الأطفال في رمضان.. صوم العصفورة أولى الخطوات لتدريبهم
المدينة نيوز :- عندما يسمع الصغار بقدوم شهر رمضان يتحمسون ويبدون رغبتهم في الصيام، محاولين تقليد اشقائهم وابناء جيرانهم ممن يكبرونهم في السن، وتحرص كثير من الأسر على تعليم ابنائهم الصيام منذ الصغر وذلك من اجل ان يعتاد الطفل على الصيام فيصبح بالنسبة اليه امرا اعتياديا، ولكن بعض الاهالي يبالغون في الضغط على اطفالهم فيكلفونهم ما لا يستطيعون خصوصا ان رمضان في هذا العام جاء في ذروة فصل الصيف إذْ الجو حار جدا والنهار طويل، في حين ان بعض الاهالي يعرفون مقدرة ابنائهم تماما ولهذا نراهم يلجأون الى ما يعرف (بصوم العصفورة) وهو الامتناع عن الطعام والشراب لوقت قصير يتم زيادته تدريجيا حسب قدرة الطفل. تعزيز الجانب الديني يذكر ماجد نصر أول عهده بالصيام «صيام العصفورة» كما تسميه والدته، موضحا أي أن يظل الواحد فينا صائما وصابرا حتى يصحو من نومه، وقبل أن يمسح توالي النعاس عن عينيه نصف المغلقتين، يحل له أن يشتبك مع قطف عنب ما زال على طاولة المطبخ منذ سحور ليس ببعيد، أو بطعام بقي من إفطار الأمس. فيما تقول ميس طلال:»رغبت بشدة في تعزيز الجانب الديني والروحاني في نفوس أطفالي كي يعرفوا قيمة الشهر الكريم، فما أن يصل أحدهم سن خمس سنوات حتى أشرح لهم معنى رمضان، وحكمة الصيام، وأشجعهم على ذلك.
وبينت أنه وانطلاقا من خوفها على صحتهم إذ لا يستطيعون الامتناع عن الطعام يوما بأكمله بسبب أجسادهم الطرية، فإنها وبعد مرور عدد من الساعات يقضيها الأطفال صائمين، تحضر لهم وجبة خفيفة وتقنعهم بتناولها، حتى يستطيعوا الاستمرار في صيام اليوم إلى أذان المغرب. مضيفة: «إذْ بذلك يشعر الطفل بأنه لا يختلف عن الكبار في شيء، بل على العكس يؤدي ما عليه تجاه ربه على أكمل وجه، وهذا ما سيساعده عندما يكبر ويعرف المعنى الحقيقي للصيام. يوافقها الرأي رامي عبد على استعمال طريقة صيام العصفورة لتعليم أطفاله الصيام منذ الصغر موضحا أنه سيخصص لكل طفل من أطفاله الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسة وعشرة أعوام هدية خاصة يحصل عليها الواحد منهم بناء على عدد الأيام التي يصومها في هذا الشهر الكريم. وأشار إلى أنه سيسمح لهم أيضا بالجلوس على مائدة الإفطار المخصصة للكبار وذلك لإشعارهم بقيمة صيامهم وأنهم لأجل ذلك يستحقون الجلوس مع الكبار وسماع أحاديثهم وأقوالهم ومشاركتهم صلاتهم بعد ذلك. الصوم المتدرج نسرين محمد (ربة منزل) تقول:» ان أول عهدها بالصيام كان من خلال صيام العصفورة إذْ كانت في تلك الفترة تصوم صياما متدرجا، وذلك بالصيام الى فترة الظهر عند البداية ومن ثم الى فترة العصر، وهكذا كانت الحال حتى جاء الوقت الذي اصبحت فيه قادرة على صيام اليوم كاملا.
اما نادية جبر فتؤكد ضرورة العناية الفائقة بالطفل في حال قرر الاهل صيامه، إذ يجب ان تكون الأم حريصة على ايقاظه من النوم وتقديم وجبة السحور له بانتظام وذلك خوفا من اجهاد الطفل وتأثر صحته بسبب تعرضه للجفاف او لنقص حاد في مستوى السكر، كما انه يجب ان يعي الاهل خطورة اجبار ابنائهم الذين تقل اعمارهم عن عشرة اعوام على الصوم لأن الهدف من جعل الطفل يصوم هو لتعليمه على اداء فريضة الصيام والقيام بالعبادات وليس لاذيته والاضرار بصحته خصوصا انه ليس مكلفا بالصيام . تشير سهى مامون إلى انها قررت ان تتبع طريقة صيام العصفورة على طريقتها وذلك بأن تفطر اطفالها في الأسبوع الأول نصف النهار ولكن بعد ذلك عليهم أن يقللوا من هذه المدة وأن تزيد أوقات صيامهم حتى يصلوا إلى منتصف الشهر ويكونوا قادرين على صيام اليوم بأكمله»، منبهةً إلى أن صيام هذه السنة سيكون صعبا على الكبار قبل الصغار ولكن فرض الله يجب أن يتعلمه الأطفال في صغرهم ليستشعروا قيمة وعظمة هذا الشهر الكريم وكم الحسنات والثواب الذي يمكن أن يحصلوا عليه إذا صاموه وتعبدوا فيه.
صوم متقطع تقول ميرفت مسعود انه لدي ابنه عمرها ست سنوات كانت تصوم متقطعا ولكنها هذا العام عزمت امرها وبدأت الصوم، كنت خائفة ان لا تتحمل العطش والجوع، ولكنها بعد ايام شعرت بالارتياح واصبحت اكثر نشاطا وفاعلية. لمياء عبد تسع سنوات تقول: هذا العام اخبرني والدي ان علي ان اصوم لانني اصبحت كبيرة فأصبحت افكر وانا خائفة كيف يمكن ان يتحمل الانسان الجوع والعطش، وانا بطبعي احب الطعام كثيرا واتناول اكثر من وجبة في اليوم الواحد، ولكني لم اعلق وهززت راسي موافقه كان اليوم الاول صعبا للغاية وكنت اصل من شدة العطش الى حد البكاء ولكني اكظم خوفي وعطشي وتعبي وحين انتهى اليوم الاول شعرت بسعادة غامرة وبدأت فكرة الخوف تبتعد قليلا حتى شعرت هذه الايام بفرح غامر وانا ارى ايام الشهر تنقضي. ويذكر حميد هايل ان والدته كانت تشجعه وهو صغير على ان يصوم ولو لبعض الوقت وتشرح له فوائد الصيام قائلا انها كانت تعجبه جدا الفكرة ان يمتنع عن الطعام مبينا انه في البداية وجد صعوبة بالغة وكان يكاد ان يبكي لكن والدته كانت تحثه على الاستمرار وكذلك اخوته الذين وجدوا في الصيام شيئا رائعا. علم الاجتماع تقول الدكتورة فاطمة الرقاد استاذة علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية، إن الاستعانة بصوم العصفورة عند الطفل يشجعه على الصيام، وذلك بأن يقوم الطفل مثلا بالصيام من الفجر ولغاية اذان الظهر ومن ثم يتناول الطعام والشراب طوال فترة ما بعد الظهر وحتى صلاة العصر، ومن ثم يعود للصيام مرة اخرى حتى أذان المغرب فيجتمع مع افراد العائلة على مائدة الافطار وبذلك يتعزز شعور الطفل بلذة الافطار بعد الصيام فيشعر حينها بأنه اصبح كالكبار، واشارت الرقاد ان للصيام فوائد عديدة ومنافع كبيرة للانسان إذ يتجدد معه نشاط الجسد وتتحسن الصحة كما ورد في الحديث النبوي الشريف «صوموا تصحوا» هذا بالاضافة لقيمته المعنوية والروحية.
