زوجة مهاجم مصنع الكيميائيات في فرنسا : لم أعلم بما جرى إلا من التلفزيون

 المدينة نيوز :- تمكنت “القدس العربي” من إجراء مكالمة هاتفية قصيرة مع زوجة ياسين الصالحي منفذ الهجوم على مصنع الكيميائيات في مدينة سان كونتان لا فاليي جنوب شرق فرنسا دقائق قبل اعتقالها من قبل الشرطة، بعد عدة محاولات اتصال على هاتف بيت الأسرة في ضواحي مدينة ليون الفرنسية.

وقالت زوجة ياسين الصالحي بعد إنها وزوجها قضيا ليلة عادية تناولا فيها وجبة السحور ولم تعلم أي شيء عن ما يخطط له، قبل أن يودعها صباحا متوجها إلى عمله كعادته ولم تعلم بما جرى إلا من القنوات التلفزيونية الفرنسية على حد تعبيرها.

وقالت زوجة منفذ الهجوم التي رفضت كشف اسمها لـ “القدس العربي” أنه “حتى الآن لا أعرف ما يجري ولست متأكدة إن كان زوجي فعلا هو منفذ الهجوم، صباحا أوصل الأطفال إلى المدرسة وتوجه إلى عمله كالمعتاد، ولم يخبرني عن أي شيء ولم ألحظ أي شيء في تصرفاته”.

وفي ردها على سؤال حول كيفية معرفتها بخبر اعتقال زوجها قالت “اتصلت بي أخت زوجي بالهاتف وهي تبكي وطلبت مني القدوم حالا إليها في بيتها، وبعد أن فعلت فوجئت بها تدخل في نوبة بكاء شديدة وهي تشير لي بأصبعها نحو التلفزيون، لأسمع وزير فرنسي يذكر اسم زوجي ويقول أنه منفذ عملية إرهابية، والآن أشعر وكأن قلبي سيتوقف من هول الصدمة”.

وبحسب زوجة ياسين الصالحي فإن زوجها يمارس حياته بشكل عادي وليس متطرفا، يقوم بواجباته الدينية من صلاة وصوم في رمضان ككل المسلمين، وهو إنسان هادئ بطبعه ويعطي كل وقته لأطفاله الثلاثة وأسرته حيث أنهما متزوجان منذ العام 2005 تقريبا وليست له أية سوابق قضائية على حد قولها.

واعتقلت الشرطة الفرنسية زوجة المهاجم ووالدته واقتادتهما إلى مكان مجهول للتحقيق معهما، حيث شوهدتا وهن يغادران بيتهما مقيدتين بعد تغطية وجههما، قبل بدء حملة اعتقالات شملت حتى الآن سبعة أشخاص من أصدقاء وأقرباء المتهم.

وكان ياسين الصالحي فرنسي من أم مغربية وأب جزائري قد تربص منذ ساعات الصباح الأولى برب عمله ويدعى “هيرفي كورنارا” ( 45 عاما)  ويعمل مدير شركة للمواصلات، حيث انتظر قدومه إلى مصنع أمريكي للكيميائيات في مدينة سان كونتان لا فاليي جنوب شرق فرنسا، وما أن وصل حتى انقض عليه، قبل أن يذبحه من الوريد إلى الوريد ويفصل رأسه عن جسده، قبل أن يسطو على سيارته ليستخدمها في مهاجمة مصنع للكيميائيات بهدف تفجيره.

وتسبب الاقتحام القوي بالسيارة بانفجار بعض أسطوانات الغاز في المصنع من الداخل، غير أن المهاجم سارع نحو أسطوانة كبيرة محاولا فك سدادتها بهدف تفجيرها، قبل ان ينقض عليه رجل إطفاء في المصنع ويتمكن من شل حركته قبل حضور قوات الشرطة إلى عين المكان.

وشوهد رجال شرطة بلباس مدني يغطون وجوههم بأقنعة وهم يقتادون المهاجم المتشدد ياسين الصالحي نحو سيارة مدنية تابعة لأجهزة الأمن لتنطلق به مسرعة من المكان، وتقتاده إلى خلية مكافحة الإرهاب التابعة للدرك الفرنسي في مدينة ليون المجاورة، وسط حراسة أمنية مشددة وبمشاركة مروحية عسكرية.

وعثرت الشرطة قرب المصنع على السكين الذي استخدمه المتشدد نحو رب عمله وفصل رأسه عن جسده وعلقه على سياج المصنع بعد لفه بعلم تنظيم الدولة، وكذلك على سيارته التي ركنها غير بعيد عن مكان الهجوم، إضافة إلى هاتفين محمولين.

وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف قد أعلن هوية المهاجم الذي تم اعتقاله عقب تفجير مصنع الكيميائيات، بنحو ثلاث ساعات على الهجوم، حيث قال إن الأمر يتعلق  بياسين الصالحي، وهو فرنسي من أصول عربية ويبلغ من العمر 35 سنة.

وأضاف الوزير الفرنسي الذي كان يتحدث إلى وسائل الإعلام، أن المهاجم معروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب منذ عام 2005، وأنه مصنف في سجلاتها ضمن بطاقات حرف “إس″ وهي إشارة تعني أن لصاحبها ميولا متطرفة.

وقال الوزير الفرنسي إن ياسين الصالحي سبق اعتقاله على خلفيات قضايا تطرف وتشدد ديني من قبل الشرطة عام 2006، غير أن التصنيف الأمني حوله “سرعام” رفع بعد أن اختفى عن الأنظار وعدم تجديد بطاقة هويته الفرنسية التي انتهت صلاحيتها في عام 2008.