100 حالة إنتحار في الاردن خلال العام 2014

المدينة نيوز - : استضافت جمعية معهد تضامن النساء الأردني يوم الأربعاء الماضي ( 16/9/2015 ) ضمن برنامجها الأسبوعي "أمسيات تضامن" الدكتور نائل العدوان مدير المركز الوطني للصحة النفسية والدكتورة سعاد غيث من الجامعة الهاشمية للحديث حول دور الأسرة والمجتمع في الحد من مشكلة الانتحار، واقتراح الحلول الوقائية والعلاجية وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار.
وأبدت الإعلامية عبيده عبده التي أدارت الحوار ترحيبها بالحضور والضيوف، بدورها تحدثت الدكتورة سعاد غيث عن أسباب الإقدام على الانتحار والمتمثلة بــ: الانتقام من الأهل، عدم وجود مهارات لإدارة الأزمات على اختلاف أنواعها (عاطفية، اجتماعية، اقتصادية)، عدم الوعي للآثار المترتبة لإرتكاب هذه الجريمة بحق النفس.
وترى غيث بأن الانتحار ليس مرتبط بفئة عمرية معينة أو حتى مستويات اجتماعية محددة حيث من الممكن أن يرتكبها (النساء، الرجال، الأطفال، الشباب) على حد سواء.
وركزت غيث على أهمية دور الأسرة في الإحتواء والعدول عن إرتكاب إيذاء النفس من خلال تعليم الأبناء مهارات الحياة المختلفة في أعمار مبكرة وبناء فرد سوي قادر على التكيف مع الظروف المحيطة دون اللجوء إلى إنهاء الحياة بطريقة لا مسؤولة.
من جانبه يرى الدكتور نائل العدوان الانتحار بأنه قرار فردي يعكس ظروف الفرد المُقدم على الانتحار وهو شعوره باليأس وعدم أهمية الحياة نتيجة تعرضه لأي أزمة تتعلق بوضعه الاجتماعي أو الصحي أو النفسي.
وخلال المناقشات تم استعراض لحالات أقدمت على الانتحار منها إقدام فتاة عشرينية على الانتحار بسبب خلاف مع والدتها على مبلغ من المال رفضت والدتها إعطاءها إياه مهددة بأنها ستنتحر وفعلت وفارقت الحياة، إلا أن هذه الحالة يُعتبر قيامها بذلك نوع من لفت الانتباه إليها من قبل الأهل.
ومن مداخلات الحضور هل من الممكن أن يُقدم فرد طبيعي لا يشكو من أية أمراض نفسية أو مشاكل إجتماعية على الانتحار؟ وكانت الإجابة بنعم من الممكن أن يتعرض الفرد الطبيعي لأي مشكلة اجتماعية أو اقتصادية أو صحية أو فقدان أحد الأعضاء من جسده بأن يلجأ إلى إنهاء حياته بنفسه حيث يرى من وجهة نظره بأن الانتحار هو الحل الأنسب.
وتشير "تضامن" في بيان لها أصدرته سابقاً إلى التقرير السنوي الصادر عن إدارة المعلومات الجنائية في الأردن لعام 2014 الذي يبين بأن عدد حالات الإنتحار إنخفض خلال عام 2014 بنسبة 7.4% حيث سجلت 100 حالة إنتحار، فيما شهدت خلال السنوات الخمس السابقة تزايداً ملحوظاً، فخلال عام 2009 كان هنالك 34 حالة إنتحار وخلال عام 2010 وصلت الى 49 حالة إنتحار، وتراجعت خلال عام 2011 الى 39 حالة، لتعود وترتفع خلال عام 2012 الى 86 حالة، ووصلت خلال عام 2013 الى 108 حالات إنتحار، ولم يشر التقرير الى عدد الذكور والإناث من مجمل الحالات.
وبين التقرير بأن عام 2014 شهد 21 حالة إنتحار بين العاطلين عن العمل، و 15 حالة إنتحار بين الأجانب، و 10 حالات إنتحار بين الأحداث، و 7 حالات إنتحار بين الطلاب. وتعتقد "تضامن" بأن عدد كبير من حالات الإنتحار بين الأجانب هي لعاملات منازل من جنسيات مختلفة.
وتضيف "تضامن" بأن تزايد حالات الإنتحار في الأردن وخاصة بين النساء والفتيات حيث طالعتنا صحف اليوم بخبر إحباط محاولة إنتحار فتاة عشرينية من فوق جسر عبدون، والعثور قبل أيام على فتاة معلقة بحبل على شجرة في منطقة ناعور، تتطلب من كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية ومن المجتمعات المحلية، ومن الأسر والعائلات العمل معاً ضمن إستراتيجية وقائية شاملة تقف بشكل خاص على الأسباب المؤدية للإنتحار وكيفية التصدي لها ومعالجتها، وطرق وأساليب الوقاية من الإنتحار، ورفع الوعي بمخاطره الصحية والمجتمعية، ووسائل تقديم العون والرعاية والعلاج عند الضرورة للضحايا المحتملين و/أو الناجين والناجيات منه.