بني ارشيد : لهذا السبب لجأت إلى الجزيرة

المدينة نيوز - وجد الشيخ الاشكالي والمثير للجدل في المعارضة الاردنية زكي بني ارشيد طريقة مختصرة للرد على الحملة التي استهدفته محليا بعد ظهوره الاخير في قناة 'الجزيرة ' القطرية حيث قال 'ان المسألة بسيطة.. لقد اغلقوا في وجهي قنوات الاعلام محليا فلجأت لـ 'الجزيرة '.
بني ارشيد يسير منذ اربعة اعوام على درب ليث الشبيلات وتوجان الفيصل كمعارض، يشكل ظاهرة ترصدها المقالات والكاميرات والاضواء وبهذا المعنى يثير دوما الغبار حوله، سواء وهو يحاول العودة لقيادة حزب الاخوان المسلمين او يكثر من زياراته لدمشق متحالفا مع خالد مشعل وصديقا قويا لحركة حماس في معادلة المعارضة الاردنية.
وفي الحديث الذي سجلته معه 'القدس العربي ' قبل ايام وتنشر تاليا تفاصيله يكشف الشيخ بني ارشيد عن بعض اوراقه المخفية ويوضح للجميع كيف تصرف ولماذا:

ما هي ردود الفعل على تصريحاتكم الاخيرة لقناة 'الجزيرة ' هل هنالك موقف رسمي منها؟

- هنالك الكثير من ردود الفعل على هذا اللقاء بين مؤيد ورافض لبعض مضامينه، وانا لم اتحدث سوى عن قناعاتي ومواقفي السياسية التي تنبع من فكر الحركة الاسلامية ورأيها في مجمل القضايا المنظورة والمعروضة على الساحة.

ـ ولكن هنالك انتقادات وردود فعل واسعة في الاعلام لهذه المقابلة؟

جزء من خسار ة المعركة مع العدو الصهيوني هو خسارة الاعلام، ايضا ان ردود الفعل الشعبية والقوى الوطنية كانت موضع افتخار واعتزاز واما الآخرون فلهم حرية التعبير، ولا اسعى ان اصادر او احتكر رأي احد وانا على علم اليقين، كيف تدار بعض الاقلام الصحافية واعلم تفاصيل دقيقة كيف تعطى المحاور، وكيف تزود بالمعلومات، ولا يبقى على البعض من هؤلاء الكتاب سوى ان يضع توقيعه على المادة الاعلامية، اذا هنالك اقلام مع كل الاسف مأجورة بحكم الوظيفة، والمصالح والمنافع، وانا اتفهم هذا، ولكن ليعلم هؤلاء ان الحكم الحقيقي هو رأي المواطن الاردني، وانا افتخر برأي المواطن الاردني وهو موضع اعتزاز، وبذلك فربما يكون ما قلته في قناة 'الجزيرة ' في حلقة 'التوطين والوطن البديل ' حجر في بركة ماء راكدة بالتأكيد سيكون لها تداعيات، وارتدادات ولكن هذا الجو الراكد السياسي كان لا بد من تحريكه، وانا اعتقد اني نجحت في اثارة الجميع سواء كان مؤيدا ام معارضا.

اذا انت تعتقد بأن الكتابات التي انتقدت هذه التصريحات كانت بتحريض رسمي؟
ومن خلال تصريحاتك انت تشك بامكانية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها رغم التأكيدات الرسمية بالاتجاه المعاكس؟

الوعود الرسمية هي عادة ما تكون موضع شك حتى يثبت العكس لدى المواطن الاردني وعليه اود هنا فقط ان استحضر ما جرى في 2001 عندما تم حل مجلس النواب وكانت هنالك وعود كبيرة متعددة وكثيرة ان تجرى الانتخابات في ذلك العام او بعده بعام آخر، ومضى عامان كاملان في عام 2003 ولم تجر الانتخابات فعطلت الحياة الديمقراطية والنيابية عامين كاملين، وعليه اعتقد ان وضع المشهد السياسي الاردني لا يحتمل غياب مجلس النواب على الرغم من كل الملاحظات والاستدراكات على اداء وتشكيل او كيف جاء مجلس النواب، لكن وجود مجلس النواب يعني المحافظة على مبدأ دستوري اردني وغياب المجلس يعني فراغ مادة رئيسية في الدستور الاردني تنص على ان نظام الحكم في الاردن نيابي ملكي وراثي فتغييب الركن الاول من اركان نظام الحكم الدستوري، يعني ان هنالك فراغا وخللا شديدا جدا، وعليه انا اتمنى ان تجرى الانتخابات غدا وليس بنهاية العام الحالي ولكنني لست متفائلا، لان الحكومة التي تمارس او ترغب ان تمارس ادوارا في غياب مجلس نواب لا يعنيها ولا يريحها ان يحضر مجلس النواب في نهاية العام الا اذا كان هنالك برامج و اجندات، وفي كل الاحوال الانتخابات الاردنية النيابية لم تعد تعني الكثير لدى المواطن الاردني ولا القوى السياسية والوطنية الاردنية لان هذه الانتخابات فقدت مضمونها، وفقدت جوهرها.

التراجع عن الاصلاح


من خلال حديثك عبر قناة 'الجزيرة ' اعتبرت ان حل مجلس النواب احد مؤشرات التراجع عن الاصلاح وانتكاسة للحياة الديمقراطية في الاردن، ولكن عندما حل مجلس النواب اصدر الحزب بيانا رحبتم فيه بقرار الحل، كيف توفق بين المسألتين؟

كان هنالك عامل ضاغط على القوى الاردنية وهو ان الانتخابات التي جرت في مجلس النواب السابق الخامس عشر، 2007 كانت اسوأ انتخابات في تاريخ الاردن وكان التزوير هو الاصل فيها والنزاهة هي الحالات الاستثنائية المحدودة والمعدودة في المجلس السابق، فالمشاعر والعواطف او المواقف التي عبرت عن انفعالات سياسية لدينا او لدى غيرنا في الترحيب بحل مجلس النواب كانت مبنية على امل وتفاؤل ان يتم تصويب الخلل وان يتم وقف اختطاف ارادة المواطنين، وكنا نتمنى ان يتبع هذا القرار بمحاسبة من اشرف وقام بتزوير ارادة المواطنين اما ان يبقى المزور حرا طليقا دون ان توجه له تهمة ودون ان يحاسب وان يعاقب فهذه ايضا تلقي بظلالها في عدم الوثوق والمصداقية باي انتخابات قادمة.


علقت على دعوة الشيخ همام سعيد (المراقب العام للاخوان المسلمين في الاردن) فيما يتعلق بضرب الاهداف والمصالح الاسرائيلية اينما كانت، بان هذا التصريح كانت دلالاته سياسية واعلامية وليست مادية، هل الشيخ نفسه يوافقك على نفس الرأي؟


لا ادري ان كان يوافقني على ذلك، لكن انا اود ان اشير او ان استند الى رؤية الحركة الاسلامية فيما قلته والتي تتمثل:
اولا: ان العداء بيننا وبين اليهود ليس مبنيا على الدين ولا العقيدة وانما مبني على ان الصهاينة هم الذين اعتدوا علينا واحتلوا ارضنا (فلسطين) وطردوا شعبنا وبالتالي مبدا الصراع بيننا وبينهم على محاولة ردع ورد الظلم الذين وقع علينا.
ثانيا: اليهود المقصودون بالتصريح هم اليهود في فلسطين الذي يمكن لنا ان نسميهم (الاسرائيليين او الصهاينة) وما سوى ذلك ليس لدينا مشكلة معهم، وعلى العكس التاريخ الاسلامي حفل بالتعايش وحضور وتنوع وتعدد فكري وثقافي وعقائدي راق لم يشهد له التاريخ مثيلا، فحرية الاعتقاد والتفكير مكفولة شرعا ودينا وممارسة وتاريخا.
ثالثا: سياسة الحركة الاسلامية نعم اذا ارادت ان تعبر عن موقفها تعبر عنه بالتحريض على العدوان سياسيا واعلاميا، ولكن حتى حركة حماس لا تستهدف اي هدف يهودي او صهيوني او اسرائيلي خارج اطار فلسطين.
فحصر الصراع داخل الارض الفلسطينية هو سياسة الحركة الاسلامية وبالتالي هذا هو الحكم على كل التصريحات وعلى كل المواقف المعلنة او غير المعلنة.



اذا انت لا تؤيد اي اعتداء يمكن ان يتم على السفارة الاسرائيلية في عمان بأي شكل من الاشكال؟



اود ان افرق بين موضوع الاحتجاج والاعتراض والممارسة السلمية بكل اشكالها وبين ممارسة العنف ذلك لان ممارسة العنف ضد اي هدف لا تغير من حقيقة المعادلة ولا تستطيع ان تلغي العلاقات والتطبيع والاتفاقيات الموقعة، وعنوان هذه كلها عند الحكومة الاردنية وعند المؤسسات الرسمية الاردنية يجب ان يوجه النقد والاحتجاج والاستنكار والادانة والضغط باستمرار نحو العنوان الرسمي الاردني لتغيير مثل هذه العلاقة والخلاص من هذه الصفحة او تلك التي مرت بتاريخ الاردن.

استهداف الحركة الاسلامية

تحدثت عن املاءات خارجية وراء استهداف الحركة الاسلامية، هل لديك مؤشرات او براهين تتعلق بهذا الموضوع؟


دعني استحضر تلك البراهين والمؤشرات والأدلة، السفير الامريكي مارس هذا الدور ممارسة سافرة، ابتداء من صناعة قانون الانتخابات الذي شوه الحياة السياسية الاردنية وكان السفير في يومها (ادوارد جيرجيا).
ثانيا، السفير الامريكي السابق الذي كان في الاردن عام 2007، هو الذي كان يسعى ويحرض ضد الحركة الاسلامية ويلتقي بمجموعات ونخب من المواطنين الاردنيين تحت عناوين مختلفة و هؤلاء هم الذين اخبرونا بهذه اللقاءات ولديهم وثائق لما جرى في تلك اللقاءات، اذا فالسفير الامريكي كان يقوم بهذا الدور ضد الحركة الاسلامية.
ثالثا، هنالك مؤسسات امريكية بحثية كانت تقدم باستمرار خلاصات و رؤى لمحاولة رسم استراتيجية الادارة الامريكية بالتعاون مع الحركات الاسلامية ولعل آخر هذه التقارير او البحوث التي اطلعت عليها هو تقرير صادر عن مؤسسة (راندكو اوبيراشن) وتقدمه الى الادارة الامريكية وتوصي بتبني استراتيجية التعامل مع الحركات الاسلامية من خلال صناعة التناقضات والتركيز على الاختلافات الكبيرة جدا وابرازها اعلاميا وبهدف اضعاف ومحاولة محاصرة الحركات الاسلامية واشغالها بذاتها وبنفسها عن القيام بواجباتها الوطنية.


هل يعني ذلك انه لا توجد اي لقاءات من اي نوع بين الدبلوماسيين الامريكيين والحركة الاسلامية؟


اود ان اشير هنا الى انه هنالك توجهات ملزمة لجميع ابناء الحركة ان الالتقاء مع الآخر والحوار مع الآخر هو ما تمارسه الحركة الاسلامية وتسعى اليه باستثناء، كل اسرائيلي و كل من هو مسؤول رسمي امريكي، واضافة الامريكي او الادارة الامريكية الى القرار جاء بعد احتلال العراق 2003 قبل ذلك كانت هنالك لقاءات ولم يكن لدينا مانع في اجراء لقاءات وحوارات، ثم جاء احتلال العراق ليضيف الى القائمة الادارة الامريكية ونتمنى ان يزول الاحتلال الامريكي للعراق ومن افغانستان ونتمنى قبل ذلك ايضا ان تدرك الادارة الامريكية ان استمرار احتضان الكيان الصهيوني يشكل عبئا على الادارة الامريكية وعلى المصالح الامريكية وهذه مجمل رسالتنا من مقاطعة النخبة المسؤولة الامريكية.


تحريض المعلمين على الاضراب


هنالك اتهامات ظهرت في الصحافة بان الاخوان المسلمين والحركة الاسلامية بشكل عام ساهمت في تحريض المعلمين على الامتناع عن الدراسة والاضراب، كيف تنظرون الى مثل هذه الاتهامات؟


اذا كان هنالك ثمة تحريض ليس على التوقف عن الدراسة وانما على الاعتراض والاحتجاج و الادانة للوضع الخاطىء والمسار المنحرف فهذا مبعث فخر واعتزاز ويسعد الحركة الاسلامية ان تكون في صدارة من ينتقد الخطأ و يسعى الى احتضان حركة جماهيرية واسعة جدا تتفق على تقدير مصالح الوطن العليا، اعتقد ان المعلم اولى الاهتمامات التي يجب ان توضع في الاجندة الاردنية.
وحسب قناعتي الكاملة فان هذه الحركة جاءت كرد فعل عفوي على استفزازات وزير التربية والتعليم وعلى الاوضاع الاجتماعية بالنسبة للمعلمين، لكننا لا نتخلى عن تحمل هذه المسؤولية بالعكس نحن نفتخر ان نكون جزءا من الحراك الحاصل الان في العملية التعليمية.


هل ساهمتم في تأطير هذا الاحتجاج؟


ليس لدي اي معلومات لاني غير متابع لهذا الملف، لكنني اتمنى ان نكون قد ساهمنا او ان نساهم في تطوير هذا الاحتجاج حتى يكون عملا مؤسسيا كاملا للوصول الى الحقوق، وبالتالي فلا بد من الحكومة ان تفتح الحوار بشكل متكافىء على قاعدة الاحترام المتبادل وان تقوم بالواجب مثل اقالة وزير التربية والتعليم، وانا هنا اؤيد مطالب الحركة التعليمية في كامل مطالبهم سواء كان في تشكيل نقابة، اقالة الوزير، تحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.


توجد منعطفات مهمة الان تمر بها الحركة الاسلامية باجتماع مجلس الشورى والانتخابات وقضايا اخرى، كيف تصف لنا الوضع الداخلي في الحركة الاسلامية على ضوء ازدياد الحديث عن انشقاقات وعن وجود حمائم وصقور ووجود استقطابات وتجاذبات في الحركة، احب ان تتحدث لنا بصراحة عن هذا الموضوع؟


بقناعتي ان الحركة الاسلامية الآن تدخل مخاضا لن يفضي الى انشقاق او انقسام حسب تقديراتي وقناعاتي.. مصطلحات وثقافة الانقسام والانشقاق غير متوفرة وغير موجودة في الحركة الاسلامية، لاعتبارات متعددة وكثيرة جدا منها ما يتعلق بالفكرة والايديولوجيا وما يتعلق بتقدير المصلحة لان الجميع يدرك بأن اي انقسام او انسحاب او انشقاق سيكون باتجاه الفراغ وسيرفض اي قيمة له وطنية او مجتمعية او حتى حزبية او سياسية. في ظني ان الجميع حريص على وحدة وتماسك الحركة الاسلامية اذا حافظنا على هذا المبدأ وهذا الاطار بعد ذلك لا يوجد ما يخيف بالمجمل مهما اتسعت الهوة بين وجهات النظر ومهما ولدت اختلافات في الراي في داخل الحركة الاسلامية.
التحدي الحقيقي هو كيفية ادارة هذه الازمات في ادارة هذا الاختلاف وهنالك مؤسسية راقية نثق فيها داخل الحركة وهنالك ايضا ممارسة ديمقراطية شورية عريقة داخل الحركة الاسلامية قادرة على ان تحسم اي خلاف نتيجة الاحتكام الى الشورية والقرار المؤسسي والعودة الى قواعد الحركة الاسلامية، وانا هنا اطالب اذا استمرت الخلافات والأزمة ان نذهب الى انتخابات مبكرة داخل جماعة الاخوان المسلمين للاحتكام الى قواعد الحركة الاسلامية ويخضع الجميع بعد ذلك الى القبول بما تفرزه الانتخابات القادمة.


هنالك حديث عن احتمالية تجميد عضوية زكي بن ارشيد على خلفية البيان الذي اصدره مؤخرا، هل وجه لك شيء رسمي بخصوص هذه المسألة؟


لا لم يأت شيء رسمي هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى الحديث في هذا الموضوع تحديدا وهذا العنوان بالتخصيص ليس جديدا وانما طوال المرحلة الماضية، كان يقال ان هناك محاكمات وتجميدا واستبعادا تهدف لانهاء دور زكي بني ارشيد في المشهد السياسي الاسلامي الاردني و في تقديري ان هنالك من له مصلحة في تضخيم هذا الموضوع ويوظف في بعض المجالات السياسية والاعلامية لمحاصرة زكي لتقليل حضوره من الجميع من داخل الحركة ومن خارجها.


هذا يؤشر الى مظاهر الانشقاق والتباين التي تؤدي الى الاخلال بتماسك الحركة التي كنت تتحدث عنها؟


اذا وصلنا الى مرحلة التمرد على المؤسسية الدستورية والقرارات عندئذ يمكن ان نتحدث عن مخرجات الانقسام والانشقاق ما دام الاطار متماسكا والخضوع والقبول في القرار المؤسسي لا يخيفني اي وجهات نظر متقاطعة او متناقضة مهما كان الوضع فيها واسعا او شاسعا. ربما نتحدث نحن الآن عن الجديد في الازمة وبروزها الى وسائل الاعلام و هنا انا اقدر لجميع وسائل الاعلام والسياسيين الذين يرصدون ويرقبون الحركة الاسلامية باعتبارها اصبحت شأنا وطنيا لامعا مؤثرا فاعلا لا يمكن تجاهلها، الجميع يتجاهل الاحجام الصغيرة اما القوى الكبيرة فلا بد من متابعتها لكن بالمجمل انا متفائل بمستقبل الحركة الاسلامية واعتقد اننا قادرون على تجاوز هذه الأزمة واكثر من ذلك لدي قناعات ان الخروج من هذه الازمة ربما سيقوي الحركة الاسلامية وسيضيف اليها مناعات جديدة حتى لا تعاد تجربة التنازع او الجانب السيىء من التنازع.


هل تعتقد ان التداخل والاشتباك بين جبهة العمل الاسلامي والاخوان المسلمين يمكن ان يكونا احد العوامل التي تؤدي الى التباينات؟
المشكلة ليست هنا، طبيعة العلاقة اللائحية بين الاخوان وبين الحزب موجودة منذ انشاء الحزب واستمرت بدون اثارات، قلت وما زلت ان الحزب جبهة العمل الاسلامي هو مشروع سياسي للحركة الاسلامية و للاخوان المسلمين وبالتالي من حق الاخوان المسلمين ان يطمئنوا على توجهات ومسار الحزب وبالحد الادنى من الضمانات، وان تطمئن الحركة الاسلامية بأن الحزب اصبح ممثلا ذاتيا او معبرا عن تطورات او تطلعات الحركة الاسلامية وتوجهاتها ولا داعي بعد ذلك لاي تدخل مهما كان صغيرا او كبيرا.
اعتقد ان الحزب يعيش الآن في مرحلة انتقالية لو ان الحزب كما يطالب البعض استقل الآن استقلالا كاملا وكانت نتيجة العملية الانتخابية عودة تيار الى الامانة العامة والمكتب التنفيذي في ادارة الحزب، هل ستنتهي الاشكالات؟ في قناعتي لا. وهذا يعني استحضار عناوين لإدامة الخلاف.


هل تعتقد ان الصراع او التنافس او الاشكالية الموجودة داخل الحزب هي قضية داخلية ام ان هنالك تدخلات خارجية تلقي بظلالها؟


الاصابع الخارجية نلمسها في الكثير من الملفات التي تكون موضع خلاف، وهذه ليست فقط قناعات وانما عبارة عن وثائق.


هل هنالك تدخل من قبل الدولة؟


هنالك تدخل من قبل مؤسسات الدولة السياسية والاعلامية ومحاولة صنع رأي عام والجهات الامنية تستدعي وتحقق وتوجه.


وعلى كل الاحوال انا مطلع على حجم هذا التدخل او على جزء من حجم هذا التدخل، وانا مطلع على رغبة الحكومة في احداث هذا الاشكال داخل الحركة الاسلامية واعتقد واشير هنا الى ان الحكومة تمارس هذا انعكاسا للرغبة الامريكية في تهميش الحركات الاسلامية او اضعافها وابراز التناقض حولها، وهنالك رؤى وبرامج وخطط احيانا رسمية تتحدث وتهيئ بعض المسؤولين وبعض الكوادر في الدولة الاردنية للقيام بهذه الادوار، لا شك لدي ان الاصابع موجودة والجهود والنوايا موجودة والتحدي الحقيقي هل ستجد هذه الاصوات او الجهود صدى لها داخل الحركة الاسلامية ام ان الخلاف سيبقى عبارة عن تعبير عن وجهات نظر ذاتية داخل الحركة الاسلامية، وحتى لا يفهم كلامي في اتجاهات خاطئة، لا يعني ذلك ان كل من خالف الرأي سيكون مرتبطا بجهة معينة.


هل ترى انك عائد الى قيادة الحزب؟ وهل هناك مؤشرات مشجعة؟


بصراحة كاملة انا انظر الى مرحلة موقعي في الامانة العامة للحزب على انه جزء من تاريخي الذي اعتز به ولست حريصا على ان اعود الى نفس الموقف لان العمل والانتاج غير مرتبطين بالمواقع ولا مرتبط بمناصب وشخصيا ونفسيا وعاطفيا لست متحمسا ولا متشجعا ان اعود الى ذلك الموقع الا اذا فرض علي الموقع فرضا، ان يكون استجابة لقرار شوري داخل مجلس الحركة.


كيف تقيم العلاقة بين الحركة الاسلامية في الاردن وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس)؟


حركة حماس اصبحت الآن هي مد السمع والبصر حركة مقاومة امينة ووفية وممثلة للشعب الفلسطيني وبانتخابات حرة ونزيهة شهدها الجميع .. الحكومة الاردنية موقفها من حركة حماس موقف سلبي جدا وغير مبرر وغير مفهوم بالرغم من الرسائل الايجابية والمواقف المعلنة من قبل حركة حماس في التعبير عن حرصها على مصلحة الاردن ورفضها لكل المشاريع المشبوهة من امثال مشروع التوطين والوطن البديل، كانت هنالك فترة استثنائية للتحاور مع حركة حماس في عام 2008 في عدة شهور ثم حصل انقلاب في الموقف السياسي الاردني، والغريب في الامر ان الاردن ما زال يحتضن ويتماهى مع الموقف الرسمي الفلسطيني بمعنى سلطة ابو مازن وسلام فياض وهذه هي الذراع الامريكية في المنطقة، اخشى ان استمرار الضغوط على دولة الاردن ينتج لنا سلام فياض اخر كرئيس وزراء في الاردن ويستتبع ذلك دايتون في الاردن ليقوم بنفس المهام الامنية التي يمارسها دايتون في الضفة الغربية هذا مشهد في غاية البؤس والسوء.


هناك من يتحدث عن الانفصال؟


بالمناسبة هناك امريكي الف كتابا اسماه (الامن القومي الاردني) وقدم خلاصة في هذا الكتاب في محورين.
المحور الاول يقدم نصيحة للادارة الامريكية بعدم تأييد او تبني او انشاء الديمقراطية او الدمقرطة في الاردن، لان الديمقراطية في الاردن تنشئ قوى معارضة تعارض المصالح الامريكية في المنطقة وبين قوسيين كان القدم الامريكية تبحث عن حذاء ديمقراطي في الاردن بمقاسات معينة، فاذا كان هذا الانتاج الديقراطي يتفق مع السياسات والادرات الامريكية والمصالح الامريكية فيشجع.
المحور الثاني الذي تكلم عنه الكتاب هو ضرورة الضغط على الحكومة الاردنية من اجل ان تمارس دورها في الضغط على الحركة الاسلامية لإجراء فك ارتباط بين حركة الاخوان وحركة حماس وعليه فقد ارى ان هذا المشروع مشروع امريكي بالكامل وتسعى الحكومة الى تفعيله من خلال جهتين، الجهة الاولى فك ارتباط رسمي بين الاردن وبين الشعب الفلسطيني وفك ارتباط تنظيمي بين حركة الاخوان المسلمين وحركة حماس. ( طارق الفايد - القدس العربي )