شاطئ فاخوري ومايوه ملحس ومنشار الإيراني وهروب السالم !

المدينة نيوز – خاص – كتب المحرر الإقتصادي - : قال مراقبون اقتصاديون : إن وزراء المالية في الاردن من أكثر الوزراء الذين تقع على عاتقهم مسؤولية ( تقطيب الجروح ) على اعتبار أن كل شيء في العالم انقلب إلى مال ولا شيء غير المال .
وفي ظل عجز الموازنة فإن المسؤوليات تتضاعف بحيث يصبح وزير المالية ( مدووشا ) وأحيانا تظهر عليه سمات اكتئاب أو حتى انفصام في الشخصية ، لا نقصد المرض المعروف ، بل أسقطناه على نفسية الوزير ، أي وزير مالية دوشته طلبات الحكومة ووزرائها التي لا تنتهي ، والقوانين المتداخلة ببعضها ، فبات المسكين كمن يحدث نفسه ، وللتدليل على ما نقول راقبوا مثلا وجه الوزير حازم ملحس ، البعض يصفه بأنه مثل " التفاحة " وعين الحسود فيها عود ، وطالعوا تصريحاته عن ( المايوه ) الذي نشرنا قصته في وقت سابق وتجدونه في باب القضايا الساخنة ، عندما قال إن ( مايوه صديقي الأمريكي بضوي ) وأنه ( سيزرع سيل الزرقاء بالنخيل وسيعيد إليه السمك ) بينما راقبوا وجه أبو حمور فستجدون التعب والإرهاق وقلة النوم ، خاصة بعد طلبات الحكومة وطلبات آخرين من خارج الحكومة وكان الله في عونه ، وإذا راقبتم وجه الأيراني – مثال آخر – فستجدون أنه ( بلش يتعب ) كون انتقاله من البيئة التي هي تفاح في تفاح إلى نفط وسخام جعله في بداية طريق الحالة التي يرثى لها ، فالرجل الذي كان يحافظ على البيئة ويحرص على الأشجار أصبح هو من يطلب المنشار لقطعها ، ولا نظن معاليه ينكر ذلك ، لأنه لو فعل فسننشر وثيقة بما قال وبتوقيعه ، وخذوا مثالا آخر عماد فاخوري ، فالرجل كان متنعما في العقبة وشاطئها وفي شركة التطوير وفي المفوضية وباع نصف العقبة ، بالقانون طبعا ، ولم يكن تعبا بالمرة ، وكان شابا متحمسا يعمل من خلف الكواليس ولا يصرح إلا بالشوكة والسكينة ، بينما راقبوا ماذا قال في أول مؤتمر صحفي بعد أن اصبح وزيرا ، إذ وقع في حفرة من غير المرجح أن يخرج منها سالما وستظل تلازمه حيث ذهب وأين ذهب ، فهو الذي صرح – ضمنا – : إنه غير مجبر أو الحكومة غير مجبرة أن تشرح للمواطن أي خطوة من خطواتها ، وهو تصريح فتح عليه أبواب جهنم .
أما الوزير السابق باسم السالم ، وزير المالية ، الذي قيل إنه كان ينسق تنسيقا فهو منسق ، مع خبراء اقتصاديين من خارج الحكومة ، فكاد يصاب هو الآخر بالجنون و " يقد عبه " جراء التناقض في القوانين في البلد وخاصة ما يتعلق منها بالإستثمار ، وخذوا مثالا على ذلك الكتاب الذي حصلت عليه المدينة نيوز والذي تحدث فيه السالم لرئيس الوزراء السابق بنفس كسيرة وحالة عسيرة ، بعد أن أخبره بانه لا سلطة له – كوزير مالية – على اي منطقة تنموية في البلد / لا في العقبة ولا في الغور ولا في المفرق ولا في البتراء ، ولا في أربد وإن لهذه الأماكن قانونا يحكمها ، وكل ما يتعلق بمناطقهم ترجع صلاحياته لكل مفوض على حدة ، وللفائدة أكثر ننشر ما قال السالم باختصار في كتابه ويحمل الرقم 2 – 19 – 10886 صادر عن مكتبه عندما رد على سؤال لرئيس الوزراء السابق نادر الذهبي حيث قال حرفيا :
أولا : نصت المادة 17 من قانون إيجار الأموال غير المنقولة وبيعها لغير الاردنيين والأشخاص المعنويين رقم 47 لسنة 2006 على أنه : لا تسري أحكام هذا القانون على الأراضي والعقارات المشمولة بأحكام قانون تطوير وادي الاردن وقانون منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة وقانون سلطة إقليم البتراء .
ثانيا : نصت المادة 44 – أ من قانون منطقة العقبة لإقتصادية الخاصة رقم 32 لسنة 2000 وتعديلاته على أن : تنقل إلى السلطة ملكية الاراضي المسجلة باسم الخزينة العامة التي تقع داخل حدود المنطقة .
ثالثا : حددت أحكام بيع الاراضي وتأجيرها في منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة رقم 7 لسنة 2001 الصادر استنادا لاحكام المادتين 44 ، 56 من قانون منطقة العقبة إجراءات وآلية بيع الأراضي في منطقة العقبة .
واختتم الوزير رده على استفسار خطي من رئيس الوزراء المستقيل بقوله :
" وعليه .. ، وحيث إن السؤال مدار البحث يتعلق بأراضيٍ – داخل منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة ، ووفقا للتشريعات المعمول بها والمشار إليها أعلاه : فإن السؤال الوارد من اختصاص سلطة العقبة الإقتصادية الخاصة " ، بمعن أن السالم هرب إلى الأمام ولسان حاله : شو بدي بهالدوشة .
.... ولو استعرضنا كل الوزراء السابقين والجدد ، فسنجد العجب العجاب ، وليس هناك من جهة معتبرة تفرز هذه القوانين ليعرف كل شخص صلاحياته ، وعلى الأخص وزراء المالية الذين لا يجرؤون على الطلب من أي مفوض ضمن المفوضيات المعلنة أي قرش ، فالمناطق التنموية دول مستقلة أو ( جزر معزولة ) مع أن تفسيرات دستورية تناقض هذا الأمر ، لكن يبدو أنه ما من أحد في الاردن الرسمي " قاري ورق " ! .
بين الإيراني وملحس وفاخوري وابو حمور والسالم قصص من ألف ليلة وليلة ، إلا أننا اكتفينا بقراءة ليلة واحدة ، فالديك قام وصاح ، وأدرك شهريار الصباح ! .
حمى الله الاردن ! .