الطابع السياسي والديني يسيطر على الحوارات الشعبية الاردنية خلال العيد

المدينة نيوز :- سيطر الطابع السياسي والديني على جلسات الاردنيين ،خلال استقبالهم للعيد ، وتناولوا باحاديثهم وحواراتهم الاحداث في المنطقة ، وتناقلوا احاديث ومواقف جلالة الملك عبدالله الاخيرة واصداء زياراته داخليا وخارجيا بالفخر والاعتزاز ، والاحداث المؤلمة التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة وما يتعرض له الاقصى.
ويجمع الاردنيون على حكمة وعبقرية جلالة الملك عبدالله في ادارة الشؤون السياسية على مستوى المحلي والاقليمي ودوره الفاعل عالميا ، الذي ساهم في المحافظة على نعمة الامن والامان والعيش الكريم للمواطن الاردني ، رغم شح الامكانيات وقلة الموارد وظروف الحياة الصعبة .
كما اكدوا على ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية ، والمحافظة على الوحدة الوطنية ، ورص الصفوف وعدم الالتفاف الى الشائعات التي تحاول ان تضع اسفين الفرقة بين ابناء الاسرة الواحدة ، ونبذ كل اشكال الفتنة الجهوية والطائفية والمذهبية ، والتوجه الى البناء الوطني ، والتماسك الشعبي ضد المؤامرات التي تحاك ضد وطننا الحبيب من القوى الضالة ، ومحاربة كل اشكال الفرقة التي تستهدف الوطن .
واوضح الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد جرادات بان الاردنيين من اكثر الشعوب العربية ثقافة ومعرفة ، والاهتمام بالقضايا السياسية لانهم يعيشون في منطقة آمنة وسط اقليم ملتهب ،اضافة الى ان الاردن باعتباره منطقة آمنة يلجأ اليه احرار الامة ، ويتصدر الجانب السياسي مقدمة اهتمامات الشعب الاردني ، ويطغي على الجانب الاقتصادي الذي يرتبط بمستلزمات العيد .
واضاف ان ابرز النقاط الايجابية في الواقع الاردني هو ان نظام الحكم الملكي الهاشمي العريق متصالح مع الشعب والشعب واع لمنجزاته في جميع المجالات لذا هناك ارتباط عضوي بين القيادة والشعب لذلك المواطن الاردني في جميع مناسباته تجد الطابع السياسي يطغى على كل الاحاديث وتشعر بان كل مواطن على علاقة وطيدة مع نظامه ، وتجده يتحمل كل شيء من اجل ان يبقى الاردني واحة امن وامان .
وبين رجل الاعمال الاردني والرئيس الفخري لملتقى اربد الثقافي المهندس هشام التل بأن طابع الالفة والمحبة الذي يربط بين الشعب الاردني ، والذي يعيش على ارض مباركة ، عاش فيها ودفن بعض الانبياء والصديقين والصالحين حيث عطروها بالفرحة والمحبة والسلام .
واشار الى ان الشعب الاردني منحه الله عطاء الا هو في ان يبقى البلد الصغير صاحب القلب الكبير ، ان يستقبل كل مستجير ، معتبرا ان المهجرين من العرب للأردن من بلادهم هم ضيوف مرحب بهم ، وما يقوم به الاردني ليس نفاقا بل هي طبيعة متأصلة بالشخصية والعقلية الاردنية التي هي عروبية اسلامية .
وبين الشيخ خلف الحماد ان العروبية والاسلامية والقومية تعيش في نفوسنا كأردنيين وقدمنا ولا نزال مواكب الشهداء دفاعا عن الامة فنحن سياسيون بطبعنا وتشكل قضايا الامة في تفكيرنا محورا كبيرا في حياتنا .
واشار الى ان الخطاب السياسي المحلي والعربي شكل مساحة كبيرة في مجالسنا واحاديثنا خاصة تلك الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى الصين وكوريا الجنوبية واثارها الايجابية ليس ذلك فحسب وانما تلك التصريحات التي دعا اليها جلالة الملك عبدالله الثاني وهي نبذ خطاب الكراهية في الوقت الذي يدعو في الاسلام الى السماحة والمحبة والتكافل والتراحم وكذلك مناقشة كل الاخبار المتعلقة بالمسجد الاقصى وما يتعرض له من اعتداء من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي .
ولفت عضو مجلس النواب الاردني الدكتور محسن الرجوب الى أن طبيعة الشعب الاردني مضياف ، ويتسم بالشجاعة والنخوة والشهامة ، وقد شكلت عقليته الاحداث السياسية والظروف البيئية القاسية ، لذا تجده يستجمع كل قواه ويقدم كل ما يملك من اجل الوقوف الى جانب اخيه العربي او المسلم ، وبالتالي فقد استحوذ على احاديث العيد في المضافات واللقاءات الاردنية الجوانب السياسية والاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية .
واعتبر أن المكون الجغرافي الاردني ووقوعه وسط اقليم ملتهب منذ تاسيس المملكة الاردنية الهاشمية ، جعله مدرسة بل اكاديمية سياسية كبيرة ، خاصة وان دستوره ضمن له حرية التعبير ، وصان له حقوق المواطنة ، وفتح له تشكيل الاحزاب ، والروابط ، وتشكيل المجالس النيابية التي عرفت بسقف حرية عالية ومسؤولة .
وقال ان العيد سيكون مناسبة اجتماعية للنقاش والحوار في العديد من القضايا والاحداث السياسية والاقتصادية محليا وعربيا ودوليا مشيرا الى ما فجع به الشعب الاردني والعربي والاسلامي بحادثة الحرم المكي مؤخرا.
واعتبر استاذ الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك الدكتور عزام العنا نزة أن الاعياد مؤتمرات اجتماعية يتداول فيها الناس مجمع القضايا التي تمسهم ، وتهم مصالحهم ، ويطغى فيها الاتصال الشخصي الذي يعتبر من اكثر اشكال الاتصال تأثيرا وفاعلية .
وقال ان الاردنيين منذ فجر التاريخ وهم اصحاب مشروع نهضوي ، لذا تشكل العقل الاردني والشخصية الاردنية بالطابع السياسي ، اضافة الى الموروث الديني ، والعقيدة الاسلامية التي تكون الروح الانسانية الاردنية لذلك تجدهم يتأثرون باي حدث سياسي على مستوى الوطن العربي والاسلامي .
وبينت استاذ التربية الدكتورة دولت حرب بان احداث المسجد الاقصى تصدرت احاديث الناس واهتماماتهم ، اضافة الى احداث الحج في مكمة المكرمة التي راح ضحيتها عشرات الحجاج .
ولفتت الى ان العيد لدى الناس يختلف باختلاف اهتماماتهم ورغباتهم وهو بالنسبة للأطفال يشكل فرحة في الاقبال على الشراء والالعاب والهدايا في حين يشكل عند غيرهم فرصة للسهر والسمر وتجاذب اطراف الحديث خاصة في قصص المورث الشعبي لدى معظم الناس.
ودعت حرب خلال ايام العيد الى الاقبال على التصالح مع الغير ونبذ الخلافات والتشارك والتصافح وفتح صحفة جديدة قائمة على المحبة والاحترام والتقدير والانجاز.