"عين على القدس" يناقش أبعاد انتخاب اليمين على القدس والمقدسات

المدينة نيوز:- ركز متحدثون في برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الاثنين، على أبعاد إعادة انتخاب اليمين الاسرائيلي المتطرف على القدس والمقدسات، والذي لم يخف أطماعه الحقيقية التهويدية وخططه تجاهها.
وأشاروا الى سياسة اليمين الإسرائيلي المتطرف من خلال المصادرة والاستيطان والتهويد والانتهاكات والاستفزازات المستمرة، مؤكدين أهمية تضافر الجهود الشعبية وتفعيل المبادرات والمنظمات والجمعيات لنصرة القدس فلسطينيا وخارجيا، وأهمية إبقاء القدس كحالة دائمة في الذهنية الفلسطينية والعربية، وتفعيل الفكر المقاوم بالإسناد الشعبي للمرابطين لتثبيتهم ودعم صمودهم، في ظل حساسية المرحلة التي لا تحتمل التأجيل ولا المغامرة أو المقامرة.
وأكد الأب ايمانويل مسلم رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية في حركة فتح وصاحب مبادرة (اسق العطشان فإنك تقاوم، واطعم الفقير فإنك تقاوم)، من القدس أن "المقاومة ليست بالسلاح وحده وانما بالكلمة الجريئة وتماسك الشعب الفلسطيني فنحن نطعم الجائع ونسقي العطشان، ومن وقف أمام مقعد أو شد من أزر امرأة حزينة فهو يقاوم، ويصنع ثورة في قلب كل فلسطيني.
وأشار الى أن المقاومة كل متكامل، ولا يجوز استخدام اليد او الدماغ او العين او الفم كلا على حدة بل مجتمعة، وبهذا نحن لا نصنع بديلا للمقاومة بل نوزع الأدوار، حتى يكون الفلسطيني جزءا لا يتجزأ من المقاومة، فزراعة الشجرة مقاومة وبذر الأرض مقاومة، ومقاطعة منتجات الاحتلال مقاومة.
وأضاف، اننا سمعنا جيدا نداء القدس والمقدسات والمقدسيين، وأنين الأسرى وصراخ الأمهات، ووجع المهدمة بيوتهم والمقفلة محالهم والمصادرة أراضيهم، وسنسمع صوتنا للأجيال القادمة لتفهم ان القدس أمانة، ولهم حق تاريخي فيها وعليهم واجبات يجب أن يؤدوها، وأن يواجهوا العدو والطلقة في جباههم وليس في ظهورهم.
وشدد الأب ايمانويل على أن المسيحيين والمسلمين هم شعب فلسطين، ومن ترابها اخذوا الهوية، وهم في السراء والضراء عرب وجزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، مشيرا الى هناك فراغا في المقاومة الحقيقية لليمين الاسرائيلي المتطرف، الذي يمارس جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.
ولفت الى أننا نقول لهم "ان أمامنا رسالة سلام من أرض السلام، وندعو شعبنا بكل مكوناته لأن يرسل للعالم مبادرة سلام لأجل السلام والعدالة، ولن نحاور اسرائيل مجددا، فإن جنحوا للسلم نجنح ونتوكل على الله، وان حاولوا أن يخدعونا مرة اخرى، فسنقول (كتب عليكم القتال وهو كره لكم)".
وردا على ادعاء اليهود بأن فلسطين ارض الميعاد قال الأب ايمانويل: نحن المسيحيين لدينا الرد، فأرض الميعاد لم تعط لإبراهيم ونسله بحسب الجسد، كما يقول الرسول (بولس الرسول) وانما أعطيت للمسيح لأنه ابن الوعد، فالمسيح اذن هو الذي يتسلم كل هذه العهود، ولم يبق وعد للجسد ولا للشريعة، وإنما للوعد.
وأوضح أن الوعد أعطي لإبراهيم ولكل شعب ابراهيم المولودين منه بحسب الايمان وليس بحسب الجسد، فلا يجوز ان يستخدموا التوراة ليذلوا شعوبا وينهكوها ويقتلوها ويحتلوها ويدوسوها، فالتوراة "لها مفاهيم تمت في العهد الجديد"، ونحن نعرف بأن قادة العدو يعتبرون انه لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل، وفي المقابل كم ذلك نقول "ان فلسطين لا قيمة لها بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الأقصى ولا عزة للعرب بدون القدس، والصراع صراع حضارة وتاريخ وجغرافيا، ولا نريد ان ننجر لحرب دينية".
من جانبه قال الشيخ محمد سعيد صلاح مفتي قوات الأمن الفلسطينية، ان هناك عهدتين للقدس في رقبة الأمة العربية والاسلامية، أولاهما العهدة العمرية التي أعطاها الخليفة عمر بن الخطاب لصفرونيوس وأهل القدس، وثانيهما العهدة الهاشمية التي ورثها جلالة الملك عبدالله الثاني من أبيه وأجداده.
وأشار الشيخ صلاح الى ان دور السلطة الفلسطينية في التأكيد على أهمية زيارة المسجد الأقصى وهويته العربية والاسلامية، ودعم صمود المقدسيين المرابطين في وجه قطعان المستوطنين الذين يدنسون المسجد صباح مساء بانتهاكات متواصلة، فيما يتنكر العدو "بكل وقاحة وصلف للمعاهدات والاتفاقيات ويجهض أي فرصة للسلام، ويقوض الأسس التي قامت عليها المفاوضات بمظلة أردنية".
وأضاف ان وجود الفلسطيني وحده في المعركة أدى الى زيادة الاستيطان ومصادرة الأراضي لعدم وجود رادع يوقف صلف الاسرائيليين، ونحن لا نملك الكثير ولكن نملك الانسان الأقوى.
وطالب الشيخ صلاح العالم بأن لا يترك الشعب الفلسطيني وحده يغرق في بحر ظلم الاحتلال الذي لا يرعى إلاً ولا ذمة، ولا يعرف الا القوة، فهم من ضعفنا يستقوون وبانقسامنا يتشبثون وبوطننا يكيدون، وعلى العالم العربي والاسلامي ان يتنبه لحاجة اهل القدس.
(بترا)