الاردن يشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للسلام

المدينة نيوز:- يشارك الاردن اليوم الاثنين احتفالات العالم باليوم العالمي للسلام، تحت عنوان ( شراكات من اجل السلام / حياة كريمة للجميع).
يأتي احتفال هذه السنة تعزيزا للمثل العليا للسلام في الأمم والشعوب فيما بينها ، كما تتيح هذه الذكرى السنوية فرصة لتأكيد التزام الأمم المتحدة بالغايات التي أنشئت لأجلها المنظمة والمبادئ التي قامت عليها.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالته بهذه المناسبة عن امله في تسليط الضوء على أهمية التعاون على إسكات دوي الأسلحة والنهوض بقضية السلام، داعيا كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف للأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى إحياء ثقافة السلام ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة به.
ويقول الخبير السياسي الدكتور عبدالله نقرش، انه من حيث المبدأ تعتبر قضية الامن والسلام الدوليين هي القضية المركزية للانسانية المتحضرة وبالتالي نشطت المجتمعات عبر التاريخ الى الوصول الى حالة من السلام وكأن التاريخ الانساني صراع بين السعي الى السلام والسعي الى تحقيق المصالح، وللاسف يبدو التاريخ في بعض الاحيان بأنه تاريخ الحروب أكثر من أنه تاريخ سلام.
واشار الى انه من الضروري التركيز على التوجيهات الانسانية العلمية والثقافية والفلسفية باتجاه تأكيد قيم الحرية والكرامة والديمقراطية لانها تنتج ثقافة سلام اجتماعي ودولي ، بينما تنتج ثقافة فئات السيطرة وتحالفاتها، الحروب والكراهية والتخلف، مبينا اهمية قيام الامم المتحدة بوظائفها بقدر ما تخدم هذه القضية.
واوضح نقرش انه على الرغم من اختلال توازن القوى بين الدول الاعضاء في الامم المتحدة، الا ان احدا لا يستطيع ان يقاوم برامج التوعية الانسانية لخير الانسانية، فهنالك فرصة جيدة لكل عناصر الاخاء الانساني والخير الانساني للقيام بأدوارها على الرغم من سيطرة قوى غاشمة دولية ذات مصالح خاصة مثل القوى الامبريالية الدولية والقوى والجبروت والغطرسة وقوى الرأسمالي الاحتكاري العالمي على ساحة الفعل السياسي الدولي.
واوضح انه وعلى الرغم من كل هذه التداعيات فان هناك قوى كامنة يمكنها ان تصحح التوغل الدولي لمصلحتها وهي قوى الشعوب مجتمعة ، فلقد دخلت الشعوب خلال العقدين الاخيرين ساحة الفعل السياسي كعامل حاسم لاحداث التغيير نحو الافضل، ونعتقد ان هناك امكانية لاستمرار فعالية هذا العامل مستقبلا ولأن معضلة فعله الاساسية تدفع اتجاه التصالح والتعاون والخير الانساني.
وقال ان واجبنا كأفراد وجماعات وكأجهزة اعلامية وثقافية ان نوسع نطاق ثقافة السلام الاجتماعي والدولي ما بين الكيانات السياسية والانسانية ما بين الشعوب المختلفة لتحقيق مجتمع انساني افضل خصوصا اننا في عصر ثورة الاتصالات والانفتاح على الثقافات والافكار بلا قيود وبلا حدود بما يمكن صياغة ثقافة عالمية للسلام وللانسانية ومحاصرة ثقافة الانحياز والتعصف والتطرف.
من جهته قال مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى اللواء الركن الطيار المتقاعد محمود ارديسات اننا في الاردن من اكثر الشعوب المحبة للسلام ، ومساهمتنا في حفظ السلام كانت وما زالت منذ قرون وعقود.
واضاف عندما ننظر الى العالم العربي اليوم نجد اننا نرزح تحت مشاكل كبيرة وعظيمة وفوضى عارمة سواء في سوريا او العراق او اليمن او ليبيا او في اي منطقة اخرى لذلك كل ما تم عمله من اجل السلام والامن الدولي لم يؤت ثماره في منطقة الشرق الاوسط وبالاخص في المنطقة العربية، ومع ذلك فنحن دعاة سلام وسنبقى نواصل مهمتنا النبيلة في الحفاظ على السلام اينما احتاجتنا شعوب اخرى تتعرض الى كوارث او تتعرض الى صراعات، وما نتمناه ان يعم السلام في العالم بما فيها المنطقة العربية وبالاخص في فلسطين وجوارنا في سوريا والعراق وقال نتمنى على الامم المتحدة ان تنظر الى السلام بعين شمولية وخاصة في منطقة الشرق الاوسط وفي المنطقة العربية بشكل عام بحاجة الى تعزيز ثقافة السلام من خلال اعادة نظر في المناهج والتربية والتعليم والحث على حقوق الانسان خاصة في المناطق التي تتعرض الى نزاعات مثل سوريا والعراق حتى نستطيع مجابهة الفكر المتطرف، فغياب السلام في المنطقة هو الذي اوجد الايدولوجيات المتطرفة والفكر المتطرف والارهاب الذي نعاني منه اليوم .
واشار ارديسات الى ان دور الامم المتحدة ليس معالجة الشكل وانما صلب الموضوع وحل الكثير من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية بما يخفف من شدة التطرف ومن الفكر المتطرف ليحظى العالم بالسلام ، ذلك ان الفكر المتطرف الذي اضر المنطقة العربية سيضر في مناطق اخرى.
فيما ناشد الناشر وعضو منظمة السلام والاغاثة وحقوق الانسان الدولية الدكتور عدنان زهران أصحاب القرار بالعمل على غرس السلام والبعد عن العنف وعدم اللجوء الى القوة، وكل قادة العالم السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين بزرع ثقافة السلام والذي يحتاجها كل حي وبها تسود الطمأنينة .
وقال بأن السلام حق غير قابل للتناقص وهو فرض وواجب على كل ابناء البشر حيثما كانوا ومهما كان لونهم او دينهم او عرقهم، كما ان التعايش السلمي الذي تنادي به كل منظمات السلام في العالم على رأسها الأمم المتحدة يجب أن يسود وأن يكون البديل الأقرب الى الانسانية ليحقق المساواة والعدل الذي يجلب السلام بالضرورة الذي هو الاصل في النفس البشرية.
(بترا)