الدفاع عن القدس ومحاربة الإرهاب يتصدران الأجندة الملكية في نيويورك

المدينة نيوز - : تصدرت قضايا الدفاع عن القدس والحرم القدسي الشريف، وجهود محاربة الإرهاب والتطرف، فضلا عن تطورات الأزمة السورية، وسبل دعم الأردن في تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين أجندة زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى مدينة نيويورك، والتي اختتمها يوم أمس الخميس، حيث ترأس الوفد الأردني المشارك في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وألقى جلالته، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، خطابا في الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، سلط فيه الضوء على جهود محاربة الإرهاب والتطرف، وما يتعرض العالم له من تهديد بسبب الخارجين عن الإسلام وقيمه الإنسانية النبيلة.
وقال جلالته إن "مستقبل العالم، كما نتطلع إليه جميعا، يتعرض لتهديد خطير من الخوارج، أولئك الخارجين عن الإسلام وقيمه الإنسانية النبيلة، والذين وصل بهم الأمر اليوم إلى تهديد المجتمع العالمي بأسره. فهم يستغلون الاختلافات الدينية لتقويض أسس التعاون والتراحم بين بلايين الناس، من جميع الأديان والطوائف، ممن يعيشون متجاورين في العديد من بلداننا".
وأضاف جلالة الملك في خطابه "لقد وصفتُ من قبل ما يشهده عالمنا اليوم بأنه حرب عالمية ثالثة، ويجب أن تكون استجابتنا لها بحجم التحدي، الأمر الذي يتطلب عملا دوليا وجهدا جماعيا على مختلف الجبهات".
وأكد جلالته أنه "يجب أن نكون جميعا على يقين بأن الجبهة الأكثر أهمية في هذه الحرب تدور رحاها في ميادين الفكر، ومبتغاها كسب العقول والقلوب. وعلينا جميعا أن نوحد الصفوف كمجتمع إنساني في هذه الحرب".
وأعرب جلالة الملك عن فخر الأردن "بالعمل لإطلاق مبادرات تبرز أهمية التسامح والحوار على مستوى العالم. وتجسيدا لذلك، أطلق الأردن مبادرات رسالة عمان، وكلمة سواء، والأسبوع العالمي للوئام بين الأديان، والأخيرة اعتمدتها الأمم المتحدة، قبل أربع سنوات، كحدث سنوي يهدف إلى تشجيع الناس عموما، والشباب على وجه الخصوص، لتبني المبادئ النبيلة للتسامح والتعايش".
وطرح جلالة الملك في خطابه، الذي حظي بأصداء واسعة، سبع خطوات لمحاربة الإرهاب والتطرف والفكر الخارج عن الدين وتكريس مبادئ التسامح والتعايش النبيلة، تتضمن العودة للأصول والجوهر والروح المشتركة بين الأديان وبين المعتقدات، وتغيير "لهجة خطابنا" كون العالم عرضة للتهديد عندما يسيطر العنف والغضب على هذا الخطاب، وكذلك، ترجمة المعتقدات إلى أفعال، وتعظيم صوت الاعتدال، وكشف زيف وخداع الخارجين عن الإسلام، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال التي تمثلها الأديان والمعتقدات واتخاذ موقف واضح ضد التطرف مهما كان نوعه أو شكله، وتعزيز التواصل، خصوصا من خلال شبكة التواصل الإلكتروني.
وشدد جلالة الملك، في خطابه، على أن مدينة القدس الأكثر تجسيدا للاحترام والتعايش، وقال "لا مكان أهم وأكثر تأثيرا لتجسيد الاحترام والتعايش من مدينة القدس، حيث الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية واجب مقدس، وهنا نضم صوتنا إلى المسلمين والمسيحيين في كل مكان رافضين التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة والهوية العربية لهذه المدينة".
وتناول الخطاب الملكي الجهود التي يبذلها الأردن لاستضافة اللاجئين السوريين، وتحمله جزءا كبيرا من عبء هذه الكارثة الإنسانية، وقال جلالته، في هذا السياق، "من واجب العالم أيضاً إيجاد الحلول وتقديم الإغاثة للملايين من اللاجئين في الشرق الأوسط، إذ نواجه اليوم نقصا هائلا تتعرض له برامج ومنظمات الأمم المتحدة الحيوية، بما فيها الأونروا، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي".
كما شارك جلالة الملك، إلى جانب عدد من قادة الدول ورؤساء الوفود، في القمة التي استضافها الرئيس الأميركي باراك أوباما لبحث جهود التحالف الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب وعصاباته في العالم.
وقال جلالته، في كلمة ألقاها خلال القمة، إنه "على امتداد العام الماضي، نجحت إرادتنا المجتمعة في الحد من إمكانيات عصابة داعش الإرهابية. ومن أهم الإنجازات أيضاً، نجاحنا في الحيلولة دون وصول هذه العصابة المجرمة إلى أهم مصادرها المالية الحيوية".
وشدد جلالة الملك على ضرورة وجود نهج "شمولي بنظرة أوسع وخطة عملية للقضاء على هذا التهديد بشكل نهائي، بالإضافة إلى الحاجة إلى حلول سياسية جامعة تشمل كل المكونات لمعالجة التحديات التي نواجهها".
وقال جلالته "من المهم أيضا تعزيز قدرة الأطراف المحلية على محاربة عصابة داعش، وإدارة الجهود العسكرية بطريقة تضمن تخفيف معاناتهم".
وأكد جلالته، في كلمته، أن "هذه المعركة هي معركتنا بالدرجة الأولى. وعلى الأمة الإسلامية جمعاء أن تقود هذه المعركة ترسيخا لحقيقة ديننا الحنيف وحمايته، مشددا على أنه بالرغم "من أن هذه الحرب تدور رحاها في ميادين القتال، إلا أنها لن تحسم إلا في ميادين الفكر".
كما أكد جلالته بأن "السماح للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالابتعاد أكثر فأكثر عن حل الدولتين يغذي قدرة المتطرفين على التجنيد. وعلى العالم بأسره آلا يصمت على انتهاكات حرمة المسجد الأقصى، والتي تؤدي بالضرورة إلى تقوية من يسعون لإشعال فتيل الصراعات الدينية".
ولفت جلالته، في كلمته، إلى أنه مع إيجاد فرص عمل للشباب وتوفير التعليم، وتحقيق الاستقرار في المنطقة بأسرها، ومنح الناس الأمل بدلا من الخوف والدمار، "يمكن لنا أن نعالج مختلف التحديات، بما فيها مشكلة تدفق اللاجئين، أولئك الهاربين من بطش الإرهاب سعيا نحو حياة كريمة بعيدا عن أوطانهم".
كما شارك جلالته، بحضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وعدد من قيادات الأعمال الأميركية والدولية، في اجتماع ضمن مبادرة كلينتون العالمية، تم تخصيصه لبحث دعم الأردن في مواجهة أعباء استضافة اللاجئين السوريين.
وعقد جلالته، على هامش المشاركة في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، العديد من اللقاءات مع ملوك وقادة الدول، ورؤساء الوفود المشاركين في هذه الاجتماعات.
وتناولت لقاءات جلالة الملك تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وآليات التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى حل سياسي شامل لها، وتحدي الإرهاب والتطرف وأهمية التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي للتصدي له بمنظور شمولي، ونشر رسالة الإسلام السمحة التي تمثل قيم الاعتدال والتسامح والوسطية.
كما ركزت لقاءات جلالته على الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وضرورة التصدي لها ومواجهتها بكل حزم كونها تهدد الأمن والاستقرار، وتقوض الجهود الدولية لدفع مفاوضات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد جلالة الملك، خلال اللقاءات، ضرورة تقديم المنظمات الدولية والدول المانحة المزيد من الدعم لتمكين الأردن من توفير الخدمات الاغاثية والإنسانية للاجئين السوريين.
وتطرقت اللقاءات أيضا لعلاقات التعاون التي تربط المملكة مع هذه الدول في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
وكان جلالته التقى العاهل الإسباني الملك فيليب السادس، والعاهل الهولندي الملك وليم ألـكسندر، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمد، ورئيس بنما خوان كارلوس فاريلا، ورئيس الغابون علي بونغو أونديمبا، والرئيس النمساوي هاينز فيشر، ورئيس البوسنة دراغان كوفيتش، والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، ورئيسة جمهورية كوسوفو عاطفة يحي آغا، والرئيس البولندي أندري دودا، ورئيس السنغال ماكي سال.
كما التقى جلالة الملك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيس الوزراء الأثيوبي هيلا مريم ديسالين، ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما.
والتقى جلالة الملك، خلال زيارة العمل إلى نيويورك وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، حيث أكد جلالته ضرورة اتخاذ الإدارة الأميركية موقفا حازما حيال هذه الانتهاكات والاعتداءات.
وخلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أكد جلالة الملك أهمية تعاون المجتمع الدولي في توفير الرعاية الأساسية للاجئين السوريين وتمكين الدول، التي تستقبلهم، من تحمل الأعباء المتزايدة لهذه الاستضافة.
والتقى جلالته رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، في اجتماع تم خلاله بحث تطوير برامج المساعدات للأردن لتمكينه من تحمل أعباء اللاجئين السوريين.
كما استعرض جلالته، أمام مجموعة من القيادات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية الفرص والمزايا الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأردني في مختلف القطاعات، وجهود تشجيع الاستثمار وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وكان جلالة الملك، استهل زيارته لمدينة نيويورك بزيارة مصنع وست ويرد للأدوية المملوك لشركة أدوية الحكمة في شيري هيل بولاية نيوجيرسي، والتي تعد من الشركات المتقدمة في صناعة الأدوية في السوق الأميركية، وتشكل دليلا على قدرة الصناعة الأردنية على أن تصبح عالمية، حيث تنتشر مصانعها ومختبراتها في 11 بلدا، ومنها الولايات المتحدة الأميركية.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، إن مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في اجتماعات الأمم المتحدة هذا العام أخذت طابعا خاصا كونها تتزامن مع الذكرى الستين لانضمام الأردن للجمعية العامة للأمم المتحدة، والسبعين لتأسيس الجمعية.
وأكد، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن خطاب جلالة الملك لقي أصداءً كبيرةً وواسعةً، وعزز الاحترام الكبير للأردن ولجلالته، في هذه المنظمة الدولية وبين مختلف قيادات العالم، خصوصا وأن جلالة الملك ركز على قيم الاعتدال والتسامح وقبول الأخر.
ولفت إلى أن جلالته تناول المعركة الأساسية داخل الإسلام ضد "خوارج العصر"، الذين يمثلون الإرهاب والتطرف، والخطوات المطلوبة لمواجهة فكرهم بالعودة إلى الأصول وخطاب الاعتدال والتسامح وترجمة الأقوال إلى أفعال.
وأكد أن حضور جلالة الملك في اجتماعات الأمم المتحدة "كان مميزا"، حيث يحرص قادة العالم على التشاور مع جلالته والاستماع إلى وجهة نظره وتحليله للأمور، "ويجدون في جلالة الملك صوت الحكمة والمعرفة واستشراف المستقبل".
وقال جودة إن جلالته وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمواجهة التطرف والإرهاب، وأهمية التوصل إلى إطار شامل لإيجاد الحلول السياسية للنزاعات والمشكلات التي تؤجج ظاهرة الإرهاب وتسهم في تغذيته.
وأشار إلى أن جلالة الملك تطرق وبقوة إلى الموضوع السوري وأهمية التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، لافتا إلى ما يتحمله الأردن نتيجة استضافة حوالي 4ر1 مليون سوري، نيابة عن المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحمل مسؤولياته في هذا الشأن.
بدورها، قالت مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، دينا قعوار، إن خطاب جلالة الملك "كان مهما جدا، وحظي بترحيب كبير من قبل السياسيين والخبراء"، خصوصا الرسالة التي تضمنها الخطاب حول الحرب ضد الإرهاب، الذي استبدل المحبة، التي تمثل أرضية لكل الديانات، ووضع مكانها شعور الكراهية.
وأشارت إلى دعوة جلالة الملك لمحاربة الإرهاب والتصدي له، ليس عسكريا فقط، بل فكريا وإنسانيا أيضا.
وأكدت أن جلالة الملك تحدث عن موضوع اللاجئين وضرورة أن يقوم المجتمع الدولي، خصوصا أوروبا التي واجهت موضوع اللاجئين أخيرا، بمساعدة الدول التي تحملت هذا العبء، وفي مقدمتها الأردن ولبنان.
ولفتت إلى أن جلالة الملك ركز على موضوع القدس والحرم القدسي الشريف وما يجري هناك، مؤكدة أنه ومن منطلق الوصاية الهاشمية، سيقوم الأردن بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية والقانونية، للتصدي لما يحصل في القدس.
وقالت قعوار إن جلالة الملك كقائد عربي ومسلم وهاشمي له احترام كبير، لدى مختلف القيادات العالمية، بسبب مواقف الأردن المعتدلة والبعيدة عن التطرف، "وعندما يسمعون الرسائل من جلالة الملك يجدونها رسائل مهمة، وعندما يتحدث جلالته في هذه الرسائل وما تحمله من قيم، فإنه يعطي الأردن مكانة أكثر أهمية، لأن المجتمع الدولي يلمس أن لدينا ما نتفق عليه".
وفي مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة الدستور، محمد التل، قال إن جلالة الملك بذل جهودا جبارة في نيويورك وحمل المشروع الأكبر بالدفاع عن الإسلام وعن فكره وسماحته، وترجم ذلك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقمة التي جرت لمكافحة الإرهاب.
وأضاف أن جلالة الملك استطاع بجهد متراكم أن يقنع الغرب أن هناك فرقا بين الإرهاب والإسلام، وأن الإرهاب ليس له دين، وأن الإسلام دين سماحة ورحمة ومحبة وتعايش وقبول الأخر.
وأكد التل أن جلالة الملك أوضح في خطابه ولقاءاته موقفه الثابت بأن القدس خط أحمر، ولا يمكن السماح لإسرائيل أن تتجاوزه.
وتابع التل أن جلالة الملك عرض قضية اللاجئين السوريين في الأردن، وأن المملكة "تلقت الصدمة الأولى"، بعد بدء الأزمة السورية واستقبال ما يزيد عن 4ر1 مليون سوري، يشكلون نحو 20 بالمئة من عدد السكان.
وأكد أن جلالة الملك استطاع التأثير على الرأي العام العالمي حول القضايا الأساسية، خصوصا الإرهاب، وتأكيد براءة الإسلام منه؛ والقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين، وثبات جلالته على الحل السلمي للقضية السورية، "حيث بدأنا نلاحظ أن هناك أصوتا كثيرة، على مستوى العالم، بدأت تنادي بالحل السلمي".
وفي موازاة ذلك، قال مستشار رئيس التحرير في صحيفة الغد، الكاتب فهد الخيطان، إن جلالة الملك ركز، في هذه الزيارة، على مجموعة من الأولويات الأساسية في الحرب الكونية على الإرهاب، ومسألة اللاجئين والوضع الإنساني السيئ في سوريا، والقضايا المتعلقة بالقدس والتهديدات والانتهاكات الإسرائيلية فيها.
وأضاف الخيطان، في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا)، أن هذه المسائل احتلت حيزا كبيرا في خطابات جلالة الملك ولقاءاته في نيويورك والأمم المتحدة، حيث بدا واضحا أن جلالته يدرك أن صراعات منطقتنا طويلة وممتدة.
وأكد أن جلالته يعمل بجهود دبلوماسية حثيثة لضمان مصالح المملكة وسط كل هذه التهديدات والصراعات، وتجنيب الأردن مخاطر الصراع الدائر في المنطقة، وضمان أمنه واستقراره ومساعدته اقتصاديا، لافتا إلى أن هذا الجانب احتل جزءا كبيرا من اجتماعات جلالة الملك مع المسؤولين الأوروبيين والدوليين والبنك الدولي.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن العمل جار على بلورة حزمة واسعة من المساعدات للأردن لتحمل أعباء اللجوء السوري والأعباء الأمنية الناتجة عن الصراعات في المنطقة، والتي يدفع ثمنها الأردن دون أن يكون طرفا فيها.
وقال إن هناك تقديرا عاليا لجلالة الملك بين القادة السياسيين الذين التقاهم، والدور الذي يقوم به الأردن، "وهذه المكانة التي تحققت للأردن، هي بفضل السياسة الحكيمة التي يقودها جلالة الملك على المستوى الداخلي والإقليمي".
وأضاف أن ما يجري في المنطقة من ظروف وأزمات ومصاعب، وما نشهده كل يوم من تدهور، تؤكد الحاجة إلى دور الأردن ودور جلالة الملك كقائد "حكيم يدرك مخاطر الصراع على الشعوب، ونجح في قيادة بلاده إلى بر الأمان، وهذا منح لجلالته دورا استثنائيا على مستوى المنطقة والعالم".
وفيما يتعلق بموضوع مكافحة الإرهاب، قال الخيطان إن جلالة الملك طرح خارطة طريق متكاملة من سبع نقاط يمكن العمل عليها في المرحلة المقبلة لمواجهة هذا الخطر على كل المستويات.
وأضاف أن جلالته يملك تصورا واضحا لكيفية مواجهة خطر الإرهاب، "وينبغي على العالم أن يستمع لهذه التصورات والأفكار".
وفيما يتعلق بالقدس، أكد الخيطان أن مسألة القدس مسألة حيوية بالنسبة للأردن، من الناحية الدينية والأخلاقية والسياسية. وقال إن جلالة الملك، صاحب الوصاية على المقدسات هناك، رفع صوته في الأمم المتحدة، ولقي صداه عند أطراف دولية كثيرة.
وأكد أن الجميع يدرك أن السياسية التي تتبعها حكومة إسرائيل في القدس ستجلب المزيد من الصراعات للمنطقة، وأن العالم بات معني بعدم السماح بتفاقم الصراع في الشرق الأوسط "لا بل احتواءه وإدارته، ولذلك فإن صوت الأردن وصوت جلالة الملك، في هذا المجال، كان واضحا وصريحا وسمعه العالم باحترام شديد". (بترا)