"سندريلا": مؤثرات بصرية تجعلها تنبض بالحياة

المدينه نيوز - من جديد تعود "سندريلا" ووهجها للشاشة وأيضا بتوقيع "ديزني" التي أطلقتها للمرة الأولى في العام 1922، من خلال فيلم قصير وإعادة صنعه مرة أخرى في العام 1950 من خلال فيلم كرتوني طويل، وأحدث نسخة منه من "ديزني" من خلال فيلم للمخرج كينيث براناه.
القصة لم تتغير، وهي نفسها التي كبرنا عليها، فتاة يتيمة تعاني الأمرين من زوجة أبيها الشريرة بعد وفاته، فبطلة الفيلم هنا تحمل اسم "ايلا" وتجسد دورها الممثلة ليلي جيمس بمشاركة كيت بلانشيت بدور الأم الشريرة والممثل ريتشارد مادن بطل فيلم روميو وجوليت بدور الأمير، فضلا عن مشاركة كل من "هايلى أتويل" و"هيلينا بونهام كارتر" و"ستيلان سكارسجارد" و"هوليداي جرينجر" و"ديريك جاكوبي"، ومن تأليف كريس ويتز.
ومن رواية كلاسيكية وخيالية إلى أرض الواقع، ليس هو الفيلم الأول، فهناك العديد من الأعمال السينمائية التي حملت هذه الشخصية وقدمتها بأوجه عدة منها فيلم "The Glass Slipper "(1955)، للمخرج شارلز والترز وبطولة ليزلي كارن، وقدمت كعرض موسيقي في العام 1957 ومن ثم بفيلم "Ever After" في العام 1998 بطولة درو باري مور للمخرج اندي تينانت.
أما فيلم كينيث براناه الجديد، فهو فيلم ذو ميزانية ضخمة أولا قدرت بـ95 مليون دولار، برواية في القرن الواحد والعشرين، بفخامة ليبدو كل مشهد وكأنه عيد الميلاد من خلال البذخ الواضح في المشاهد.
أما كيت بلانشيت بدور الزوجة الشريرة للأسف فتبدو وكأنها خارجة من أجواء الأربعينيات بالميلودراما التي تحملها بمشاركة ابنتيها الشريرات اللواتي يضيقن الخناق على "ايلا" ليبدو المشهد بالنهاية وكأنه تراجيديا مستخرجة من أفلام "ديزني" الأخرى لخلق حالة من التراجيديا.
وعبر تحويل كينيث براناه تلك الرواية الكلاسيكية من القرن التاسع عشر إلى مملكة خيالية ومؤامرات خلف العرش وأزياء ملونة من التاريخ، تبقى فقط مجرد شكليات بصرية في فيلم ينبض بالرفاهية والأشياء اللامعة والمزركشة.
وكان عنصر تعزيز المؤثرات الرقمية التي استخدمها مدير التصوير هاريس زامبارلوكس وصممها أيضا خصوصا في مشاهد تضخيم الفئران وتحويلها لأحصنة تجر العربة السحرية أكثر قوة، مقارنة مع عبارات من الخطاب الذاتي التي بدت مملة في نصه، خصوصا حين يتعلق الأمر بالملذات التي أغرقت بها الأميرة الشريرة نفسها والعباءات الخضراء الوثيرة المتناثرة في الخزانة وأحمر الشفاه القرمزي.
كل هذه الظروف المأساوية التي كانت دوما جزءا من الخلفية الدرامية لسحر "سندريلا"، كانت أشبه بإعادة إحياء لسندريلا الكرتونية في قالب حقيقي تحيط به المؤثرات البصرية والرقمية، التي جعلت من مواضيع الحب والعاطفة واللحظات المتعلقة بها والشجاعة والخسارة أكثر مرونة.
كما أن "سندريلا دائما تبتسم" في هذا الشريط، ومهما حصل لها تظهر ابتسامتها الرقيقة على محياها بدور شابة عنيدة مستقلة جميلة، والأهم من كل هذا أنها تحمل نفس شكل الرواية الكلاسيكية الكرتونية بشعرها الأشقر المجعد وخصر نحيل وبشرة لا تشوبها شائبة.
ويحمل الفيلم العديد من المستويات الكوميدية التي رافقت المؤثرات التي تتعلق بمشاهد السحر، فخط الحوار الدرامي يتحول في العديد من المشاهد لجمل مضحكة وحتى تهريجية في بعض الأحيان تترك أثرها في قهقهات متناثرة هنا وهناك.
يبقى القول إن "سندريلا" حكاية خرافية، مهما تغيرت شخصايتها ومخرجوها، فهي خالدة ورونقها برز في فيلم كينيث براناه بنسخة تنسجم ومعايير العصر الرقمي والحياتي.