مفاوض أمريكي سابق: نتنياهو قدم شروطا غامضة للانسحاب من الضفة الغربية

المدينة نيوز:– قال المفاوض الامريكي السابق للسلام في الشرق الاوسط دينيس روس في كتاب من المقرر ان ينشر الاسبوع القادم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الولايات المتحدة منذ خمس سنوات ان اسرائيل يمكن ان تنسحب من معظم أراضي الضفة الغربية في حالة تلبية الاحتياجات الامنية لبلاده.
وكتب روس في كتابه الذي سيصدر بعنوان “النجاح مصيرها : العلاقات الامريكية الاسرائيلية من ترومان الى أوباما” قائلا أنه عندما ألحت عليه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في عام 2010 لكي يقول ماذا يمكن ان يفعل لدفع محادثات السلام وتحديد الاحتياجات الامنية لاسرائيل “قال ان اسرائيل قد تنسحب من معظم الاراضي.”
وأضاف “لم يرغب في اعطاء نسب مئوية لكنه أدرك ما الذي يريده الفلسطينيون واذا قبلنا الاحتياجات الامنية الاسرائيلية وتم تلبيتها فانه قد يكون متجاوبا بصفة عامة.”
وعمل روس مستشارا للرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين بمن فيهم الرئيس باراك أوباما.
وقال روس في مقابلة الجمعة انه يعتقد ان نتنياهو تعمد الغموض في ذلك الوقت بشأن الارض التي ستتخلى عنها اسرائيل في أي اتفاق سلام وهو ما يتفق مع زعماء اسرائيليين سابقين كانوا يحجمون عن الافصاح عن مواقفهم بدافع القلق من انه أيا كان حجم الاراضي التي سيتخلون عنها فانها لن تكون كافية أبدا.
لكن نتنياهو قال منذ ذلك الحين في مواجهة غياب الاستقرار الاقليمي بعد الربيع العربي ان أي انسحاب اسرائيلي من الاراضي المحتلة سيشجع الاسلاميين المتشددين المنتشرين على الحدود.
وقال روس انه عندما يلتقي أوباما ونتنياهو في البيت الابيض في اوائل الشهر القادم فسيكون لديهما اهتمام باصلاح العلاقات التي هوت الى أدنى مستوى منذ عام 1982 بشأن الاتفاق النووي مع ايران وتصريحات نتنياهو التي أدلى بها قبل إعادة انتخابه.
وبينما لا يرى روس أملا يذكر في التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني في الخمسة عشر شهرا المتبقية من ولاية أوباما لكنه قال انه سيكون من الأفضل أن يعمل الرئيس الامريكي مع الجانبين لخفض حدة العنف وتحسين الحياة والبحث بهدوء مع الدول العربية عن سبل تهيئة مناخ أفضل.
وعندما سئل بشأن احتمالات التوصل الى اتفاق أثناء ولاية أوباما قال روس مستخدما الاسم الشائع للرئيس الفلسطيني محمود عباس “عليك ان تخفض سقف توقعاتك. لا أعتقد ان أبو مازن قادر على التفاوض على اتفاق الان.”
وقال روس ان أوباما يمكنه طمأنة نتنياهو من خلال عرض تشكيل لجنة استشارية لعلاج بواعث القلق الإسرائيلية من ايران وتقييم الخيارات معا لمواجهة دعم طهران لحزب الله اللبناني المعارض لاسرائيل.
وأضاف روس انه فيما يتعلق بنتنياهو الذي عارض الاتفاق النووي في مارس اذار في كلمة ألقاها في مجلس النواب الامريكي تلبية لدعوة من الجمهوريين “لا أعتقد ان هناك أهم من ان تكون اسرائيل قضية أمريكية وليست قضية جمهورية أو ديمقراطية.”
وتابع “ثمة إحساس واضح داخل البيت الابيض بأنه يمارس لعبة حزبية وأعتقد انه سيكون من المهم بالنسبة له ان يوضح بأقوال وأفعال ان هذا هو آخر ما يفكر فيه الان.”
وأضاف “الحقيقة اننا شهدنا هذه الفترات من قبل وبعد ذلك شهدنا أيضا جهودا لرأب الصدع″. وكان روس يشير بذلك الى توتر العلاقات الاسرائيلية في فترات سابقة مع ادارات الرؤساء جيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش.
" رويترز "