استطلاعات ضحك على الذقون ؟
المدينة نيوز - خاص - لمن يوجه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية خطابه ونتائج استفتاءاته التي يخرج بها علينا بين فترة واخرى، ولماذا يصر هذا المركز على تضليل القراء بشكل خاص والمواطنين بشكل عام وهو يشير الى ان ما يقدمه هو راي النخبة او قادة الراي العام في البلاد او العينة الوطنية .
علينا ان نتساءل عن طبيعة هذه النخبة التي يتعامل معها المركز، وعن وظيفة قادة الراي العام الذين سمحوا لانفسهم بالتفكير نيابة عن الاردنيين وهم يطلقون احكامهم على قضايا ما تزال تمثل نوعا من الجدل الساخن بين الناس، وعلينا ان نذهب الى اعادة تعريف هذه النخب ونحن نطالع نتائج استفتاءات يقال إن بعضها موجهة ومعروفة النتائج مسبقا وهمها الوحيد محاولة ارباك المشهد السياسي من خلال اعلان نتائج لا تعبر عن راي الشارع ولا تلامس هموم المواطنين، بل تذهب عن سبق اصرار وترصد الى خلط الحابل بالنابل حتى تضيع الحقيقة في ثنايا اجابات مبهمة.
صارت النخبة معبرا لمثل هذه المراكز لتمرير اجندتها وحرف اتجاهات الراي العام، خاصة عندما يتم التعامل مع سياسات الحكومة ومواقفها، حيث تذهب للدفاع عنها بلسان من تسميهم النخبة وهي بذلك تسهم بشكل واع في ارباك الموقف عبر نخب فضفاضة لا جذور شعبية لها، وفي معظمها غير معنية بما يجري في الشارع.
انها محاولة للضحك على الذقون، هذا ما يمكن قوله في مواجهة نتائج الاستفتاءات التي تتناول على سبيل المثال الايام المائة الاولى من عمر الحكومة، اي حكومة، وما سنقراه اليوم عن نتائج استفتاء مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية بهذا الخصوص لن يخرج عن هذا السياق ، ونتيجته معروفة مسبقا في محاولة لمواصلة تضليل المواطنين والذهاب الى خلق بطولات وهمية لحكومة ما تزال تتخبط في قراراتها، وقد جاءت بغضب قطاعات واسعة من ابناء الشعب على سياساتها المرتبكة، ولن يكون المعلمون اخر الغاضبين.
الجامعة التي نفترض انها مكان للمعرفة والتنوير تسهم في مثل هذه الاستفتاءات المفبركة في الغالب، في ترويج ما يتناقض مع رسالتها ودورها في تحصين وعي الناس، وعلى الحكومة ان لا تصدق ما يجيء في مثل هذه الاستفتاءات لانها تعلم قبل غيرها انها لا تمت للحقيقة بصلة.
الاستفتاء الحقيقي هو ما يقوله المواطن الغلبان الذي لا يجد قوت يومه، فهل لدى الحكومة استعداد لسماع رايه، وهل لدى مركز الدراسات الجراة على اخذ راي هذه الشريحة في استفتاءاته المقبلة، نطرح هذه التساؤلات ونحن نعرف نتيجتها مسبقا .
لا يعنينا ماذا سيقول مركز الدراسات الإستراتيجية اليوم ، وليس مهما أن يعلن نتائجه اليوم أو غدا ، الاهم أن لا يتم الضحك على الحكومة أولا إن جاء الإستطلاع لصالحها ، وايضا أن لا يتم الضحك على المواطن أو شريحة ( العينة الوطنية ) بنتائج لا يفهم بها إلا متخصصون .
من يحدد قادة الرأي العام ، ومن يحدد النخب ، وايضا : من يحدد نسبة صفاء الصوت .
هل يكفي اتصالات هاتفية أو ميدانية بالمستطلعة آراؤهم ممن يشربون الأرجيلة في مقاهي وكوفي شوبات عمان ، أم أن المفترض تحديد أولئك الذين هم على شفا حفرة من الموت جوعا في المدن والبوادي والأرياف والمخيمات ممن يسمعون عن حكومة في عمان لا يجيدون تسمية رئيسها أو أي من وزرائها ، فقصة المئة يوم هذه تقليد يجب أن ينتهي فأنتم لستم السويد يا سادة .
الكلام أعلاه خطابي وغير علمي وتعمدنا أن يكون كذلك ، فلعل أردنيا غيورا يقوم بدراسة عن دراسات مركز الدراسات ، فالذكرى دائما تنفع المؤمنين ويجب أن يتابع هذا المركز وتتابع آلية استطلاعاته سواء كانت النتائج مع الحكومة أم ضدها .
