كيف تحققين المعادلة الصعبة بين أنوثتك وأسرتك

المدينة نيوز - كثيراً ما تكون المرأة أكثر اهتماماً بمظهرها وأناقتها وجمالها قبل الزواج, فلا ترتدي إلا الملابس المسايرة للموضة, ولا تتوقف عن البحث عن أفضل الماسكات التى تزيد من طلتها وجمالها, هذا بجانب حرصها على الاحتفاظ بوزنها ورشاقتها، ثم سرعان ما تهمل هذا الاهتمام بعد الزواج, خاصة مع تعدد مرات الإنجاب؛ فتصبح امرأة أخرى لا علاقة لها بهذه الفتاة الأنيقة الجميلة التي كان الاهتمام بالمظهر أهم أولوياتها, حيث تكرس كل اهتمامها بأطفالها وتتغافل عن أنوثتها مبررة ذلك بضغوط الحياة. وهو الأمر الذى يكون مصدراً لشكوى وانتقاد الأزواج.
فكيف تستطيع المرأة أن تحقق المعادلة الصعبة بين الاهتمام بأنوثتها ومهامها المثقلة بالمتطلبات بعد الزواج؟
في البداية استطلعنا آراء بعض الزوجات حول هذه القضية فتعددت المبررات؛ حيث ترفض جيهان، ربة منزل وأم لأربع بنات، القول بأن المرأة تهتم بنفسها قبل الزواج من أجل الحصول على فرصة زواج, مؤكدة أن هناك فارقاً كبيراً بين حياة المرأة فى بيت أهلها دون تحمل أي مسؤوليات؛ فلا يكون أمامها سوى تكريس كل اهتمامها بأنوثتها وجمالها ومسايرة بنات جيلها في هذا الأمر, وبين الحياة بعد الزواج المثقلة بالمهام والمتطلبات والتي تتنوع بين متطلبات البيت من تنظيف وترتيب, وإعداد الطعام, وبين متطلبات الأبناء والزوج, معتبرة أن كل ذلك يسلب من المرأة الوقت فلا تجد للاهتمام بمظهرها متسعاً كما كانت من قبل.
فيما تبرر داليا حسين، مدرسة ولديها ثلاثة أطفال، أن الرجل قد يكون أحد مصادر إحباط المرأة ودافعاً قوياً لعدم اهتمامها بعد الزواج, وذلك لما يصاب به من برود عاطفي بعد الزواج ويتحول بيت الزوجية بالنسبه له لمجرد استراحة لتناول الطعام والنوم، مشيرة إلى أن هذا النوع من الأزواج متكرر في كثير من البيوت, وأن المرأة مهما اهتمت بنفسها رغم انشغالها فإن زوجها لا يلقى بالاً لهذا الاهتمام ولا يلفت نظره؛ ما يكون مصدر إحباط للزوجة ودافعاً لها لعدم الاهتمام بنفسها.
تقول الدكتورة وفاء سعد، المستشارة الأسرية، إن المرأة بطبيعتها باحثة عن الجمال, مؤكدة أن هذا الأمر صفة متأصلة في أغلب النساء سواء قبل أو بعد الزواج, مشيرة إلى أن الفارق بين الأمرين هو اختلاف طبيعة كل مرحلة تمر بها الأنثى, حيث تكون المرأة قبل الزواج أكثر تحرراً من أي مسؤوليات وأعباء، فيما يختلف الأمر بعد الزواج؛ حيث تواجه الكثير من الأعباء التي قد تحد من هتمامها بذاتها وتختلف أولوياتها .
وأضافت: شعور المرأة بعد الزواج أنها محط أنظار الجميع وأنها دخلت اختبار يحاول الجميع معرفة مدى فشلها أو نجاحها فيه, يجعلها تبدي اهتماماً أكثر بإبراز مهاراتها المنزلية من طبخ وتنظيف وغيرها من المسؤوليات, ومع حملها الأول تزداد مسؤولياتها وتعيد ترتيب أولوياتها فيصبح الطفل من أولى الاهتمامات, ومن ثم تقل درجة اهتمامها بنفسها عن ذي قبل.
مؤكدة أن المرأة الذكية والواعية هي من تستطيع أن توازن بين الأمرين: أنوثتها وأمومتها ومهامها كزوجة وربة منزل, موضحة أن تنظيم الوقت وترتيب الاهتمام بنفسها ومظهرها وجمالها لابد أن يكون ضمن أولوياتها وإيجاد الوقت المناسب لذلك تحت أي ظرف.
حيث يمثل هذا عاملاً أساسياً لتحقيق التوازن.
مشيرة إلى أنه يوجد في المقابل نساء كثيرات استطعن تحقيق هذه المعادلة التي يصنفها البعض بالصعبة؛ فيبدون أكثر جمالاً وأناقة بعد الزواج عن ذي قبل؛ حيث لا يغفلن ممارسة الرياضة والاهتمام بمظهرن وبشرتهن، وفي الوقت نفسه ناجحات في بيوتهن، مؤكدة أن تحقيق هذا التوازن من شأنه تحسين الحالة النفسية للمرأة ويجعلها أكثر تقبلأ لضغوط الحياة وتخطيها بدون أي صعوبات.