علي أبو الراغب .. رجل الأزمات !

تم نشره الإثنين 12 نيسان / أبريل 2010 02:03 مساءً
علي أبو الراغب .. رجل الأزمات !

المدينة نيوز – خاص- كتب محرر الشؤون المحلية - اكثر من اربعين شهرا قضاها المهندس علي ابو الراغب في دار رئاسة الوزراء، لتكون اقامته هي الاطول بين زملائه في عهد المملكة الرابعة، وهي اقامة رافقتها متغيرات استراتيجية وصلت حد وصفها بالزلازل كما هو الحال في احتلال العراق، وغيره من الاحداث التي عصفت بالمنطقة والعالم.
مواقع عديدة ومناصب كثيرة شغلها قبل أن يؤدي القسم في حزيران 2000 على رأس فريقه الوزاري، في ثاني حكومة يتم تشكيلها في عهد الملك عبدالله الثاني.
المهندس الذي ولد عام 1946 درس الهندسة في الولايات المتحدة، كان يقف في منطقة وسطى بين السلطة والمعارضة، فقد اختاره زملاؤه نقيبا للمقاولين ليتعرف جيدا إلى ممرات مجمع النقابات المهنية وقاعاته وطبيعة تعامله مع الأحداث، وعندما أصبح وزيرا في عدة حكومات سابقة، تعرف كذلك عن قرب على طبيعة صنع القرار السياسي في البلاد.
مجموعة مفارقات ومحطات هامة رافقته أثناء إقامته في الدوار الرابع، لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن شخصيته، أو مرحلة قيادته للحكومة.
ـ فقد تميزت إقامته في دار رئاسة الوزراء بأنها الأطول بين أقرانه، في وقت توقفت فيه حكومته عند أكثر من محطة تعديل.
ـ وفي عهده عاشت البلاد لفترة عامين بدون مجلس نواب، حين تم حل المجلس الثالث عشر في حزيران 2001، وانتخاب المجلس الرابع عشر في حزيران 2003، وكأن حزيران قد صار لازمة في الحياة السياسية للمهندس الذي صار رئيسا للوزراء، واستنادا لذلك فقد سجلت الوثائق الرسمية بأن حكومته أصدرت أكثر من مائتي قانون مؤقت، اججت غضب الشارع وأسهم بعضها في التضييق على الحريات العامة، مما أثار العديد من الأسئلة القاسية في وجه الحكومة وطبيعة وظيفتها، التي استغلت غياب السلطة التشريعية، لتكون اللاعب الأبرز في ساحة صنع القرار السياسي.
ـ وفي عهد رئاسته للحكومة حدثت تغيرات دولية وإقليمية بارزة، في مقدمتها أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 ومن ثم غزو أفغانستان والعراق واحتلالهما، بما يعنيه ذلك من استحقاقات سياسية وأمنية تعاملت بها الحكومة، وكذلك مجزرة مخيم جنين، مما جعل المسافة بعيدة بين الحكومة وبين الشارع حين ذهبت لتبني سياسة محاربة مما سمي بالإرهاب، دون ان تتبنى تعريفا واضحا للارهاب.
ـ وقبل احتلال العراق كان المهندس على أبو الراغب ارفع مسؤول عربي يزور بغداد منذ تعرضت للعدوان عام 1991، مستفيدا من ارث علاقته السابقة معها حين كان وزيرا للطاقة ونائبا ونقيبا.
اقامته الطويلة في الدوار الرابع، منحته فرصة الإطلال على خارطة الأحداث من اتجاهاتها كافة، وتعرف من خلال موقعه على قادة العالم وطريقة صنع القرار السياسي، خاصة في الفترة الحرجة التي وقف العالم فيها على قدميه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر؛ لكن المهندس الذي أصبح رئيسا للوزراء قال في جلساته الخاصة كلاما حميما عن بغداد التي سرقتها الحرب من أهلها وعشاقها.
يحتل مقعده في مجلس الأعيان مشاركا في وظيفة المشرع والرقيب، رغم انه لم يقطع الخيوط تماما مع وظيفته الأولى كمقاول والتي فتحت الطريق أمامه للعمل العام، وربما يتذكر مقعده في البرلمان الحادي عشر حين كان عضوا في التجمع الديمقراطي بعد عودة الحياة الديمقراطية والحزبية للبلاد.
يعرف أسرار المقاولات وأسرار الحياة السياسية واسرار التأمين ايضا، فعلاقاته امتدت بعيدا خارج الأردن، وحملت العديد من المشاريع في الوطن العربي بصماته الواضحة .
قاد سفينة السياسة الأردنية بحذر وقلق شديدين، في مرحلة من أكثر المراحل سخونة في العصر الحديث، ورغم شدة الرياح التي عصفت بأشرعة سفينته، من شرق الوطن وغربه، إلا أنه ظل واقفا في حقل متفجر مليء بالألغام، وهو يرى كل تلك الجيوش تتقدم باتجاه عاصمة الرشيد وسط بحر من الحرائق والدمار.
لم تكن علاقة حكومته هادئة تماما مع الأحزاب السياسية والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، لان حزمة القوانين المؤقتة التي صدرت في غياب مجلس النواب، سدت العديد من نوافذ الحوار بين حكومته وأطراف اللعبة السياسية الأخرى.
عند كتابة تاريخ الحكومات الأردنية في الألفية الثالثة، ستحتل حكومة المهندس علي أبو الراغب الصفحة الأولى في ذلك السجل، باعتبارها الحكومة التي دخل بها الأردن عتبة الألفية الجديدة، لكن ما ستحمله سطور تلك الصفحة من معلومات يظل قابلا لإثارة الأسئلة التي تركتها مسيرة رجل قضى واحدا وأربعين شهرا في رحاب دار رئاسة الوزراء.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات