هل يؤدي التوتر لانتفاضة فلسطينية ثالثة؟

المدينة نيوز - : جدل وتساؤلات كثيرة تدور في أذهان الفلسطينيين حول ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع الحالية في ظل تسارع الأحداث الميدانية في الأراضي الفلسطينية، وإمكانية تطورها لمواجهة واسعة ومفتوحة، خاصة مع فقدان السيطرة على الحراك الفردي غير المنظم وصعوبة التنبؤ به.
ورغم سقوط الشهيد الفلسطيني الرابع خلال أيام ومقتل أربعة إسرائيليين في عمليتين فرديتين، فإنوسائل الإعلام الإسرائيلية تراهن على عدم اندلاع انتفاضة ثالثة بناء على عدة معطيات، أبرزها الحرص على صورة إسرائيل عالميا ومنع تورطها سياسيا وأخلاقيا أمام أوروبا وأميركا، ولعدم تمكين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جني أرباح سياسية وانتخابية مستقبلية، معولة على أن حماس غير معنية حاليا بمواجهة جديدة مع إسرائيل لسعيها لترتيب الأوضاع في قطاع غزة.
أما على صعيد السلطة الفلسطينية، فتتحدث عدة مصادر صحفية إسرائيلية عن أن الرئيسمحمود عباس لا يؤيد اندلاع انتفاضة جديدة، مشيرة إلى أن التنسيق الأمني لم ولن ينقطع بضغط من أميركا، التي ستضطر عاجلا أم آجلا للتدخل لوقف تدهور الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر الدفع للقاء تهدئة بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور الملك الأردني عبد الله الثاني.
توجس أمني
ومع ذهاب وسائل الإعلام الإسرائيلية لاستبعاد اندلاع انتفاضة ثالثة، فإنها تنقل توجس الجهات الأمنية الإسرائيلية من إمكانية وقوع عملية استشهادية كبيرة قد تنسف كل التنبؤات وتقود لنتائج أصعب وأخطر من انتفاضة ثالثة.
وفي ظل توتر الأوضاع في القدس والضفة الغربية وما يصاحبها من صخب إعلامي وتصريحات سياسية دعا نتنياهو وزراء حكومته للتحلي بالانضباط والتخفيف من حدة التصريحات النارية، متوعدا في ختام جلسة مشاورات أمنية طارئة بتسريع هدم منازل منفذي العمليات، وتنفيذ أوامر الإبعاد بحق المقدسيين المتهمين بالتحريض.
كما تقرر الدفع بقوات جديدة إلى الضفة الغربية والقدس للحد من الهجمات التي يتعرض لها الجنود والمستوطنون، وتفعيل الاعتقالات الإدارية بشكل موسع بالقدس المحتلة.
ويقول الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصالحة إن التحليل الإسرائيلي لخطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هو "أن العالم صفق لأبي مازن لكنه خسر الفلسطينيين، وأنه سيستمر بلعبة القط والفأر حول قطعة جبن سياسية وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع".
أما على صعيد المجتمع الإسرائيلي فأشار مصالحة إلى وجود تطور فلسفي جديد حول ضرورة عدم تطبيق سياسة العقاب الجماعي، وأن هناك نظرة آخذة بالتوسع تقول إنه كلما تم الضغط على الشعب الفلسطيني فسيقابله خوف ورعب بالشارع الإسرائيلي، معتبرا أنهم ينظرون لما يحدث على أنه مجرد تصاعد أحداث وأنه لن تحدث انتفاضة.
استبعاد المواجهة
وتابع قائلا "هناك حرب أخرى فالشعب الإسرائيلي يرى أن رئيس وزرائه مشغول بقضايا أبعد ما تكون عن الأمن الإسرائيلي، وهي الملف النووي الإيراني، بينما الأرض تحترق، وعلى الصعيد السياسي هناك أوساط يمينية متطرفة تحاول الصيد بالمياه العكرة في ظل عدم الاستقرار".
ورأى الباحث أن التصعيد سيكون بأحد اتجاهين، إما الطريق الأقصر وهو تدخل قوى إقليمية ودولية تعمل بالأساس لمصلحة إسرائيل ولجم التدهور، ويبدو أنه الخيار المرجح، أو انزلاق الأحداث باتجاه مجزرة ترتكبها إسرائيل أو عملية كبيرة للمقاومة، وعندها لا يمكن توقع إلا مزيدا من العنف في الطرفين، حسب رأيه.
ورغم تهديدات نتنياهو بالضرب بيد من حديد، يبدو أن الشارع الفلسطيني لا يولي أهمية للتهديدات والإجراءات المتصاعدة، حيث تشهد أحياء القدس والضفة مواجهات شبه يومية، وسط تأكيدات على استمرارها في ظل إصرار الاحتلال على انتهاك حرية العبادة بتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على النساء بالقدس.الجزيرة