مؤتمرون : الاردن يعيش حالة من العيش المشترك والاعتدال والوسطية
المدينه نيوز - قال نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد الذنيبات، ان الشريعة الإسلامية حثت على المساواة والعدل بين الناس، ولم تفرق بينهم بالحقوق والواجبات الإنسانية، مبينا أن الأصل في المعاملة بين الشعوب هو الوئام وليس الخصام.
وبين الدكتور الذنيبات في افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني " الوئام بين الأديان : الأردن انموذجاً " اليوم الاثنين، أن المجتمع الأردني يعيش حالة من العيش المشترك و الاعتدال والوسطية والحوار البناء الهادف، ما يشكل النموذج الحقيقي للوحدة العربية التي ننشدها على أرض الواقع.
وبين في المؤتمر الذي نظمته، اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم ، أن استقبال الأردن للملايين من أبناء الدول الشقيقة والصديقة يؤشر على النهج السليم للإنسان الأردني وتعامله وفق المنهج الإسلامي السمح ، في ظل قيادة هاشمية حكيمة قادته و تقوده إلى بر الأمان والاستقرار.
و أكد الدكتور الذنيبات على الرمزية التي يحملها طرح جلالة الملك عبدالله الثاني أخيرا لمبادرة الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان من على منصة الامم المتحدة كرسالة عالمية ارتكزت على "رسالة عمان" وعلى "مبادرة كلمة سواء" التي انطلقت عام 2007، التي دعت إلى الحوار بين المسلمين والمسيحيين بناءً على وصيتين هما: حب الله، وحب الجار، دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بكلٍ منهما.
ويكتسب المؤتمر بحسب الوزير الذنيبات، أهمية خاصة في ضوء الأحداث والتطورات الاستثنائية التي يشهدها العالم العربي وما نجم عنها من تداعيات أثرت علينا جميعاً، داعيا إلى أهمية بلورة مواقف منسقة تجاه هذه الظروف والتي تحتم علينا جميعاً نشر رسالة الوئام والانسجام بين أتباع الأديان على أساسٍ طوعي وفقاً للقناعات الخاصة لكل منا.
واعتبر أن الاحترام والوئام السائدين بين أتباع الأديان في مجتمعنا الأردني بُني خلال عقود على التفاهم المتبادل والعيش المشترك بين مكونات المجتمع كافة، فيما أكد ان الحاجة تقتضي ترسيخ ثقافة التسامح والاحترام والتقدير الحقيقي للآخر وهمومه وتطلعاته وطموحاته ، وكذلك تعزيز القيم المشتركة في إطار من التشاور والحوار والالتزام بالأخلاق والمثل البناءة النبيلة التي نسعى جميعاً لتحقيقها.
من جانبه، بين أمين سر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، سهيل شاهين إن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو أحد المحاور الثابتة في عمل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، وأحد أهم أهدافها الاستراتيجية ، خاصة وأن ميثاق الوحدة الثقافية العربية قد أكد على الرسالة الإنسانية للثقافة العربية ، وعلى مقتضيات التفاعل والتواصل مع الثقافات الأخرى.
وقال ان دستور المنظمة العربية نص في مادته الأولى على تشجيع التعاون بين الأمة العربية والامم الأخرى في جميع نواحي النشاط الفكري ، مبينا أن المنظمة عملت على انشاء المنتدى العربي للحوار بين الثقافات ، وتنظيم العديد من الندوات الدولية من إجل إرساء ثقافة السلام وتعزيز الوئام بين مختلف الشعوب والأديان.
واكد شاهين، ان الصراعات الطائفية ومظاهر التعصب والكراهية تضاعف التحديات أمام المنظمة العربية سواء في المجال التربوي أو الثقافي ، ما يتطلب منهجا وجهدا جماعيا على المستوى الوطني والعربي لتعزيز ثقافة السلام ونبذ العنف والتطرف بكافة أشكاله .
و يناقش المؤتمر على مدى يومين، عددا من اوراق العمل حول دور الأردن الريادي في دبلوماسية الحوار بين أتباع الأديان / مبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني " رسالة عمان ، تعالوا إلى كلمة سواء ، و الأسبوع العالمي للوئام "، ودور المؤسسات التربوية وثقافة الوئام ، ورسالة عمان ودورها في الوئام العالمي والإسلامي.
كما يبحث المؤتمر دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تعزيز الوئام بين اتباع الأديان ، و دور الأردن الوطن الأنموذج في الوئام بين أصحاب الديانات السماوية ، ودور المنابر الدينية في تعزيز التعايش المجتمعي وبناء السلام ، ودور الإعلام في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان ،و موضوع الشباب وثقافة الوئام.
ويشارك في المؤتمر ممثلون عن المؤسسات الرسمية وعدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي، وممثلون عن الجهات العاملة والمهتمة بموضوع المؤتمر كمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي ووزارة الأوقاف والجامعات الأردنية ، ودائرة قاضي القضاة ،ودائرة الإفتاء العام ، ومجلس كنائس الشرق الأوسط ، ومجلس رؤساء الكنائس في الأردن ، ومراكز البحوث والدراسات المعنية بالوئام وشخصيات إعلامية .
وناقش المشاركون في يومهم الأول ورقة عمل حول "رسالة عمان ودورها في الوئام في العالم الإسلامي " للدكتور رشاد الكيلاني ، وورقة عمل بعنوان " الأردن رياض العيش المشترك"قدمها المطران الدكتور قيس صادق ، وورقة ثالثة حول " الشباب وثقافة الوئام" قدمها الدكتور سامي المجالي ،وورقة حول " دور الإعلام في تعزيز الوئام بين أتباع الأديان". بترا
