إغلاق صحيفة تركية نشرت صورة سيلفي مركبة للرئيس التركي مع نعش جندي!

المدينة نيوز :- داهمت الشرطة التركية في إسطنبول مقر مجلة نقطة وصادرت نسخ عددها الأخير الذي نشر على صفحته الأولى صورة مركبة للرئيس رجب طيب أردوغانوهو يلتقط لنفسه صورة “سيلفي” مع نعش جندي قتله المتمردون الأكراد، في تلميح إلى تصريحات أدلى بها من قبل بأن أسر الجنود الذين قتلهم مسلحون أكراد ينبغي أن تفرح باستشهادهم.
وأفاد رئيس تحرير “نقطة” جوهري غوفان أن قوى الأمن توجهت ليلا إلى مدخل مقر المجلة. وكتب على حسابه على تويتر “الشرطة على أبوابها. الساعة الآن الواحدة والنصف. أعتقد أن أعداد نقطة ستصادر”. وبعد أن اتضح أن المبنى خال، عادت الشرطة مجددا وصادرت النسخ.
وأكد غوفان أن حكومة حزب العدالة والتنمية لا تحترم أبسط معايير حقوق الإنسان وحرية الصحافة عبر قوله “أردوغان حوّل النظام في تركيا إلى نظام استبدادي دكتاتوري لا يقبل بأي صوت معارض مهما كان شكله وحجمه”.
ونشرت صحيفة حرييت نسخة من قرار نيابة إسطنبول الذي أمر بمداهمة مقر مجلة نقطة ومصادرة عددها الأخير وحجب موقعها على تويتر بتهمة إهانة الرئيس ونشر دعاية إرهابية. وتبدو على غلاف المجلة صورة مركبة لأردوغان يبتسم وهو يلتقط لنفسه صورة بهاتف ذكي، أمام نعش جندي مغطى بالعلم التركي.
وتعرض أردوغان لحملة انتقادات واسعة في صفوف مستخدمي التواصل الاجتماعي الأتراك والعرب، وكتب حسين علي “سلفي داعشي في دولة أردوغان الفاشلة” وأضاف آخر “ألا يتعظ أردوغان من تاريخ الحروب، ألا يعلم أن الحرب ضد الإعلام هي حرب خاسرة مهما كانت قوته؟”.
وعلقت مغردة كردستانية “عاهدنا على ري هذا الأرض بدمائنا فيا أيها الدواعش قولوا لسيدكم أردوغان لا نخاف منكم”. ودون آخر “نعم أردوغان يريد أن يكون جيشنا حطبا في معركة اختلقها هو وحزبه” وسانده رابع “المستفيد الوحيد من الحرب مع الأكراد هو أردوغان..الشعب لا يريد الحرب”.
وأضاف معلق “نظام أردوغان يظن أن حجب الصحف سيمنع وصول الحقيقة، هذا الهجوم سيزيد من شعبية صحيفة نقطة وكل الصحف المساندة لها”.
وكتبت معلقة عربية “من يرى كيف يحشر أردوغان أنفه في كل قضايا العرب يفكر أن الوضع في تركيا على ما يرام.. الرئيس التركي لا يزال بإمكانه تكميم الأفواه”.
وساندها آخر “ في خضم كل هذا التطور التكنولوجي..يوجد شخص يترأس تركيا يظن أن منع إصدار صحيفة يعني عدم وصولها إلى الناس”.
وعلق مستخدم “كل ممنوع مرغوب فيه..منع مجلة نقطة من الصدور سيزيد من شعبيتها وسيعطيها مصداقية أكبر بين القراء”.
رئيس تحرير مجلة نقطة يتهم أردوغان بتحويل النظام إلى نظام استبدادي دكتاتوري لا يقبل بأي صوت معارض
وصورة السيلفي تعكس انتقادات كثيرين من معارضي الرئيس التركي الذين اتهموه باستغلال المواجهات بين الجيش ومتمردي حزب العمال الديمقراطي للفوز في الانتخابات التشريعية المبكرة في الأول من نوفمبر المقبل. ورفض أردوغان هذه الاتهامات بشدة.
وأفادت نقطة أن غلافها مستوحى من صورة مركبة مشابهة نشرت في 2013 في صحيفة الغادريان يبدو فيها رئيس الوزراء السابق توني بلير وهو يلتقط لنفسه سيلفي أمام دخان أسود متصاعد ناجم عن انفجار في حرب العراق.
يشار إلى أن صحفا ووسائل إعلام بريطانية نشرت في وقت سابق صورة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير مشابهة لصورة أردوغان هذه، إلا أن السلطات البريطانية لم تقم حتى بدعوى قضائية ضدها ولم تداهم مقارها.
وقال جوفين في بيان له “يا بلدي الحر! لم ترفع حتى دعوى قضائية في بريطانيا ضد مجلة نشرت صورة توني بلير على غلافها”. وأضاف غوفان في البيان نفسه “إننا لا نفتري، ولا نكذب، وهذا الغلاف نحن على يقين أن معظم الشعب يسانده”.
واعتبرت الصحف الموالية لرئيس الجمهورية أردوغان أن نشر مثل هذه الصور يمثل إهانة لمكانة شخصية كبيرة في الدولة من قبل مجموعة غولن وتمثل في نفس الوقت اتهاما علنيا لرئيس الجمهورية بأنه السبب الرئيسي في اندلاع الاشتباكات بعد رفضه تشكيل حكومة ائتلافية وتوجيه البلاد نحو انتخابات مبكرة وفقا لرغبته في الحصول على المقاعد البرلمانية الكافية ومن ثم تشكيل حزبه حكومة بمفرده. وغالبا ما تتعرض الحكومة التركية الإسلامية المحافظة لانتقادات منظمات حرية الصحافة التي تندد بممارستها للضغوط على وسائل الإعلام.
ويتعرض الكثير من الصحفيين لملاحقة قضائية بسبب “إهانة” الرئيس، كما تم في الشهر الحالي ترحيل صحفيين بريطانيين اثنين وأخرى هولندية كانوا يغطون المعارك بين الجيش والمتمردين الأكراد. وشهد الحقل الإعلامي في العامين الماضيين عمليات نقل وطرد طالت بشكل مفاجئ عشرات الصحفيين في وسائل الإعلام التركية، وتقول المعارضة إنها جاءت استجابة لضغوط من السلطة. كما تستعر الحرب بين أردوغان ووسائل الإعلام نظرا إلى اقتراب الانتخابات المبكرة، ويعول الرئيس التركي على أجهزته الأمنية لتكثيف حملات المراقبة بهدف منعها من قول الحقائق كاملة وخاصة في ما يتعلق منها بالحرب على الأكراد.
كما نظام رجب طيب أردوغان يعمد من حين إلى آخر إلى إجراء تضييقات خانقة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها تويتر وفيسبوك وغيرها قد يصل أحيانا إلى حد الحظر أو حجب الوصول إليها.