراً للأمراض المستعصية وخاصة بعد البحث عبر الانترت عن أعراض السرطان ، أعراض الكورونا ، أعراض مرض الايدز ، اعراض مرض السكر، مرض القلب وحتى الايبولا الذي انتشر في الآونة الاخيرة .
تلازم هذه الفكرة المريض ، قد أسميته بالمريض لأنه وصلت الى مرحلة الوسواس القهري المرضي، ويباشر في التصرف على هذا الاساس في حياته اليومية وكأنه فلاً مريض جسدياً دون التأكد حتّى من هذا المرض خوفاً من النتيجة التي تكون في بعض الاحيان مصدر لراحة باله وطمأنته ، فينزع من خلالها جميع الشكوك ويخرج من هذه الحالة .
من هنا ، يصبح الوسواس القهري حالة مرضية نفسية بإمتياز .
ما هو علاج الوسواس القهري ؟
بما أن الوسواس مرض نفسي ، فلا شكّ أنّ العلاج يجب أن يكون نفسياً بالدرجة الاولى، فعلى المريض الاعتراف بهذا الوسواس الذي يرافقه أحياناً طليلة فترة صحوته حتّى تتم معالجته مع طبيب نفسي، الذي يحلّ مع المريض السبب الاساسي الذي أوصله الى هذه الحالة . على المريض أن يشغل نفسه ويقوم بالاشياء التي يحبها ويستمتع بها فقط لفترة معينة حتى يعتاد الدماغ على ذلك وعلى الافكار الايجابية بعد أن سيطرت الافكار السلبية على رأسه لفترة طويلة .
وفي بعض الاحيان يعتقد البعض أن علاج الوسواس من خلال الدين هو الافضل لهم ، فيلجأون إلى الصلاة والعبادة لعلّ التثبت بالايمان يغيّر مسار الافكار من السلبية الى الايجابية. إذا لم يستجب المريض لهذا العلاج ، فيلجأ الطبيب الى العلاج بالادوية التي ترفع مستوى هورمون السيروتونين الذي يقال ان الوسواس مرتبط بالنقص في مستواه بشكل أساسي.
هذا هو الوسواس، هذا هو المرض النفسي الخطير الذي إذا لازمك سبب لك الاكتئاب وحتّى سبّب الامراض الجسدية التي ترتبط بشكل مباشر بالقلق، بالتالي تنتقل الاعراض من الوهم لتصبح حقيقة وبدل علاج الوسواس فقط يصبح الانسان مضطر لعلاج أمراضه الجسدية أيضاً.
إحذروه وتغلّبوا عليه، نعم هو بحد ذاته ، الوسواس...