سنة أولى صوم : طلب انتماء للبلوغ

المدينة نيوز:- يقدم اطفال وفتية في أول سنة من الصوم، طلب انتماء للبلوغ قبل الاوان، وإن كانت اعينهم ترنو لمكافأة بعد اتمامهم صيام الشهر، وهو ما يشكل نقشا يخلد في الذاكرة.
ولا يرى الباحث الدكتور حمدي مراد، غضاضة في ان يقدم الاهل لأطفالهم بعض الجوائز والهدايا، التي يحبونها إما لباساً أو زينةً او بعض الأجهزة الإلكترونية التي قد تحوي برامج تربوية وأخلاقية وترفيهية،أو رحلة ترفيهية كجزء من مكافأتهم على صومهم وصلاتهم وعلى أخلاقهم وحسن تعاملهم بين أخوانهم وزملائهم وجيرانهم وهي من سنن الله تعالى في الجزاء والثواب لمن عبده واطاعه، فوجب على الأهل تقديم الثواب للأبناء من زاويا متعددة منها المديح والثناء.
ويشير الى انه في حال عدم توفر الإمكانيات المادية، من المهم أن يشعر الطفل بمزيد من محبة الوالدين له والحنان والعطف عليه والتقرب منه، ووصفه بالصفات الطيبة والكريمة، بعيداً عن اي اساءة له أو اهانة، ورفع معنوياته ومكانته حتى يظل محباً متعلقاً بهذه الطاعات والعبادات لله، مؤكدا ان من واجبات الوالدين اتجاه الأبناء تهيئتهم بالتربية والتعليم والتوجيه والأرشاد بخصوص العبادات تدريجياً قبل سن البلوغ بسنوات، فإن ما ينطبق على الصلاة ينطبق على باقي العبادات والتكليفات كما قال سيدنا محمد صلى: "علموا أبناءكم الصلاة أبناء سبع".
ويوضح انه في حين لايحاسب الطفل على تقصيره واهماله اتجاه العبادات قبل البلوغ، فلا يجوز ايضاً بالمقابل الضغط على الأبناء حتى يؤدوا هذه العبادات وانما بالترغيب والتشجيع على ادائها حتى يشعروا بنتيجة هذه العبادات، وأنها تقدم لهم الخير والبركة وتمنحهم الفرح والسعادة.
وقال إن التكليف الشرعي في حده الزمني ترتيب إلهي يتم التزام المكلف بالعبادات والتكليفات الشرعية من سن البلوغ بين الذكور والأناث، وربما بدأت بعض مراحل البلوغ بعد العاشرة من عمر الفتاة وبعد الثانية عشر من الذكور وقد تتأخر بعض الأناث الى الرابعة عشر أو الى السادسة عشر، حيث جعل البلوغ هو حد التكليف لأنه تغيير يتم بخصوص الجسد والأعضاء وحتى التفكير، بالإضافة الى الأبعاد والمشاعر النفسية التي تتطور مع البلوغ وبعده وهو الحد الزمني الذي يبدأ منه التكليف الإلهي.
ويؤكد أن هذه المرحلة تجعل الطفل أكثر فهما ووعيا وادراكا لعلاقته بالله ، فيما يحرم ضرب الأطفال وتعنيفهم لأية أسباب، فكيف حينما يكون من أجل الصلاة لله أو الصوم له فإن العنف لم يتبن نفسا محبة إلى اللة، وإنما يصبح المفهوم عندهم رعبا، وليس حبا ،ومثل هذه التربية تعكس حقيقة الجيل القادم أي جيل الأبناء كيف سيكون في علاقته مع خالقه ومع الناس، وهل سيكون عبدا مؤقتا ربانيا مع الله، أم أنه سيكون خطرا على نفسه وعلى مجتمعه نتيجة العنف والضغط الذي لا ينتج عنه الا جيلا عنيفا متطرفا.
ويرى رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب بالجامعة الاردنية الدكتور محمد محمود بني يونس ،عدم إجبار الاطفال على الصيام ، ويفضل أن يصاحب هذا الاقدام تشجيعهم بمزيد من المدح والثناء، وتقديم التعزيز الايجابي عن طريق الهدايا المفضلة لديهم.
ويشير إلى أنه لا يوجد وصفه جاهزة من الهدايا أو المكافآت التي تناسب جميع الاطفال ذات الفئة العمرية الواحدة بدرجة متساوية، حيث أن هنالك أطفالا يفضلون النقود ولا ضرر في ذلك ولا يمنع من شراء حصالة لهم، لتدريبهم على كيفية حفظ المال، وبذلك نكون حفزنا الطفل على الصيام وفي نفس الوقت دربناه على حفظ وجمع المال،فيما أطفال يفضلون المأكل والمشرب واللعب على المال، فإن أطفال سن السابعة يصنفون ضمن مرحلة الطفولة المتوسطة، فتأثير الثواب أقوى من تأثير العقاب عندهم، وان الصيام سلوك إيجابي ويستحق الاثابة عليه من قبل الاهل .
ويبين استاذ الارشاد النفسي والتربوي في الجامعة الاردنية الدكتور عادل جورج طنوس، أن سلوك النمذجة المتبع في المنزل مثل عادات الصوم والصلاة يتعلمها الطفل من خلال رؤية نماذج حية أمامه في البيت والمدرسة، وبالتالي لا بد أن يكون هنالك إلتزام من قبل الاهل وهم القدوة الحسنة لابنائهم، مشيرا إلى أن الطفل يقلد سلوك والديه لانه يعتقد أن سلوكهم هو السلوك الصحيح.
ويوضح أهمية التعزيز الاجتماعي للطفل من خلال الحديث عن خبراته خلال فترة الصيام ومدحه أمام اقرانه والمجتمع المحيط به بعد أن أنجز واجباته الدينية وهو أسلوب مهم للغاية تقديرا للجهد الذي قام به في رمضان، لافتا إلى أن لا يكون التعزيز أقل من توقعاته وان لا يكون أكثر منه حيث ان التركيز على المكافآت ذات المعنى للطفل ضروري جدا،ويؤدي إلى تحسين الشعور نحو ذاته ويزيد من حماسه ودافعيته للاستمرار بالصوم تزامنا مع فرحه الداخلي في استقبال العيد ببهجة وسعادة مرتقبة.
(بترا)