خطبة الجمعة المقترحة : ترشيد استهلاك المياه والمحافظة عليها
تم نشره الجمعة 02nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 12:02 صباحاً

خطبة الجمعة المقترحة - تعبيرية
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 2/10 /2015م ، والتي حملت عنوان : ترشيد استهلاك المياه والمحافظة عليها .
- إن نعم الله تعالى علينا لا يحدها حد ولا يحصيها عد ولا يستثنى من عمومها أحد فهي نعم عامة وسابغة قال تعالى:(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) النحل 18،ومن أَجَل نعم الله وأعظمها نعمة الماء، كيف لا والماء مصدر الحياة يقول عليه الصلاة والسلام: (كل شيء خلق من ماء) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد، إن الماء عصب الحياة ورد ذكره في القرآن في 59 آية كلها تشير إلى أهميته، تحدث القرآن الكريم عن المياه النازلة من السماء أو الخارجة من الأرض أو المختزنة فيها لوقت الحاجة. قال تعالى :(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض) الزمر21، فلولا الماء ما كان الإنسان وما عاش حيوان وما نبت زرع ولا شجر ، فمن الماء يشرب الإنسان ومنه يخرج المرعى وبه تكسى الأرض بساطا أخضر. قال تعالى: (هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون) النحل 10.
- إن العالم يشهد في هذا الزمان مشكلات كبيرة في مصادر المياه يسبب التغيير المناخي والتطور الاقتصادي والصناعي والزراعي الذي يتطلب المزيد من المياه فضلا عن الزيادة في أعداد السكان ، ونحن في الأردن لسنا بمعزل عن هذه المشكلة بل إننا نعاني أكثر من غيرنا جراء شح الموارد المائية وضعف الإمكانات و كثرة الهجرات المتتالية إلى بلدانا والتغيير الناخي وحالة الجفاف والنمط الاستهلاكي الذي يسوده التبذير والإسراف في المياه، مما جعل حصة الفرد الواحد من المياه في جميع الاستعمالات تقل عن 123متر مكعب سنويا وهذا تحت خط الفقر المائي العالمي بألف متر مكعب سنويا فنسبة العجز في المياه هذا العام تصل من500 إلى 600مليون متر مكعب والمشكلة تتفاقم عاما بعد عام ويقدر الخبراء أن تصل مليار متر مكعب بعد عشر سنوات وهذا يهدد مستقبلكم ومستقبل أولادكم.
- إذا أردنا أن نحافظ على بلدنا وعلى مجتمعنا فعلينا أن نحافظ على مصادر المياه من الهدر والإسراف والتلوث. قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف 31.
إن من الإساءة والانحراف هدر الماء عن طريق الإسراف، كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام الاقتصاد في الماء فكان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد . فمن منا يطبق هذه السنة النبوية أو يقترب منها في هذا الزمان إلا من وفقه الله عز وجل والواجب على كل مسلم غيور أن يحاسب نفسه ويتقي ربه بهذه النعمة العظيمة.
- إن الوضع القائم يحتم علينا ان نجد حلولاً لهذه المعضلة تقوم على أساس المحافظة على الموارد وترشيد الاستهلاك ومنع الإسراف فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ ، فقالَ : ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ ؟ قالَ : أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ : نعَم ، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ) رواه أحمد وإسناده صحيح ،فعلينا أن نترك العادات السيئة مثل غسل السيارات بالخراطيم وغسل الخضار تحت الصنبور وسقي المزروعات بكميات كثيرة من المياه وإهمال صيانة الشبكات الداخلية فعلينا أن نتفقد صنابير المياه في البيوت وأن ننظف الخزانات بشكل دوري وأن نقوم بتركيب قطع توفير المياه التي من شأنها أن تقلل من قيمة الفاتورة الشهرية وأن تساهم بالمحافظة على المياه وترشد استهلاكها.
- ولقد كان أجدادنا يقدرون نعمة المياه فيقومون بجمع مياه الأمطار في آبار خاصة ليستفاد منها في ري المزروعات وعمليات تنظيف البيوت فالغيث نعمة عظيمة امتن الله تعالى بها على عباده فقال سبحانه وتعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به)الأنفال 11.
- لقد قرر ديننا العظيم مجموعة من القواعد والقيم للمحافظة على الماء وحمايته من التلوث فلقد نهى الإسلام عن الإفساد في الأرض فقال تعالى : (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) وتلويث المياه إفساد في الأرض لا يرتضيه رب العالمين ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد (رواه مسلم والنسائي وابن حبان) ، وتعلمون أن الإسلام ينهى عن الضر والضرار ولا ضرر كإلقاء النفايات في المياه لأن ذلك يعود بالضرر على الإنسان والحيوان والنبات.
- إن الاعتداء على المياه سواءً بتعطيل العدادات أو بتمديد خطوط خارجية دون علم السلطات المسؤولة كما نرى من الاعتداء على خط مياه الديسي مثلاً إن هذه الأفعال سرقة تنطبق عليها أحكام السرقة المقررة في الشرع الحكيم لأنها أخذ مال من حرزه خفية والله تعالى يقول :( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله) المائدة38، ويقول تعالى : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)البقرة 188
- الماء أهون موجود وأعز مفقود كما قالت العرب فمسؤولية الحفاظ على هذه النعم مسؤولية جماعية فالحفاظ على المياه حفاظ على الحياة يقول تعالى : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي)الأنبياء30.