المناقشات والتصويت في مجلس الأمن حول معركة الكرامة

المدينة نيوز:- اعتقدت اسرائيل عندما بدأت بهجومها صباح الخميس 1968/3/21 ان المعركة ستمر بسهولة وانها ستدير القتال بالطريقة والكيفية التي تريد وترغب فيها.. ومع تطورات الموقف وصمود الجيش الاردني وادراك اسرائيل لحراجة الموقف وأنها تخوض معركة خاسرة، طلبت وقف اطلاق النار رسميا عن طريق هيئة الامم المتحدة، وابلغ الطلب الاسرائيلي للأردن الذي رفض فورا طلب اطلاق النار.
منذ لحظة بدء الهجوم الاسرائيلي وضع الاردن عن طريق مندوبه الدائم الدكتور محمد الفرا مجلس الامن بالصورة الكاملة للوضع، طالبا من المجتمع الدولي ان يمارس مسؤولياته.
وقد عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا في الساعة السابعة والدقيقة الثامنة والعشرين من مساء يوم 1968/3/22 حسب توقيت الاردن بناء على طلب المملكة الاردنية الهاشمية لبحث الهجوم الاسرائيلي على الاردن.
وكان الدكتور الفرا اول المتحدثين في المجلس طالبا فرض عقوبات رادعة بحق اسرائيل، وقال ان هذا الهجوم قد ادان اسرائيل امام العالم اجمع.
وتميزت اجتماعات مجلس الامن بالسرعة في عقدها والحدة في مناقشاتها ويسجل لها انها اصدرت قرارا يدين اسرائيل لهجومها، بزمن قياسي وبعد اربع جلسات فقط رغم تبني الولايات المتحدة لمشروع غربي لكن المشروع الاسيوافريقي نجح في كسب الاصوات وصدر بأكمله تحت الرقم 248 .
* كلمة الاردن.
دعا الكتور محمد الفرا مندوب الاردن في الامم المتحدة الى اتخاذ اجراءات فعالة ضد اسرائيل وذكر انه كتب يوم الثلاثاء الماضي الى مجلس الامن لافتا نظره الى ان اسرائيل تعد العدة لشن هجوم على الاردن واسع النطاق، وقال لقد تكررت اتهامات اسرائيل للأردن وان هذه الاتهامات ستكون الذريعة لشن الهجوم الاسرائيلي.
وذكر الدكتور الفرا انه حذر مجلس الامن ثلاث مرات من النوايا الاسرائيلية تجاه الاردن وإن لم يتخذ مجلس الأمن اجراءات رادعة فإن الموقف سيتدهور بشكل سريع، وأورد تفاصيل عن الهجوم يوم 3/21 وقال انه سيعود الى تفاصيله فيما بعد.
واشار الفرا الى ان حزيران ما كانت الا هزيمة في معركة ونحن شعب صبور وهذا ليس اول غزو استعماري لبلادنا. وقال: ان الاردن وهو عضو صغير في الامم المتحدة ينتظر من المجلس العمل لمواجهة هذا الانتهاك الصارخ لميثاق الامم المتحدة وقراراتها.
ودعا الفرا الى تطبيق شروط الفصل السابع الملزمة من ميثاق الامم المتحدة والتي تشمل فرض عقوبات والتدخل العسكري ضد اسرائيل، وقال ان هناك حاجة لمثل هذا الاجراء لتعزيز موقف يارنغ.
* امريكا تحدث المندوب الاميركي للأمم المتحدة آرثر غولدبرغ محاولا تبرير الهجوم الاسرائيلي، ودعا الى تدعيم جهاز المراقبين الدوليين بين الاردن واسرائيل على خط وقف اطلاق النار، وقد تبنت اميركا مشروعا خاصا بها حول هجوم الكرامة.
* اسرائيل ذكر جوزيف تكواه المندوب الاسرائيلي في هيئة الامم المتحدة مخاطبا مجلس الامن انه على الرغم من مشروع القرار الصادر في 22 تشرين الثاني والداعي الى سلام عادل ودائم فإن ما يعرضه العرب على اسرائيل هو الحرب.
وقال ان الامر بوقف اطلاق النار تم تجاهله واستمرت الهجمات المسلحة واعمال التخريب والغارات، وانتقد مجلس الامن بأنه فشل في وضع حل مناسب للمشكلة.
واشار تكواه الى الهجوم الاسرائيلي 3/21 فقال، انه ابلغ ان القوات الاسرائيلية توقفت عن القتال مع القوات الاردنية وان آخر الوحدات الاسرائيلية بدأت تعبر خط وقف اطلاق النار عائدة الى قواعدها بعد ان منيت بستين اصابة بينها 10 قتلى (الاعترافات الاسرائيلية 23 قتيلا).
وقال ان اسرائيل احترمت وقف اطلاق النار وستعمل به، وان على الاردن ان يفعل الشيء نفسه وستبقى الحدود هادئة، واذا انتهك الاردن وقف اطلاق النار فإن اسرائيل ستدافع عن مواطنيها وممتلكاتها.
وقال ان المدافع لم تسكت بعد هذا.
**مشروعا قرار قدم الى مجلس الامن الدولي مشروعا قرار اثر معركة الكرامة: المشروع الاول: قدمته مجموعة الدول الافرواسيوية وهي الباكستان والسنغال والجزائر.
المشروع الثاني: وعرف باسم المشروع الغربي تقدمت به كل من بريطانيا، الولايات المتحدة ،كندا، الدنمارك، البرازيل، باراجوي.
وتشير التقارير الى ان المشروعين يدينان اسرائيل، لكن الاختلاف هو ان المشروع الغربي يتجاهل بندا في المشروع الآسيوافريقي الداعي لتوقيع عقوبات على اسرائيل اذا ما عاودت الهجوم، ويحاول المشروع الغربي تمييع الموقف وإلقاء مسؤولية الغارة الاسرائيلية على المقاومة العربية.
*نص قرار مجلس الامن رقم 842 الخاص بمعركة الكرامة: ان مجلس الامن: - بعد ان استمع الى البيانات التي القاها كل من مندوب الاردن واسرائيل.
- وبعد ان لاحظ محتويات الرسائل التي قدمها كل من الممثل الدائم للأردن والممثل الدائم لإسرائيل.
- وبعد ان لاحظ ايضا المعلومات الاضافية التي قدمها كبير المراقبين الدوليين.
- واذ يستذكر القرار رقم 236(1967)الذي شجب مجلس الامن بموجبه أي خرق لوقف اطلاق النار.
- واذ يلاحظ ان العمل العسكري الذي قامت به القوات المسلحة الاسرائيلية على الارض الاردنية كان كبيرا وخطط بدقة.
- واذ يعتبر ان جميع حوادث العنف وخرق اطلاق النار يجب ان تمنع.
- واذ يستذكر ايضا القرار رقم 237(1967) الذي تضمن دعوة حكومة اسرائيل ان تضمن سلامة ورفاهية سكان المناطق التي جرت فيها عمليات عسكرية.
1- يأسف للقتل الذي حصل، كما يأسف للتخريب الذي لحق بالممتلكات.
2- ويدين العمل العسكري الذي شنته اسرائيل، والذي يشكل خرقا لميثاق الامم المتحدة ولقرارات وقف اطلاق النار .
3- يأسف لجميع حوادث العنف وخرق اطلاق النار، ويعلن انه لا يمكن التسامح حيال الاعمال العسكرية الانتقامية كهذا العمل، وان مجلس الامن سيجد نفسه مضطرا لأن يأخذ اجراءات اكثر فعالية، كما ينص عليها الميثاق ليضمن عدم تكرار مثل هذه الاعمال.
4- يدعو اسرائيل للامتناع عن القيام بأعمال او نشاطات تتنافى مع القرار رقم237(1967) 5- يطلب من الامين العام ان يستمر في دراسة الموقف وان يقدم تقريرا لمجلس الامن عندما يرى ذلك ضروريا.
(بترا)