شبيلات.. لماذا انفضوا من حوله ؟
المدينة نيوز ـ خاص – محرر الشؤون المحلية - : بتخليه عن موقع رئاسة جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية يكون المهندس ليث شبيلات قد تخلى عن آخر مواقعه القيادية في خندق المعارضة السياسية، في طريقه الى العزلة التي قد تدفع ببعض مريديه للانفضاض من حوله .
في تسعينيات القرن الماضي لمع اسم المهندس ليث شبيلات، محليا وعربيا، وصار احد ابرز رموز المعارضة السياسية في الاردن، سواء من خلال موقعه في البرلمان أو من خلال قيادته لنقابة المهندسين وما يجاورها من النقابات المهنية .
قيام الراحل الحسين باقتياده شخصيا خارج السجن في منتصف التسعينات، جعل لمعارضة ابي فرحان في الشارع الحزبي والسياسي لونا مختلفا ً، فهذا الطفيلي الذي يحمل شهادة الهندسة من الجامعة الاميركية في بيروت، هو ابن احد ابرز السياسيين الاردنيين في اربعينيات القرن الماضي وخمسينياته، حيث شغل فرحان شبيلات (الاب) مواقع سياسية رفيعة في عهدي الامارة والمملكة.
لم ينتم ابو فرحان لأي حزب سياسي، وظل يقدم نفسه في ثياب "الاسلام العروبي "، لكن حركته الفردية في الشارع جمعت حوله كثيرا ًمن المريدين الذين التفوا حول شخص وموقف، ولم يجدوا برنامجا ًينتمون اليه، لذلك ظلت شعبيته في الشارعين الحزبي والنقابي متذبذبة في مسارها، الى درجة باتت اليوم في ادنى مستوياتها، كما يقول مقربون منه.
في مرحلة ما، كان ابو فرحان نجم الفضائيات والمهرجانات، لكن ذلك عاد عليه بالسجن والتهديد والضرب المبرح احيانا، وقد ربط الشارع اسمه في مراحل كثيرة باسم الناشطة السياسية المعارضة توجان فيصل، رغم حجم الاختلاف الذي يفصل بينهما في المواقف، الا انهما يتفقان في نجوميتهما في اطار المعارضة السياسية .
لا يخفي ليث شبيلات اعجابه بتجربة حزب الله وتأييده للسياسة الايرانية، وهو أمر جعل الكثير من مريديه ينفضون من حوله، الا ان للرجل مبرراته في هذا الموقف الذي ما زال مثارا ًللاختلاف.
لسنوات طويلة لم يغب ابو فرحان عن النشاطات العامة، خطيبا او محاضرا او شاهدا، لكن الدوافع التي كانت تدفع الاخرين للتشبث باسمه وموقفه، لم تعد محل اجماع في الشارعين الحزبي والنقابي، خاصة بعد التطورات السياسية الخطيرة التي جاء بها احتلال العراق، وصار للرجل خصومه من داخل خندق المعارضة الذي كان يتكئ عليه لتمرير مواقفه التي حظيت في مرحلة ما بتأييد شعبي واسع في الشارع الاردني.
بعد مغادرته لآخر معاقله في خندق المعارضة، بسبب ما اثير حول دسترة فك الارتباط، فان نجم المعارض السياسي الابرز بدا يخبو في الخندق الذي انتمى اليه طويلا ً، حتى بعد ان اختاره زملاؤه في المناهضة رئيسا لجمعيتهم مدى الحياة، وهم يعرفون ان مثل هذا الموقع ليس اكثر من اعتراف بفضل كان، ولا يمثل دورا مستقبليا في قيادة الجمعية وتحديد سياساتها .
منذ اكثر من ثلاثين عاما والمهندس ليث شبيلات يتمترس في خندق المعارضة، تاركا ًمسافة معقولة بينه وبين مكونات المعارضة التقليدية، وفي مقدمتها الاحزاب السياسية، معتمدا على تلك الاغلبية الصامتة في صفوف المناهضين للسياسة العامة، لكنه يدرك قبل غيره ان الرهان على مثل هذا الدعم ليس مضمونا ًدائما ً، بسبب تقلب المزاج العام في الحياة السياسية والحزبية والنقابية في البلاد.
