خطبة الجمعة المقترحة : أثر العبادة على سلوك المسلم

المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة 26/6/2015م ، والتي حملت عنوان :" أثر العبادة على سلوك المسلم " .
وفيما يلي عرض لتلك المحاور :
بعنـوان من محاسن الإسلام العظيمة أنه دين شامل لكل نواحي الحياة، فلا انفصال فيه بين العبادة والسلوك، ولا بين العلم والعمل.
ومما لا شك فيه أن من أعظم غايات العبادات التي شرعها الإسلام وجوبا أو استحبابا، هو تزكية النفوس وتهذيبها، والترقي بها نحو محاسن الأخلاق ومكارمها، بحيث يصير المسلم المقيم لفرائض الله تعالى من أحسن الناس أخلاقا وأنبلهم سلوكا وأكرمهم شيما، وهذه الغاية نلمسها في كل شعيرة من شعائر الإسلام وكل ركن من أركانه.
* فالصلاة التي هي أهم الأركان في الإسلام بعد توحيد الله تعالى، نجد أنها من أعظم وسائل تزكية النفوس، كما قال الله تعالى: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
ولهذا لما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم: إن فلانا يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق قال: " سينهاه ما تقول" أو قال: "ستمنعه صلاته"(رواه أحمد وغيره بسند صححه الألباني)، فكأن حقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة.
وقد جاء أمر الدعوة للالتزام بالأخلاق والسلوك الحسن بالأمر بالصلاة، في عدد من الآيات القرآنية الكريمة، وذلك على نحو ما في وصية لقمان الحكيم لابنه، في حكاية الله عنه من قوله تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [ لقمان: 17]، كما قال الله تعالى في وصفٍ مؤمني أهل الكتاب : ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 113 - 115].
* والصيام من غاياته العظمى تحقيق التقوى كما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم، إنها التقوى، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة طاعة لله، وإيثارًا لرضاه.
ولا تتم التقوى عند العبد إلا إذا حسن خلقه مع خلق الله تعالى ، ولهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الوصية بالتقوى والوصية بحسن الخلق حين قال: " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " .وذلك لأن بعض الناس يظن انه بإحسانه عبادة الله يمكنه ان يتخلى عن المعاملة الكريمة الحسنة مع الخلق فوجههم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الجمع بين تقوى الله وحسن الخلق.
كما أن المسلم الصائم بعيد عن الكذب والغش والخداع والرياء والسب والشتم والغيبة والنميمة وقول الزور والسخرية والاستهزاء ومجالس اللهو والجهل ، وهذه الاشياء وان كانت محرمة في كل وقت ، لكنها على الصائم أشد تحريماً ، قال عليه الصلاة والسلام : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري .
كما وجه النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إلى ضرورة التحلي بالحلم وحسن الخلق حين قال مخاطبا الصائمين: "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم...".
* والزكاة كذلك هي عبادة وفريضة وهي أيضا وسيلة من أعظم وسائل تطهير النفس من البخل والشح والأنانية، وزرع معاني الفضيلة والألفة والرحمة والشفقة، ولهذا قال الله عز وجل: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) ، فالزكاة والإنفاق يطهِّران النفْسَ من البخل والشح، ويعرفان الإنسان أن المالك الحقيقي للأشياء هو الله؛ ولذلك كانتا وسيلتينِ من وسائل التزكية.
* أما الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام فإننا نرى له أثرا عجيبا في إصلاح الأخلاق وتهذيب السلوك كيف لا والله عز وجل يقول: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
وحين يفسر النبي صلى الله عليه وسلم برّ الحج بأنه "لين الكلام وإطعام الطعام" فإننا نجد لذلك أثرا عظيما في سلوك كثير من حجاج بيت الله الحرام حين يحرصون على أن يكون حجهم مبرورا فيلينون بين أيدي إخوانهم، ويتحملون منهم من التصرفات والأفعال والأقوال في الحج ما قد لا يحتملونه في غير الحج حتى إنك ترى الرجل أثناء إحرامه يحرص على تجنب الجدال والمراء، ولا يرد الإساءة بمثلها .
هذه دعوة بأن لا يكون أثر العبادة لحظياً آنياً ، بل يجب أن يستلهم المسلمون وأن يستشعروا هذه الغاية من عباداتهم في كل أحوالهم كي ترقى اخلاقهم وينعم المجتمع المسلم بعلاقات ملؤها الحب والمودة والرحمة .
الخطبة الثانية :
أيها المسلمون في شهر رمضان المبارك تضاعف الاعمال والاجور والحسنات ويحرص المسلم فيه على الانفاق في جميع وجوه البر والخير ويزاد في رزق المؤمن في هذا الشهر ، فيحرص المسلم على اخراج الزكاة والصدقات في هذا الشهر .
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فكان كالريح المرسلة .
• جواز تقديم زكاة الاموال لمؤسسة الحسين للسرطان وذلك بالتأكيد على أن المؤسسة تلقت الفتوى الشرعية بهذا الخصوص، والتي من خلالها تقوم بتغطية علاج المرضى الفقراء من المسلمين الغير قادرين على تغطية نفقات العلاج .
• جواز تقديم الصدقة الجارية لمؤسسة الحسين للسرطان وذلك بالتأكيد على أن المؤسسة تلقت الفتوى الشرعية بهذا الخصوص ، والتي من خلالها يدعم مبنى التوسعة الجديدة والذي هم بأمس الحاجة اليه ليتمكنوا من علاج الاعداد المتزايدة من مرضى السرطان.