السورية فاطمة .. تتحدى اللجوء والاعاقة بالرسم والتطريز

تم نشره الإثنين 16 آذار / مارس 2015 04:57 مساءً
السورية فاطمة ..  تتحدى اللجوء والاعاقة بالرسم والتطريز
فت التطريز - تعبيرية

المدينة نيوز - افتقارها لحاسة السمع والنطق واللجوء في مخيم الزعتري لم يمنعها من متابعة العمل والنجاح..امرأة تعلقت منذ صغرها بالقماش والورق والالوان لتعوض نفسها عما ينقصها .

ثابرت بكل ما اوتيت من عزم في الحياة، ولم يدخل اليأس الى قلبها وعشقت الحياة من خلال حرفتها وابداعاتها .

انها اللاجئة السورية فاطمة ابو حصيني القادمة من درعا والبالغة من العمر 40 عاما تعمل منذ قرابة العامين مدربة للفتيات في موقع واحة المرأة والفتاة التابع لصندوق الامم المتحدة للسكان / القطاع الثالث بالشراكة مع معهد العناية والاسرة / مؤسسة نور الحسين في مخيم الزعتري .

وكان لوكالة الانباء الاردنية (بترا) حديث بمساعدة اختها أمل التي تعمل على ترجمة ورشات العمل للمتدربين لكونها من ممارسي لغة الاشارة ، مبينة ان فاطمة تجيد مهارات الحياكة وفنون الرسم وصناعة المطرازات والاكسسورات وتنسيق الزهور والرسم على الزجاح والنسيج والغزل .

وتضيف انها عملت على تنمية مهاراتها وتغير انماط حياتها لتكون سيدة منتجة تعيل ولا تُعال ، وهي الان مدربة تعطي خبرتها الى غيرها من الفتيات اللاجئات اللواتي بحاجة لاشغال اوقاتهن باشياء تفيدهن كفتيات وكحرفة تعيل اهلهن أوبيوتهن .

وتبين اللاجئة فاطمة انها تتردد منذ عامين على موقع الصندوق لتشغل وقتها أملا بالاستفادة من الورشات التدريبية والتوعوية التي تعقدها المنظمات العاملة هناك .

وتقول: نظرا لامتلاكها المهارات المطلوبة لحرف كثيرة ،دفعها التفكيرالى التحول من متدربة لتكون مدربة فكان الصندوق قد ضمها في كنفاته لتعطي من خبرتها ، بواقع ثلاث جلسات يوميا لـ(15 متدربة في كل جلسة ) براتب شهري بدأ بـ 150 دينارا وهي حاليا تتقاضى 220 دينارا .

وبالحديث عن اعاقتها تقول والدتها ان فاطمة مرضت وهي الرابعة من عمرها بالحصبة ما استدعى الامر الى زيارة الطبيب الذي عمل على اعطائها ابرة كتشخيص للحساسية وليس للحصبة وكان تأثيرها سلبيا على ابنتها مما جعلها صماء بكماء لكنها تملك الروح المرحة وحب الحياة .

وتشير الى انهم لم يستطيعوا ارسالها الى المدرسة خوفا عليها ، لهذا لا تستطيع القراءة والكتابة " لكن فاطمة تستطيع كتابة الكلمات بالرسم وبخط جميل دون ان تعي معناها ".

وتؤكد ام فاطمة ان ابنتها بدأت وهي في العاشرة من عمرها بتعلم فن الحياكة من اختها الكبرى، واكتسبت المهارة بسرعة ، وعليه اصبحت معيلا جيدا لاختها في العمل وثابرت ونمت نفسها في المهارات الاخرى كونها من هواة الرسم واعمالها كلها دقيقة ولها جهد خاص ولمسات معينة تمتلىء القطعة التي تشغلها بحيوية وجمالية خاصة لافتا الى انها عملت في مخيم الزعتري قبل التحاقها كمدربة في الصندوق كخياطة واشغال يدوية على مستوى القطاع .

وعن طموحاتها المستقبلية تبين فاطمة انها تسعى دائما الى المشاركة مع الاخرين وتبذل الجهود لتعلم كل ما هو جديد وتحاول حاليا ان تتعلم الرسم عبر برنامج على الحاسوب اذ توفر من يعلمها ، معربة عن امالها في ان يتوفر لها سماعات تعينها على سماع الاصوات ولو بشكل بسيط يساعدها بالتواصل مع الاخرين لافتا الى انها تلقت العديد من الوعود دون تنفيذ .

وتردف فاطمة انها تحمد الله على كل شيء وهي اليوم بافضل حال فهي متزوجة منذ قرابة 7 شهور وهي ام لابناء زوجها الخمسة اكبرهم 15 عاما واصغرهم 3 سنوات مشيرة الى انها يمتلكها شعور بالتجدد يوميا وان لديها من الاحساس الذي تشعر به لا يشعر به الانسان العادي حيث ان الله عوضها بوسائل اخرى للتعبير عبر رسوماتها ومشغولاتها سواء في عملها او حياتها وانها تنقل الشىء المراد من اللمحة الاولى .

ويقول منسق مشروع المساعدات الانسانية في الصندوق الدكتور شبل صهباني ان الصندوق يعمل مع شركائه من معهد العناية بالاسرة التابع لمؤسسة نور الحسين وجمعية العون الطبي في زيادة الوعي و احداث التغير في حياة اللاجئات السوريات في المخيم سواء على الصعيد الصحي وخدماته و تقديم الوعي اللازم حول العنف المبني على النوع الاجتماعي والعنف الاسري بالاضافة الى تنمية مهارتهن في الاشغال المهنية الحرفية ومهارات الاتصال .

ويقول ان فاطمة تمتلك الموهبة والخبرة اللازمة في العديد من المهارات ، الامر الذي حدا بالصندوق الاستعانة بها لتدريب غيرها من الفتيات اللاجئات في المخيم مقابل راتب شهري لتعينهن على احداث نقلة في حياتهن تشغل اوقاتهن بالاضافة الى العمل على زيادة اقبال الفتيات الى مركز الواحة لينهلن المعرفة في مجال الرعاية في الصحة الانجابية وغيرها من الخدمات التي تعنى بالمرأة .

يشار الى صندوق الامم المتحدة للسكان يعمل ضمن اتفاقية تعاون مشترك ومعهد العناية بصحة الاسرة بهدف زيادة الوعي بالخدمات الصحية والطلب عليها والحصول على خدمات ذات نوعية ممتازة مرتبطة بها وهو منفذ في عمان ( مركز صويلح ) ، غور الاردن ، مخيمات اللاجئين ( الزعتري ، سايبر سيتي ، حدائق الملك حسين ، والمخيم الاماراتي ) .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات