كارثة.. أشهر معالج للأمراض الجنسية في الصعيد يصور مرضاه علي هاتفه المحمول!

المدينة نيوز :- فجأة انتشر صيته كالنار فى الهشيم، اصبح بيته مقصداً للعديد من مرضى الصعيد، ومحافظات الوجه البحرى، وتحولت دعايته إلى حكاية واسطورة تتناقلها الالسن، وكالبرق اصبحت قائمة الأسعار التى اصدرها فى متناول اهل قريته، وبكلامه المعسول، ووصفاته الطبية "الوهمية" استطاع أن يخدع الكثير من مرضاه، لكن لم يستطع خداع اجهزة الشرطة او الأجهزة الرقابية، ففى لحظة كان رجال الشرطة ينتشرون فى عيادته، يلقون القبض عليه ليدلى باعترافات خطيرة، تسقط ذلك القناع المزيف الذى استطاع من خلاله بيع الوهم للمرضى.
لكن ما بين ظهوره، ورحلة سقوطه، كانت هناك العديد من الكواليس والاسرار الخطيرة، ننشرها من خلال السطور القادمة.
عندك مشاكل فى حياتك الزوجيه؟!، عاوز تتعالج من مرضك الجنسى؟!، روح بسرعة للشيخ جمعه حمدى، ده راجل مبروك، وفى ايده الشفا، وعرف يعالج الاستاذ "فلان"، والحاج "علان"، وخد ادى ديه قايمة بأسعار العلاج.
للأسف كان هذا هو لسان حال العديد من المرضى ببعض قرى بنى سويف ومحافظات الصعيد، وايضاً بعض المرضى المقيمين بالوجه البحرى، الذين انطلقوا إلى عيادة هذا الرجل، من اجل مساعدتهم على الشفاء.
معلومات خطيرة!
كان المدعو جمعة حمدى يوهم مرضاه، بعلاجه العديد من الامراض الجنسية، بينما كانت الاجهزة الرقابية تتابعه عن كثب، فتقارير الدكتور محمد عبد القادر احمد، مدير العلاج الحر بوزارة الصحة، تؤكد أن المتهم يقوم بتركيب ادوية وهمية وتوزيعها على مرضاه، مقابل الحصول على الاموال، اكدتها تقارير الرقابة الإدارية التى ترأسها المقدم احمد عبدالله، فى حين اصدر محمود محمد جمال، مدير شئون البيئه تقريره الذى يؤكد أن الادوية التى يستخدمها الشيخ جمعه، بمثابة السم الذى يتوغل فى اجساد المرضى.
وفى نفس السياق، كانت تحريات شرطة المسطحات المائية، برئاسة العميد محمد جعفر، ووكيله الرائد هيثم عباس، تؤكد أن هناك عشرات الاهالى يقصدون منزل المتهم، بغرض علاجهم، كما توصلت التحريات إلى وجود المئات من الاوراق التى توزع فى قرية شاويش عزبة زعزوع التابعة لمركز هنسيا، بمحافظة بنى سويف، تحتوى تلك الاوراق على قائمة لعلاج العديد من الامراض الجنسية، وعمل الحجامة، وغيرها من وسائل النصب على المواطنين.
وبعيداً عن الاوراق الرسمية، التى تؤكد ان "جمعة حمدى" يعبث بأرواح الابرياء، ويضع السموم فى اجسادهم، كان المشهد اقسى قسوة داخل قرية شاويش، حيث كان يتوافد العشرات الى منزل المتهم، والذى حول احدى غرفاته الى عيادة او مركز للعلاج، واضعاً على رفوف العيادة بعض الشهادات الوهمية من مراكز طبية وهمية ايضاً، لدرجة ان هناك العشرات كانوا يأتون اليه من عدة بلدان.
تحرك فورى!
تلك المعلومات الخطيرة، كانت على مكتب اللواء مدير امن بنى سويف، والذى امر فوراً بتشكيل فريق امنى، مدعوم برجال الرقابة الإدارية ومكتب الصحة، ووضع خطة سريعة للإيقاع بالمتهم، وكشف جرائمه امام زبائنه.
على الفور تم التنسيق بين شرطة المسطحات المائية، برئاسة العميد محمد جعفر، ووكيله الرائد هيثم عباس، وبين المقدم احمد عبد الله، مسئول الرقابة الادارية، و محمود جمال الدين من ادارة شئون البيئة، والدكتور محمد عبد القادر احمد، مدير العلاج الحر بالمحافظه، كما شارك فى الحملة الامين احمد ابو الخير، والامين طارق عزت.
وخلال لحظات كانت قوات الشرطة تتحرك من امام شرطة المسطحات المائية، وتنطلق صوب قرية شاويش، لتدوى اصواتها فى شوارع القرية الهادئة، لحظات قليلة وكان رجال الشرطة يلقون القبض على المتهم فى عيادته وبين مرضاه، ووسط ذهول الجميع.
أحراز مخيفة
صدمة عارمة انتابت المتهم جمعة حمدى فور القبض عليه، قوات الشرطة تمكنت من اخماد غضب الاهالى الضحايا، ممن اقتنعوا بقدرات الشيخ النصاب، فى نفس الوقت كانت الشرطة تبحث فى خبايا عيادة النصاب، اما عن الاحراز فكانت مخيفة ومرعبة وخطيرة.
فحسب ما جاء فى المحضر الذى تم تحريره فى تاريخه، بأن المتهم كان يستخدم المشارط والدبابيس وسرنجات الحقن اكثر من مرة لاكثر من مريض، وهو ما يعنى انتقال الامراض من شخص إلى آخر، ووجود سموم فى تلك الادوات التى يستخدمها، واشارت ايضاً التحريات ان المتهم يستخدم النفايات الطبية كعلاج للمرضى، اما اخطر ما تم العثور عليه داخل العيادة، كان داخل الهاتف المحمول الخاص بالنصاب، والذى عثر فيه رجال الشرطة على لقطات صور، وفيديوهات، صورها للمرضى دون الحصول منهم على اذن مسبق، وهو ما يشير الى احتمالية ابتزازهم بعد فترة للحصول منهم على اموال.
ايضاً قام الرائد هيثم عباس، وكيل شرطة المسطحات بسؤال الاهالى وبعض المرضى عن علمهم بتصويرهم من قبل النصاب اثناء العلاج، واكدت الاجابات انه يقوم بتصويرهم خلسة، وبدون علم احدهم.
سيارة الشرطة عادت مرة اخرى الى مقرها، بين جنباتها النصاب المحترف، والذى اعترف امام العميد محمد جعفر، والرائد هيثم عباس، بشرطة البيئة والمسطحات، المسئوله عن متابعة مديرية الصحة والبيئة، فيما يخص السلامة العامة للمواطنين والتخلص من النفايات الخطرة بطريقة آمنة، بجريمته، مشيراً الى انه اشترى العديد من النفايات الطبية، مثل الكاسات، والسرنجات، والحقن، والمشارط، والعديد من الادوات الطبية والتى كان يستخدمها اكثر من مرة، واعترف بأنه اصدر قائمة اسعار لعلاج بعض الامراض ، مثل علاج سرعة القذف، وانقطاع الدورة الشهرية، والتهابات عنق الرحم المزمنة، والعديد من الامراض الجنسية الخاصة بالرجال والنساء، مشيراً إلى انه قام بتزوير شهادة خبرة مزيفة من قبل احد المعاهد بالاسكندرية، حتى يستطيع إقناع المواطنين او المرضى بعلاجهم.
وعلى نفس السياق، امر اللواء، محمد عماد الدين عباس، مدير امن بنى سويف، بتحرير محضر، واحالة المتهم إلى النيابة العامة، التى امرت بحبسه اربعة ايام على ذمة التحقيقات، تم تجديدهم خمسة عشر يوماً اخرين، تمهيداً لمحاكمته، ليسدل الستار نهائياً عن احدى الجرائم التى تستهدف صحة المواطنين، وليسكن عم جمعة حمدى وراء القضبان منتظراً لكلمة القضاء التى ستكون عنواناً للحقيقة.