خبراء: أمطار نيسان مفيدة للمحاصيل الزراعية وسلبية للقمح والشعير

تم نشره السبت 11 نيسان / أبريل 2015 09:33 صباحاً
خبراء: أمطار نيسان مفيدة للمحاصيل الزراعية وسلبية للقمح والشعير
سيارة تسير وسط سيول تغطي شوارع العاصمة عمان

المدينة نيوز - "شتوة نيسان بتحيي الإنسان"، نرددها كما تناقلها الآباء والأجداد، دون التعمق في معانيها، فهم لم يقولوها "كلمة عابرة"، بل حصيلة تجربة عميقة ومراقبة حثيثة.

الحاج محمود الحجايا يقول عن شهر نيسان إنهم كانوا يتداولون الكثير من الأمثال عن هذا الشهر مثل "الريّة بنيسان بتسوى الصمد والسكة والنير والفدان"، والذي يعني أنه "لا تحصل فائدة من سكة المحراث والفدان واستعمالهما في حرث الأرض ما لم يرتو الزرع بمطر نيسان".

وهناك أمثلة شعبية اخرى أيضا، كما يقول الحجايا من قبيل "حشيش نيسان بيحرك الكسلان" و"بنيسان بتسرح الغزلان وبيفتح البستان"، و"إن أجا نيسان حضروا له الفنجان" كناية عن الحث لتحضير لوازم الرحلات.

وبحكم الخبرة فقط، كان السلف يعرفون ماذا تعني هذه الأمثال للأرض والزراعة، بحكم خبرتهم، وهذا ما ذهبت إليه وزارة الزراعة، التي تؤكد أهمية الامطار الهاطلة في هذا الوقت من العام لما تحمله من فوائد كثيرة على المزروعات خصوصا المحاصيل الصيفية البعلية، ودعم ورفد مخزون المياه التي يعطيها استمرارية في الإنتاج لفترة أطول وفق مدير مدير الإعلام في الوزارة نمر حدادين.

وبين حدادين أن المرحلة الحالية لها أهمية في ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية التي تؤثر على ثمار الأشجار المثمرة بشكل عام وباقي المحاصيل الزراعية بشكل خاص، بالإضافة إلى فوائدها المثمرة، مثل تغذية المحيط المائي بالجذور إضافة إلى احتياط مائي للسدود والعيون.

أما بالنسبة لمساوئ الأمطار الحالية فقال حدادين، إنها تؤثر على محصولي القمح والشعير كون القمح في مرحلة السنبلة ومحصول الشعير في مرحلة الحصاد، خاصة إذا ارتفعت الحرارة خلال الأيام المقبلة، ما يؤدي إلى انتشار الفطريات ويسبب خسائر في المحصول.

وأوضح حدادين ان على المزارعين رش الأشجار والمحاصيل المكشوفة حتى داخل البيوت الزراعية بأحد المبيدات الفطرية النحاسية تلافيا للإصابة باللفحات المتوقعة، لافتا ايضا الى أن ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة يساعد على نمو فطر البيوت الزراعية المحمية.

من جهتهم اتفق خبراء زراعيون في حديث لـ"الغد"، مع ما ذهب إليه حدادين بقولهم "ان الامطار التي تساقطت على المملكة خلال الأيام الماضية سيكون لها ضرر على محصولي القمح والشعير".

وبين هؤلاء ان الضرر يتركز حاليا على المحاصيل، لأن مرحلة السنبلة بدأت في القمح، وبداية اكتمال السنبلة في الشعير، وبالتالي تعتبر هذه المرحلة خطيرة، مشيرين إلى أنه إذا زادت الرطوبة داخل السنبلة تزداد الامراض الفطرية وخاصة التفحمات (مرض فطري).

المهندس الزراعي سليمان عواد قال، ان انخفاض الحرارة له دور جيد خلال الفترة الماضية، فلو جاء المطر قبل 20 يوما او شهر لكان المردود جيدا على المزارعين، وقد تزداد نسبة الإنتاج من 50-70 % لو أن المطر جاء خلال الفترة الماضية، اما بالنسبة للأشجار المثمرة فلا توجد مشكلة، باستثناء التفاح كونه في فترة الازهار، أما بالنسبة لأشجار الزيتون المثمرة فهي في بداية تكوين النواة الزهرية، وبالتالي فهو جيد لها.

من جهته قال مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران، إن الامطار الحالية من الناحية البيئية عملت على تنظيف الجو من الحشرات، وهي فرصة للتخلص من الحشرات الضارة وبعض انواع البكتيريا، ومن الناحية الصحية تعمل على تنقية الجو والهواء وإزالة الغبار.

أما من الناحية الزراعية، يقول العوران، ان المحاصيل الحقلية التي ما تزال في طور النمو وما تزال خضراء، ولذلك فهذه فرصة لزيادة النمو الخضري وزيادة خضرة المحاصيل على امتصاص المواد الغذائية في التربة وتكوين سنابل مليئة بالمحصول.

وأشار إلى أن سنابل القمح والشعير تزداد نتيجة المياه ويزداد الحجم خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية التي تعرضت لفترة انحسار أمطار طويلة أدى إلى الاصفرار وجفاف هذه المحاصيل، وبالتالي لن تكون هناك جدوى من الأمطار، بل على العكس تماما إذا كانت السنابل جاهزة فسيكون الأثر سلبيا وقد تصاب بالأمراض الفطرية.

وأوضح ان المثل الدارج "شتوة نيسان تحيي الانسان" ينطبق على الشجيرات الرعوية إذ ان هناك فرصة لإطالة عمر الربيع خاصة بعد فترة الانحباس المطري، وستكون هناك نموات جديدة تطيل من عمر الربيع ما ينعكس إيجابيا على مربي الثروة الحيوانية.

أما بالنسبة للأشجار المثمرة أشار العوران إلى انه في مثل هذا الوقت يكون عقد الثمار قد تم، وبالتالي ستستفيد جميع الأشجار المثمرة من امتصاص المواد الغذائية ما يحسن نوعية الإنتاج، كما ستكون الأمطار بالنسبة للأشجار الحرجية ايجابية وجيدة لزيادة نموها.الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات