"تسول الروما" يزيد "تطرف" السويديين

المدينة نيوز - سلطت سلسلة من الاعتداءات في السويد على المتسولين –وأغلبهم من طائفة الروما- الضوء على جانب مظلم في بلد يعتبر حصنا من حصون التسامح، وإن كان التأييد يتزايد لتيار اليمين المتطرف بزعم أن موجات المهاجرين تمثل خطرا على المجتمع، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز".
فقد كان تدفق آلاف المهاجرين صدمة للسويديين ميسوري الحال، إذ أصبح وجود الشحاذين الآن مشهدا طبيعيا خارج متاجر التجزئة، وفروع سلسلة متاجر إيكيا، ومحطات قطارات الأنفاق في العاصمة.
ولأن معظمهم يأتون من رومانيا وبلغاريا فلهم حرية السفر إلى السويد باعتبارهم من مواطني الاتحاد الأوروبي، غير أن وجودهم أثار اتهامات من جانب الديمقراطيين في السويد بأن البلاد تتساهل مع المهاجرين.
وفي حين أن معظم طالبي اللجوء يأتون في الأساس من دول مثل سوريا وأفغانستان وإريتريا، ويحصلون على مساعدات حكومية، فإن كثيرين من المهاجرين الروما يحاولون كسب لقمة العيش وادخار بعض المال للعودة به إلى بلادهم من خلال التسول أو جمع الزجاجات.
ويبقى معظم طالبي اللجوء في السويد فترة قصيرة، وأحيانا تتكرر عودتهم إليها بعد زيارة بلادهم.
وتقدر الحكومة عدد المهاجرين المتسولين في السويد بنحو 5 آلاف شخص، ويعيش كثيرون منهم في الشوارع أو في مخيمات تنتشر فيها الأقذار.
وألقى مهاجمون مواد كاوية على المتسولين، وأحرقوا خيامهم وعرباتهم التي يستخدمونها بيوتا للإقامة فيها، في الشهور الأخيرة.
خيام وأكواخ بدائية
وعلى مسيرة 15 دقيقة من محطة هوغدالن لمترو الأنفاق على أطراف ستوكهولم، أقام نحو 70 مهاجرا من طائفة الروما خياما وأكواخا بدائية من الأغطية البلاستيكية، والألواح المعدنية المتعرجة، وغير ذلك من قطع الخردة.
كما أنهم يشعلون النار في الهواء الطلق لطهي الطعام، وليس لديهم سوى بعض الدلاء لغسل ملابسهم.
وقال ماريوس غاسبار في جمعية ستوكهولم ستادسميشن الخيرية التي تتولى تدبير الإسكان للمهاجرين في العاصمة لوكالة "رويترز": "ليس لديك ما تخسره. فالبقاء هنا كشخص مشرد أفضل لك من العودة إلى الوطن".
ويقول جهاز الإحصاء الأوروبي (يوروستات) إن متوسط الأجور في السويد يبلغ نحو 2800 يورو (3160 دولارا) في الشهر.
كما يواجه أفراد الطائفة تمييزا في المعاملة في رومانيا أيضا، إذ أن متوسط ما يحصلون عليه من أجر يقل عن ربع هذا المبلغ.
وتعد طائفة الروما، التي يبلغ عدد أفرادها في أوروبا 6 ملايين نسمة، أكبر أقلية عرقية في القارة. وقد كانت الطائفة محل اضطهاد على مدار معظم فترات تاريخها.