الاستقلال مكن المرأة الاردنية من ممارسة دورها ببناء الوطن

المدينة نيوز:- اسهمت المرأة الاردنية في عملية الاصلاح والتحديث وبناء الدولة الاردنية في مختلف المراحل التي تلت استقلال المملكة في الخامس والعشرين من 25 أيار عام 1946 ، وكان ذلك بفضل إدراك الهاشمين لاهمية مشاركة المرأة في تنمية المجتمع وفي مختلف المجالات، ودورهم في دعم الحراك النسوي منذ نشأة الدولة الاردنية .
وتقول عميدة كلية دراسات المرأة في الجامعة الاردنية الدكتورة عبير دبابنة عندما نتحدث عن الدولة الاردنية نتحدث عن انسان أي ( رجل وامرأة ) بمعنى مفهوم المواطنة، والمواطن هو كل اردني واردنية وبالتالي هذا يعني تاريخ المملكة" لذا فان الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بها المملكة منذ جعلت المرأة تدرك اهميتها باعتبارها جزءا فاعلا في عملية التغيير والإصلاح.
وتضيف ان المرأة الاردنية دخلت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وفي مراحل مبكرة من نشأة الدولة الاردنية ففي الاربعينيات من القرن الماضي شاركت المرأة في الاعمال الاخيرية من خلال الجمعيات التي تشكلت اصلاً من نساء الطبقة الوسطى والمتعلمات واللواتي ينتمين الى اسر مسيسة وأخذن بتقديم المساعدة للاجئين والفقراء والمحتاجين في تلك المرحلة .
وتقول ما يميز المرأة الاردنية انها وجدت في دولة تعايشت مع القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني للضفة الغربية عام 1948 ، فكان من تبعات ذلك وجود اعداد كبيرة من النساء اللاجئات اللواتي منحنن فرصة اساسية لتحدث عن قضيتهن وهذا الحديث كان بداية تفكير المرأة بحرية الوطن وبقضية الاوطان الذي ادى لاحقا الى مطالبتها بتحرير ذاتها.
وأشارت الى ان المرأة في بداية الخمسينات طالبت بان بحقها في المشاركة في العملية الانتخابية وممارسة حقها في الترشح والاقتراع ، وتحقق هذا المطلب جزئياً بإعطائها حق الانتخاب دون الترشح ، هذا الاعتراف بوجودها ناخبة دون ترشحها ادى الى رفض الاردنيات الاحرار للحق المنقوص فرفعن عريضة لرئيس الوزراء آنذاك بضرورة اعطاء حقوق المرأة كاملة باعتبارها مواطنة وشريكة في عملية الاصلاح.
وقالت كان لجلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه دور كبير في تفهم اهمية مفهوم المواطنة فأعلن عام 1974 اعطاء المرأة كامل حقوقها السياسية مثلها مثل اخيها الرجل .
لقد تبع قيام الدولة الاردنية واستقلالها سن القوانين والتشريعات، فكانت بدايات تدرج المرأة في الحصول على حقوقها ومكتسباتها وتقول النائب السابق ناريمان الروسان : وفقاً للمادة السادسة فقرة (1) من الدستور الاردني " الاردنيون امام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق او اللغة او الدين ، كما اكدت الفقرتان (2) و(3) من نفس المادة على كينونة الاسرة والمرأة التي هي الجزء الاساس فيها وعلى اعطاء الامومة بالغ الاهتمام والرعاية .
وتضيف لقد منحت المرأة الحق الكامل في الانتخاب والترشح منذ عام 1974 وكانت الانتخابات التكميلية في عام 1984 باكورة مشاركة المرأة السياسية حيث مارست حقها في الانتخاب، وللأسف لم يكن هنالك مرشحات، علماً أنه كان هناك نشاط وحراك نسوي فاعل للمرأة الاردنية منذ تأسيس الامارة، وانخرطت في الحياة الحزبية عند تأسس الاحزاب على الساحة الاردنية وكان هناك سيدات رائدات في ذلك الوقت .
واشارت الى انه في سنة 1989 استعادت المرأة حضورها السياسي وترشحت 12 سيدة ولم يحالف الحظ أي منهن معللة ذلك بسببين الاول : ضعف التمثيل الحزبي للترشح وهذا يعود لعدم انخراط المرأة في ذلك الوقت في الاحزاب السياسية حيث كانت مغيبة عن الحضور السياسي كما هو الرجل والسبب الثاني يرجع للثقافة الذكورية لخوض الانتخابات، لكن المرأة استطاعت عام 1993 الفوز بمقعد نيابي وفي عام 1997 لم تفز اي من المرشحات للمجلس النيابي .
وتتابع الروسان في سنة 2003 منح جلالة الملك عبد الله الثاني مكرمته للسيدات حيث قدم نظام ( الكوتا) والتي خصص بموجبها (6) مقاعد للمرأة ومنذ ذلك الوقت والقوانين والتشريعات التي تسن للانتخابات كان للمرأة فيها نصيباً مقبولاً مضيفة ان المرأة الاردنية على جميع الصعد قائدة ومبدعة واي منصب تشغله تتفوق فيه حتى على نفسها، لان ذلك يعتبر تحدياً كبيراً بالنسبة لها .
وتؤكد الروسان أن التشريعات الاردنية منحت المرأة حقوقاً ما زال كثير من نساء العالم يتمنين الحصول على بعضها، وأن الاسرة الاردنية تحترم ابنتها وترعاها منذ نشأتها الاولى وتنمي قدراتها التعليمية وهذا تطبيقا للقران الكريم وسنة رسولنا بالاهتمام بالمرأة ورعايتها .
ويقول الدكتور نضال الغفري، الاستاذ المساعد في جامعة البلقاء التطبيقية وعضو الهيئة الادارية لنادي ابناء الثورة العربية الكبرى واكب دور المرأة في المجتمع الأردني مختلف مراحل تطور وبناء الدولة الأردنية حيث شاركت فيه بشكل فاعل ومؤثر يجسد مواطنتها وانتمائها ومساهمتها في نيل الاستقلال والحرية الى جانب شريكها الرجل.
وقال في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ، ازدادت نسبة مشاركة المرأة في صناعة القرار، فمثلا في عام 1979حصلت امرأة واحدة على منصب وزاري لحقيبة وزارة التنمية الاجتماعية لكن نسبة مشاركتها وصلت ذروتها في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني لتصل الى أربع وزيرات في احدى الحكومات.
واضاف ان المرأة الاردنية شغلت مواقع مختلفة في الدولة، فتجسد بهذا المعنى الحقيقي للشراكة بين الرجل والمرأة في بناء الاردن.
وعرض الغفري دور نادي ابناء الثورة العربية الكبرى في تمكين الفتاة الأردنية والكشف عن مواهبها من خلال التنسيق مع الجامعات الأردنية والاندية والمراكز الشبابية لإتاحة الفرصة للانخراط في الانشطة العلمية والندوات والمؤتمرات التي تعمل على صقل شخصية الفتاة واكسابها المعرفة والمهارة والمشاركة والوعي لمستقبل مميز لها ولمجتمعها.
وتقول مشرفة مركز شابات السلط الدكتورة خديجة ابو حمور " الاستقلال نقطة تحول نوعية في حياة المرأة الأردنية في شتى المجالات بعد ان كانت المرأة تواجه عقبات وتبعات الانتداب ما أدى إلى تبعثر الجهود دون أن يحققن مساعيهن في مرحلة ما ، فحفز إعلان الاستقلال القوى النسائية كي تتحرك لا ثبات مكانتها في بناء المجتمع .
وقالت ان الرؤية السياسية للقيادة الهاشمية منذ لحظة اعلان الاستقلال، كانت بارزة في نيل المرأة لحقوقها، خصوصا وأن فلسفة الهاشميين لا تكتمل إلا بطرفي المعادلة: المرأة والرجل معاً.
(بترا)