حدائق الملكة رانيا العبدالله ...فضاء ترفيهي وتنويري وخدماتي لأبناء شرق عمان

المدينة نيوز:– تتنوع النشاطات والخدمات التنموية التي تقدمها حدائق الملكة رانيا العبدالله لأبناء مناطق شرق عمان تحت عنوان "خدمة المجتمع المحلي وتوفير متنفس طبيعي في الأحياء المكتظة سكنياً وصناعياً ".
مساحات خضراء وملاعب والعاب ترفيهية، وعروض مسرحية تربوية وبرامج تعليمية وتدريبية وعروض كرنفالية في المناسبات والأعياد الدينية والوطنية، ونشاطات وخدمات تنموية متعددة تقدمها الحدائق عبر مراكزها (مركز تنمية المرأة، ومركز تنمية الطفولة، والعيادات الطبية) بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني.
وتقول مديرة الحدائق غيداء الحديد خلال جولة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) للاطلاع على مرافق ومبادرات الحدائق، إن هذا الصرح الذي أنشىء عام 2002 يعد من أبرز الأذرع التنموية الثقافية والإجتماعية والرياضية لأمانة عمان الكبرى الهادفة الى تنمية المجتمع عبر رعاية الأطفال وتطوير قدراتهم الذهنية والبدنية وتنمية المرأة وتدريبها و نشر المفاهيم الثقافية والرياضية والصحية والتربوية بين أفراد المجتمع المحلي .
وتشير الى ان هذه الحدائق التي تبلغ مساحتها 26 دونماً تقدم خدماتها لمختلف فئات المجتمع من خلال مراكزها، موضحة أن مركز تنمية الطفولة يضم مكتبة للأطفال تعنى بإقامة مهرجانات للأطفال (مسرحيات وفعاليات متنوعة ورسم على الوجوه، وكرنفالات في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية)، ومبادرة التعليم عن طريق اللعب للأطفال من عمر 3 إلى 4 سنوات، وبرامج تعليمية تتعلق باللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات، كما يضم مركز تنمية الطفولة فريق واعدين لكرة القدم حيث يتم تدريبهم بالتعاون مع مدينة الملك عبدالله الثاني الرياضية.
وتبين ان مركز تنمية المرأة يعنى بتنمية مهارات السيدات "مهارات وظيفية" ضمن برنامج تمكين المرأة اقتصادياً، وذلك عبر تعلم مهن صناعة الصابون وأعمال القش والرسم على الزجاج وصناعة الشوكولاته وغيرها، إضافة إلى وجود مشغل خياطة يقدم دورات متخصصة ومجانية لتعلم هذه المهنة، وبرنامج متكامل من الدورات المخصصة للمرأة وفق خطط زمنية محددة.
وتقول الحديد إن لجنة سيدات حدائق الملكة رانيا، هي اللجنة الوحيدة في أمانة عمان التي تعنى بالعمل التطوعي وخدمة المجتمع المحلي، وتسهم في رفع المسؤولية الإجتماعية لدى أفراد المجتمع المحلي وإبراز "دور خلاق" لهم في التنمية.
وتقول أم مصطفى إحدى أعضاء لجنة سيدات الحدائق قبل 8 سنوات سمعت عن الحدائق ودورها المجتمعي الأمر الذي دفعها للتوجه والتسجيل في مختلف الدورات والأنشطة التي تقدمها الحدائق والإستمرار بذلك لغاية الآن، مضيفة أنها إستفادت بشكل كبير من تلك البرامج كزراعة الأشتال، والأسطح والشرفات، وصناعة أواني وسلال من القش والديكورات، إضافة إلى الأعمال التطوعية المتعددة التي تقوم بها اللجنة، مبينة بأنه خلال شهر رمضان المبارك قامت بتوزيع حوالي 137 طرداً غذائياً لعائلات معوزة بعد تجهيزها ذاتياً من قبل أعضاء اللجنة والعاملين في الحدائق.
وتبين أم مصطفى ان المهارات المختلفة التي اكتسبتها من البرامج مكَنتها وزميلاتها أعضاء اللجنة من تدريب سيدات أخريات على مختلف الأعمال والمهارات التي تعلموها، الأمر الذي شكل دافعاً لتشجيع سيدات المنطقة للإقبال على الحدائق والاستفادة من خدماتها.
وتوضح المهندسة الحديد أن الحدائق توفر إلى جانب مراكزها عيادات طبية تقدم خدماتها لمختلف الأعمار مجاناً، حيث تتكون من "مركز فحص السمعيات" و"مركز المشورة الأسرية" الذي يعمل بالتعاون مع مؤسسة نور الحسين، وبرامج "متابعة الصحة الإنجابية" وتنظيم الأسرة والتي بدورها تقدم خدمات رعاية صحية مجانية مع فحص (الترا ساوند) وتوزيع الفيتامينات للسيدات.
واوضحت ان مركز فحص السمعيات الذي يعد من أبرز عيادات الحدائق، يعمل منذ ثلاث سنوات بالتعاون مع نادي ليونز عمان ويقدم خدماته لمختلف الأعمار مجاناً، حيث بلغ عدد المستفيدين أكثر من الف مستفيد سنوياً.
وتقول مشرفة مركز فحص السمعيات الأخصائية فاتنة أبو الحلاوة، إن المركز يقدم خدمة فحص السمع مجاناً لأبناء المجتمع المحلي في منطقة شرق عمان وما حولها، خاصة الأطفال دون سن 12 عاماً، بهدف الحد من تزايد ضعف السمع لديهم، موضحة بأنه يتم إجراء مخطط سمع دقيق بأحدث الأجهزة، وفي حال وجود أية مشاكل سمعية يتم إبلاغ المريض مراجعة مستشفيات وزارة الصحة لمتابعة العلاج اللازم.
وتقول إحدى السيدات التي قامت بفحص طفليها في المركز أم مصعب " بأنها علمت عن وجود المركز عبر صديقتها، حيث قامت بالتوجه لفحص طفليها التوأم (مصعب وصهيب) اللذين كانوا يعانون مشاكل في الأنف والأذن والحنجرة، مشيرة الى ان تردي وضعها المادي حال دون إجراء فحص متخصص لهما في مكان آخر، مشيدة بخدمات المركز وحسن معاملة القائمين عليه.
وبحسب الحديد بلغ عدد المستفيدين من خدمات العيادات الطبية منذ بداية هذا العام وحتى نهاية شهر تموز الماضي أكثر من 2500 شخص.
وتشير المهندسة الحديد الى أبرز التحديات التي تواجه الحدائق والمتمثلة بنقص عدد الموظفين والبالغ 55 موظفاً، ويعد هذا قليل نسبياً مقارنة بحجم الخدمات التي تقدمها الحدائق، وسلوكيات بعض افراد المجتمع المحلي في إيذاء أجزاء من الحدائق إضافة إلى التحدي المادي الذي تعاني منه الحدائق وخاصة في ظل دراسة مشاريع ومبادرات مستقبلية تحتاج إلى دعم مادي أكبر مما هو عليه حالياً، اضافة الى ضرورة اقامة مسرح للأطفال وتطوير الدعم عبر التشاركية مع مؤسسات المجتمع المحلي. وحول الشراكات التي تعكف الحدائق على إنجازها تشير الحديد الى أهمية وجود شراكة مع وزارة الصحة لإقامة عيادة علاج للمدخنين داخل الحدائق، والهيئة الخيرية الهاشمية لبناء بيوت متخصصة لتنمية الطفولة ضمن مواصفات تربوية خاصة، وبناء بيت بلاستيكي للزراعة لتعليم الزراعة الحضرية (الزراعة في البيت ومن ثم بيع المنتج وتسويقه) وتعليم الطلاب البستنة (زراعة البذور وتكييسها).
وتبين أن التخطيط المسبق ضمن خطة أمانة عمان الإستراتيجية وتحديد إحتياجات أبناء المنطقة، والكادر المؤهل الذي تم تطويره بشكل أصبح أكثر قدرة على التعامل مع المجتمع المحلي لزيادة "التشاركية" وتعزيزها، يقفان وراء نجاح حدائق الملكة رانيا العبدالله وتميزها.
(بترا)