الاردن يشارك بمؤتمر الفاو في روما

المدينة نيوز :- مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، شارك وزير الزراعة الدكتور عاكف الزعبي، في اعمال الدورة التاسعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة "الفاو" المنعقدة حاليا في العاصمة الايطالية روما.
واكد الزعبي في كلمة الاردن التي القاها خلال المؤتمر ان الاردن الذي يشكل أبناؤه ثروته الأكبر ومورده الأهم ويتمتع بنظام مسالم ومعتدل وقيادة مستنيرة قادت شعبها إلى الانفتاح على العالم، لا يدخر جهداً في أن يؤكد علاقاته بالمؤسسات العالمية تقديراً لدورها الريادي في رعاية المجتمعات الإنسانية ومد يد العون الفني والمالي والإنساني للمجتمعات التي تطلب العون والمساعدة للمجتمعات التي تطلبها.
وقال ان الاردن يعتبر من افقر البلدان مائيا ويعاني من اثار الجفاف والتذبذب المطري بالاضافه الى الضغط على موارده الطبيعية كذلك استقباله للاجئين من الدول العربية وخصوصا اللجوء السوري الى البلاد وتداعياته.
والاردن من الدول التي تتعرض لضغوط مباشرة من نتائج التغير المناخي لكن ذلك لم يُقْعِدُهُ عن بذل جهود مكثفة ومنظمة لمواجهة تحديات الطبيعة والمناخ فاعتمد السياسات اللازمة لمواجهتها ووضع الإستراتيجيات المناسبة لتنفيذها.
واضاف ان الاردن يفخر بصداقاته مع طيفٍ واسعٍ من المجموعة الدولية ومع معظم المؤسسات العالمية وفي المقدمة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" مهنئا باسم الاردن الدكتور خوسيه غرازيانو داسيلفا بإعادة انتخابه مديراً عاماً للمنظمة.
وحيا الزعبي رؤوساء الوفود والوفود المشاركة وتجديد الإرادة لدى الجميع لإدامة إعلاء صوت الدول الاعضاء من أجل المزيد من العدالة في النظام الإقتصادي الدولي الذي يذهب بعيداً في جعل بلداننا النامية أسواقاً مفتوحة أمام الدول الغنية بينما تركت دولنا مع قلة مواردنا وضعف خبراتنا، نصارع من أجل فرص موعودة يصعب تحقيقها.
ويمتلك الأردن اليوم إستراتيجية وطنية للتنمية الزراعية لعشرة أعوام قادمة، وتناقش الحكومة حالياً، مشروع الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي بعد أن تم إنشاء وحدة الأمن الغذائي في وزارة الزراعة منذ عدة سنوات، وتم تشكيل لجنة للأمن الغذائي برئاسة رئيس الوزراء.
وقال ان الحكومة الاردنية تدرك تماماً أن الزراعة أحد أهم دعائم التنمية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ومن هذا المنطلق وإيفاءً بالتزامات الأردن الدولية في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية، فقد تضمنت الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الزراعية ضمن أولوياتها تنمية المناطق الريفية وتحسين قدرتها على زيادة إنتاج الغذاء والمنتجات الزراعية لتحسين الأمن الغذائي، وديمومة إستخدام الموارد الطبيعية الزراعية دون الإضرار بالبيئة مع الحفاظ على النظم الإيكولوجية، وتوفير الحماية الصحية للثروة الحيوانية والنباتية، وتعزيز الفرص الاقتصادية للمنتجين الزراعيين المستثمرين في الأنشطة ذات العلاقة بالزراعة، وتنظيم العمليات التسويقية وتطوير سلاسل القيمة، بالإضافة لتحسين كفاءة استخدام مياه الري.
وبين اننا في الوقت الذي بلغنا فيه تحقيق أهداف الإلفية الإنمائية بخفض نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع بمقدار النصف، ندرك بأن هنالك عدداً كبيراً من الأشخاص ما زالوا يعانون من الجوع، ومن هذا المنطلق تم إعداد الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وتشكيل لجنة عليا للأمن القومي الغذائي لتوحيد الجهود المبذولة من مختلف الجهات الوطنية التي تسعى لتحقيق الأمن الغذائي وفقاً لمفهوم برنامج الأغذية العالمي.
ودعا الزعبي الى التركيز على الظروف الاستثنائية التي يواجهها إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في تلبية إحتياجاته المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية في ظل التغيرات المناخية، وتحديدا ضرورة التركيز على صغار المزارعين وإيلائهم الاهتمام الكافي في ظل التحديات التي تهدد وجودهم كرافِدٍيْنَ للغذاء، وذلك من خلال تعزيز السياسات ونشر البرامج التي تستهدف هذه الفئة لتعزز من قدرتهم على الصمود، وزيادة الانتاجية بما يحافظ على الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية وتوفير أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية للمساهمة في سد النقص من المنتجات الزراعية الغذائية ورفد إقتصادات تلك الفئات ومساندتها بالتكنولوجيا الحديثة والأنماط التقنية عالية الجودة من خلال تبادل المعرفة وتشجيع البحث العلمي لما يخدم هذه الغايات.