مجلس الأمن ينظر في القضية الفلسطينية

المدينة نيوز :- عقد مجلس الامن الدولي اليوم الثلاثاء، جلسة ناقش فيها قضية الشرق الاوسط واستمع الى افادة من منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عبر دائرة تليفزيونية من القدس.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد دخلت منطقة خارج المسجد الأقصى المبارك في صباح 13 أيلول حيث أعرب، ملادينوف، عن القلق البالغ إزاء أعمال العنف واستمرار الاشتباكات في البلدة القديمة بالقدس، وما حولها.
وقال ملادينوف، إن الاشتباكات أدت إلى إصابة نحو 60 شخصا بجراح، مشيرا إلى استمرارها على مدى ثلاثة أيام مضيفا انه "فيما تواجه منطقة الشرق الأوسط مدا وحشيا للإرهاب والتطرف، فإن مثل هذه الاستفزازات الخطيرة يمكن أن تشعل أعمال العنف فيما أبعد من جدران البلدة القديمة بالقدس" وقال انه يحث جميع القادة السياسيين والدينيين والمجتمعيين على ضمان التزام الزائرين والمصلين بضبط النفس واحترام قدسية المكان. على جميع الأطراف مسؤولية الامتناع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية. من الحتمي الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي بما يتوافق مع الاتفاقات بين إسرائيل وجلالة ملك الأردن باعتباره صاحب الوصاية على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس." وشدد ملادينوف على أهمية النهوض بنهج شامل يتألف من أفعال جريئة وحاسمة على الأرض في المنطقة وبالعالم، وقال إن ذلك سيتطلب إدخال تغيير سياسي ذي مغزى من قبل إسرائيل والتزاما من الجانب الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقة.
وأعرب عن تفاؤله إزاء الجهود الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة لتخفيف بعض القيود في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفي غزة داعيا الحكومة الاسرائيلية إلى توسيع تلك التدابير لمعالجة التحديات الإنسانية والاقتصادية والمتعلقة بالبنية الأساسية.
وحول غزة, قال ملادينوف، ان الوضع هناك مازال غير مستقر في ظل زيادة الشعور بالاستياء من قبل السكان موضحا "ينقطع التيار الكهربائي لمدد تتراواح بين اثنتي عشرة وست عشرة ساعة يوميا، أربعون ألف موظف في القطاع العام لم يتلقوا رواتبهم الكاملة منذ عام. إن سكان غزة يعانون. ستواصل الأمم المتحدة دعم جهود المؤسسات الشرعية الفلسطينية والتواصل مع جميع الفصائل من أجل ضمان معالجة التحديات الإنسانية والأمنية في غزة." واضاف ملادينوف إن جماعات مسلحة في غزة أطلقت خمسة صواريخ خلال الشهر الماضي على إسرائيل فيما تم اختبار إطلاق عشرة صواريخ أخرى باتجاه البحر. وأضاف أن قوات الأمن الإسرائيلية قامت بعمليتي قصف جوي في القطاع، لم يسفر أي منهما عن وقوع إصابات. وقال إن مثل تلك الحوادث تؤكد هشاشة الوضع في غزة الذي يوفر تربة خصبة لنمو التطرف بما سيقوض في النهاية هدف إقامة الدولة الفلسطينية.
وشدد ملادينوف على أن جهود تحسين الوضع في غزة ستواجه صعابا كبيرة، بدون مصالحة ووحدة فلسطينية حقيقية.
من جانبه، أدان المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الاعتداء الأخير الذي قامت به "إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، ومتطرفون يهود" ضد المسجد الأقصى.
وأعرب منصور في حديثه للصحفيين بالامم المتحدة عن أمله في أن يقوم مجلس الأمن باتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد للاعتداء الذي اعتبره حساسا ليس فقط للفلسطينيين بل للأمة الإسلامية جمعاء.
وقال انني "أعتقد أن الوضع حساس جدا، لأن متطرفين من الجانب الإسرائيلي يحاولون من خلال التنسيق مع إسرائيل- القوة القائمة بالاحتلال- ومساعدتها، تقسيم المسجد الأقصى لفرض وجود يهودي، ولتكرار الوضع الذي نراه في الحرم الإبراهيمي بالخليل. إن هذه المسألة حساسة جدا بالنسبة للأمة الإسلامية وليس فقط بالنسبة للفلسطينيين. وإذا حصل هذا الأمر، فإنه سيسمح للمتطرفين من الجانب الإسرائيلي بنشر وتيرة المواجهات الدينية حول المواقع الدينية في القدس. وهذه المواجهات الدينية بين اليهود والمسلمين ستحقق حلم داعش، الأمر الذي سيترتب عليه تداعيات ستؤثر على كل بقاع الشرق الأوسط وما بعده.