الحضور الإيراني في الأردن

تم نشره الجمعة 27 آذار / مارس 2015 01:39 صباحاً
الحضور الإيراني في الأردن
إبراهيم غرايبة

النفي الإيراني الرسمي لما نسب لقاسم سليماني؛ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، عن دور محتمل لإيران في الأردن، يؤخذ بجدية. لكن الحضور والتمدد الإيرانيين في الأردن، مسألة مطروحة في السؤال والتفكير من دون الأخبار التي نقلت عن سليماني قوله عن إمكانية وقدرة محتملة أو مستقبلية للعمل والتأثير في الأردن. وشخصيا، كنت أعد لهذا المقال حتى قبل أن تُنشر تصريحات منسوبة إلى سليماني ثم نفيها.

ثمة سؤال حاضر وقائم، ولا بد أن يشغل (يجب أن يشغل) جميع الأردنيين، على اختلاف مسؤولياتهم ومواقعهم: هل ثمة حضور إيراني في الأردن؟ وهل يؤدي هذا الدور المحتمل أو الكامن أو القائم، إلى الإضرار بالمصالح الوطنية؟ هل يهدد ذلك الأردن؟ وفي جميع الأحوال، ومهما كانت الإجابة، فلا يمس ذلك ولا يجوز أن يؤثر سلبا في العلاقات الدبلوماسية والتجارية والثقافية بين الأردن وإيران... فإيران دولة كبيرة وممتدة ومؤثرة إقليميا، وتتكئ على حضارة وثقافة راسخة وعميقة وممتدة، وهي أيضا دولة إسلامية جارة للعرب، لن تبتعد عنا ولن نبتعد عنها، فالجغرافيا حاكمة.

هناك ثلاثة أنواع أو مجالات محتملة أو قائمة بالفعل، للحضور الإيراني: الأول، مطلوب ومهم للأردن وإيران. والثاني، جدلي. والثالث، خطير ومرفوض. فالأول هو العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. والثاني الجدلي، هو النشاط المذهبي والديني. أما الثالث المرفوض، فهو التنسيق والاختراق الممكن لجماعات سياسية أو اجتماعية في الأردن.

وأعلم بالطبع أن كثيرين يختلفون معي، فيعتبرون المذهبي مرفوضا، والسياسي مطلوبا، بخاصة إذا كان تحت غطاء مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. لكني أظن أنه لا مناص من انفتاح الناس جميعا على المذاهب والأديان جميعها، ولم يعد ثمة مجال لمقاومة ذلك أو منعه؛ فقد انتهت عمليات محاسبة الناس على دينهم أو مذهبهم، ولم يعد ذلك مقبولا ولا ممكنا، ولا يجوز ألا نغادر هذه المرحلة القروسطية، والتي دمرتها العولمة والشبكية القائمة في العالم اليوم.

لكن الخوف من "التسلل" الإيراني هو في الجماعات والتشكيلات التي تدعو إلى المقاومة. وقد يجد النظام السياسي في سورية في مشروع المقاومة مخرجا لأزمته وعزلته. وسيكون لنبل الفكرة "المقاومة" وجاذبتيها، القدرة على الحشد والابتعاد عن الجدل وشبهات الاختراق الخارجي، حتى لو كان موجودا؛ إذ إنه سيعتبر شعبيا اختراقا نبيلا، ومجالا ودورا للعمل والتجمع والتمويل. وقد يكون انحسار الإسلام السياسي وما يلاقيه من مواجهة شديدة، مجالا لنشوء تجمعات "مقاومة" أخرى، أو قد يلجأ الإسلام السياسي إلى إيران والمقاومة للخروج من أزمته. وبالطبع، فإنه في المحصلة لن تكون هناك مقاومة، ولكن سيكون لدينا تجمعات شعبية وسياسية إيرانية! الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات