العودة للمدراس: كيف يحارب الآباء خوف أولادهم من الرياضيات؟

المدينة نيوز - :  يعاني الكثير من الطلاب ما يعرف بـ "رهاب الرياضيات"، حيث يتشكل رأي راسخ بأن مادة الرياضيات من أصعب المواد، ويفقد الكثيرون ثقتهم بأنفسهم أمامها، وقد يؤثر ذلك على خياراتهم في دراسة المواد العلمية من عدمها مستقبلاً، وأحياناً يحول طريقهم الدراسي لما قد لا يكون الأفضل، بحسب الخبيرة التربوية الكندية، جانيت دافيسون.

المفتاح الأساسي هو في الشخصية الإيجابية للآباء وتؤكد دافيسون الأهمية القصوى لمحاربة الخوف من الرياضيات لدى الطلاب من سن مبكرة، ولكن في كل الأحوال أن تبدأ متأخراً أفضل من ألا تبدأ مطلقاً، فتقول: "حتى لو كان الطالب أكبر من المرحلة الابتدائية، لا يعني ذلك ألا أمل في جعله يحب مادة الرياضيات بعد أن كان يهابها أو يكرهها".

وتضيف: "في عالم اليوم والمستقبل، يعتبر الاتجاه للتخصصات العلمية ملحاً بشكل كبير، وغالباً ما ستكون الرياضيات أساس الكثير من الدراسات العليا ذات الأهمية، مما يعني فتح آفاق أوسع لصاحب التمكن أو القدرة على مجاراتها".

وتقدم دافيسون خطوات استباقية تنصح الآباء باتباعها لمحاربة خوف صغارهم من الرياضيات.

1 – كن نموذجاً إيجابياً

الخطوة الأولى والأساسية برأي دافيسون تكمن في الشخصية الإيجابية للأهل.

وتقول: "حتى لو كنتم لا تجيدون الرياضيات، أو تهابونها مثل الطلاب، عليكم بالحفاظ على مستوى إيجابي لعلاج هذه المسألة، فبحسب دراسات هامة من الخمسينات حتى اليوم، ثبت أن 90% من الطلاب ذوي الآباء المعنيين بتعليمهم بشكل إيجابي، هم أفضل بكثير من الآخرين.

وتعني الشخصية الإيجابية أن يطلع الآباء على مقررات أبنائهم، ويحاولوا فهمها ولو بالاستعانة بمعلم خارجي، والتخفيف من روعهم تجاه الرياضيات وغيرها من المواد التي يهابونها بطبيعة الحال.

وتضيف دافيسون: "سيكون التأثير أكبر إن شرحتم لأطفالكم أهمية علم الرياضيات، وتطبيقاته المرحة، وجعل التعلم في هذه النقطة بالذات مقروناً بالمتعة".

وتحذر دافيسون من استخدام الشدة أو العقاب لدفع الطلاب باتجاه تحقيق نتائج أفضل في الرياضيات، والذي غالباً يؤدي للعكس، وتقول: "قد تفلحون في خلق وحش أو جلاد لصغاركم، لكن النجاح والإبداع الحقيقيين لن يأتيا إلا بمحبتهم الداخلية لما يقومون به".

2 – استخدم كل ما يلزم من جهد

أنفقت ولاية أونتاريو شرق كندا نحو 4 ملايين دولار العالم الماضي لتحسين مستوى المعلمين في تدريس الرياضيات، بعد تقارير عالمية عن تدني مستوى الطلاب في الرياضيات والعلوم، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في كندا.

وتقول دافيسون: "عليكم في البداية إدراك أهمية تحسين مستوى أبنائكم في الرياضيات، رغم كل الضغوطات التي ربما تحيط بكم، أعرف جيداً أن الأهل مثقلون بأعباء كثيرة، وقد لا يجدون الوقت لدقائق راحة خلال اليوم، لكن عليكم وضع مستقبل أبنائكم وقدرتهم التعليمية كأولوية".

استخدموا كل ما يلزم من جهد، والأهم أن تقوموا بذلك الجهد رفقة أبنائكم، وتضيف دافيسون: "احصلوا على ألعاب تعليمية، وألغاز بازل، وغيرها من وسائل استكشافية وتعليمية لرفع مستوى صغاركم في الرياضيات والعلوم".

3 – اعمل على تبسيط الأمور وخفف الضغط

لا يعني أن يدرك الآباء أهمية مادة الرياضيات لصغارهم، أن يجعلوها تبدو جدية بشكل مبالغ فيه.

على الآباء العمل على تبسيط الأمور وتخفيف الضغط على الصغار، فأسوأ النتائج ستكون واقعاً في حال أصيب الطلاب بالتوتر.

وتقول دافيسون: "أحياناً ليس من الجيد أن يكون تعليم الرياضيات دقيقاً جداً، بل يفضل أن يكون أبسط، وينفتح على طرق جديدة ومختلفة، لتبديد الضغط عن الطالب، ليستغل طاقته وذهنه في حل المسائل، عوضاً عن القلق".

4 – تحدث إلى المعلم

يلعب المعلم دوراً هائلاً في جعل الطالب يحب مادة الرياضيات، أو بالعكس.

وتقول دافيسون: "اعملوا على بناء علاقات جيدة مع أساتذة أبنائكم، وتحدثوا لمعلم الرياضيات بشكل دوري لمتابعة مستوى الطالب وحل مشاكله تجاه المادة سوياً".

من المهم للآباء تذكر أنهم جزء من فريق التدريس، وشريك حقيقي مع المعلم، لذا ينبغي قضاء الوقت الكافي في التفاهم مع المعلم، والتعاون معه لصالح الطالب.

وتضيف دافيسون: "أظهرت دراسة أخيرة في جامعة تورنتو، أن أغلب الطلاب الذين تعرضوا لمشاكل في تحصيلهم العلمي للرياضيات والعلوم بالذات، كان ذويهم لا يلتقون بمعلميهم".

اعملوا بشكل دوري على التحدث مع المعلم، والعمل على حل أي أزمات يتعرض لها الطالب، كما يجب إظهار الاهتمام للأبناء، مما سيحفزهم أكثر.