تكسي خاص بالنساء في الاردن ... مع ام ضد ؟

المدينة نيوز - تسعى أربعة فتيات أردنيات لأن تصبح قيادة المرأة لسيارة تكسي أمراً اعتياديا في شوارع الأردن، حيث قمن بإنشاء مبادرة تحمل اسم "شي كاب" والتي تهدف إلى تأهيل النسوة اللواتي يمتلكن القدرة على كسر الحاجز المجتمعي والعمل في هذا المجال بعد حصولهن على رخصة القيادة العمومية، وقد تمكن من تدريب خمسة نسوة حتى الآن، هن على استعداد للعمل في هذه المهنة وتوصيل المرأة إلى حيث تشاء في الأردن، إلا أن المشروع لا يزال بحاجة لدعم مادي ومعنوي.
صاحبات المبادرة اللواتي تحدثن عن المشروع للعديد من الصحف والإذاعات أكدن على أن المبادرة جاءت لتحمي المرأة من حالات تحرش قد تتعرض لها عند ركوب سيارة أجرة يقودها رجل، بالإضافة لخلق فرصة عمل جديدة لمن هن بحاجة للعمل، وكسرالصورة النمطية التي اعتادها المجتمع وهي أن العمل على سيارات الأجرة هو مقتصر على الرجال.
هل أنت مع/ ضد؟
استقبلت مريم الحديث عن تكسي للنساء في الأردن بكل سعادة؛ فهي لا تستطيع الذهاب لمكان خارج نطاق الحي كون زوجها يرفض ركوبها سيارة تكسي لوحدها، ولا يستطيع إيصالها أيضا فهو مرتبط بداوم طويل في العمل، الأمر الذي يجعلها حبيسة المنزل، أو يضطرها لأخذ أمها لقضاء ما عليها من مشاوير لتكون برفقتها في سيارة الأجرة، لذا فهي تؤيد وجود أمرأة تعمل في قيادة سيارات الأجرة لتتمكن من الوصول لحيث تريد بأمان.
من جانب آخر تشكك مايا المحاميد في قدرة المرأة في اختصار المسافات والأزمات كما يفعل السائقين، بالإضافة لعدم قدرة المرأة على حل ما ستتعرض له من مشكلات، ربما تعطل السير وهي "تردح" لشخص تجاوز عنها، وتختم بالقول: ليس لدي استعداد للركوب مع أنثى تقود سيارة اجرة!.
وتلمح فاطمة إلى أن المجتمع اعتاد على وجود امرأة تقود سيارة، بل وتوصل الأطفال في الحي لمدارسهم من خلال باص صغير، و تعمل على سيارتها الخاصة من خلال ايصال موظفات أو طالبات وتأخذ أجرة على ذلك، هذا الأمر أصبح دارجا، فلماذا لا يتحول لعمل رسمي وتتوسع الفكرة لتخدم النساء بصورة أوسع؟
أما بتول عواد فهي تؤكد أنها لن تركب مع امرأة تقود سيارة أجرة والسبب خوفها على حياتها فالنساء بحسب بتول لسن ماهرات في القيادة، لكنها لن تمانع إن قامت احدى صديقاتها بالعمل في قيادة سيارة أجرة إن لم تتمكن من ايجاد غير هذه الوظيفة، مشيرة إلى أن هذه الفكرة ستجد رواجا عند النساء اللواتي يعزفن عن لركوب سيارات الاجرة وحدهن.
واستحسن الدكتور احمد فتحي قاسم الفكرة بقوله رداً على سؤال السبيل: فكرة جيدة لكن بشروط وضوابط ، كأن تكون سائقة التكسي حسنة الخلق، وان تحدد فترة زمنية للعمل تنتهي بغروب الشمس للمحافظة عليها، إلى جانب وضع ضمانات لسلامتها
الخزاعي: المشاريع النسائية تنجح بنسبة 100% في الاردن.
يشير المختص الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي في حديثه الخاص "للسبيل" إلى أن المرأة في الأردن أثبتت نجاحها في كافة المجالات والقطاعات التي عملت فيها، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 15 % من القوى العامة في الأردن هن نساء، وأن المشاريع التي تديرها المرأة ناجحة 100%، كما أن 11% من الأسر الأردنية تديرها المرأة في ظل غياب الزوج بالوفاة أو الطلاق.
وحول مبادرة قيادة المرأة لسيارة أجرة في شوارع الأردن فكما يقول الخزاعي بأن المرأة الأردنية تعمل في قطاعات أشد صعوبة من قيادة السيارات، فهي تعمل في شرطة السير، وفي الدفاع المدني وفي الطب الشرعي وفي الإنشاءات وفي قيادة السفن، كما تعمل أيضا في قطاع الصناعة وفي مصانع البلاط والدهان.
أما عن نظرة المجتمع فيرى الخزاعي أن بداية كل شيئ جديد في مجتمعنا تواجه التأييد والمعارضة إلى أن يعتاد عليها، لذا غالباً ما تنشئ الأفكار المستحدثة في المناطق الحضرية التي تتقبلها بشكل أسرع، ثم تنتقل للمناطق الشعبية، مشيراً إلى أن المهن التي اعتاد المجتمع هو صنف المهن التي اعتاد أن يرى الرجل يقوم بها إلى مهن ذكورية، لاعتياده على ذلك.
وحول خشية البعض من أن تؤدي قيادة المرأة لسيارة أجرة في شوارع المملكة للأزمات أفاد د. الخزاعي إلى أن 10% من الحوادث السنوية تتسبب بها المرأة و90% من حوادث السير يصنعها الرجال.
قيادة المرأة للتكسي جائز بشروط:
يفتتح إمام وخطيب مسجد المفرق الكبير الدكتور مروان العمايرة حديثه "للسبيل" بالقول أن العمل مشروع في اﻻسـﻻم للجميع ذكورا واناثا، ولكن اﻻناث تختلف عن الرجال في طبيعة العمل ومكان العمل ووقته وظروفه وهذه اﻻمور ﻻ بد من ضوابط شرعية.
ويلخص الدكتور العمايرة الشروط التي يجب أن تلتزم بها المرأة العاملة في هذا القطاع بأربعة نقاط وهي:
أن تكون طبيعة العمل متوافقة مع أنوثة المرأة ولا تتنافى مع طبيعتها الجسمانية التي قد تظهر مفاتنها وتخرجها عن أنوثتها، وأن لا تعمل في مكان تختلي به في الرجال الأجانب أو تختلط فيهم دون محرم، ويخشى عليها الفتنة، وأن لا يكون العمل في الأوقات التي لا يمكن لها أن تكون آمنة فيها على نفسها كالعمل ليلاً دون ضمان حمايتها، وأن تكون الظروف المحيطة بعملها مراعية لحرمة المرأة وخصوصيتها وتضمن لها كل الضوابط التي تحفظها من الفتن مهما صغرت.
ويختم الدكتور العمايرة بأن مهنة عمل المرأة كسائق تكسي وإن كانت فيها
مصلحة للمرأة التي تركب معها إلا أنها لا توفر الضوابط الخاصة بعمل المرأة السائقة لما فيه من مشقة بالغة على المرأة وﻻ يوافق طبيعتها اﻻنثوية وﻻ يؤمن لها الحماية لاضطرارها اﻻختﻻط بالرجال والعمل في اماكن غير مأمونة واوقات غير مأمونة وإن كانت في وقت النهار.السبيل