دراسة لمركز تمكين عن عمل الاطفال السوريين

المدينة نيوز:- كشفت دراسة متخصصة أن غالبية الأطفال السوريين العاملين الذين تتجاوز أعمارهم الــ 16 عاما، يعملون في ظروف عمل غير قانونية، إضافة إلى أن هناك أطفالا تتراوح أعمارهم بين الخمس سنوات والـ 15 عاماً يتواجدون بكثرة في سوق العمل ويواجهون ظروف عمل سيئة.
وهدفت الدراسة الصادرة عن مركز تمكين للدعم والمساندة إلى تسليط الضوء على ظروف العمل التي يواجهها أطفال اللاجئين السوريين العاملين في الأردن، والاستغلال الذي يتعرضون له، وتحليل الإطار القانوني الذي يحميهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها، حيث تصف الدراسة الوضع الحالي للأطفال العاملين السوريين في الأردن، وتحليل الأسباب الكامنة وراء عمالة الأطفال، والنتائج المترتبة على ذلك، وكذلك التشريعات والبرامج الحكومية للحد من هذه الظاهرة.
وبينت الدراسة التي حملت عنوان "عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين في الأردن وخطر الاستغلال" أن عمل الأطفال يتركز بين الذكور، إلا أن هناك أيضا نسبة من عمل الأطفال بين الإناث، حيث يتعرضن لعدد من الانتهاكات ضعف نظرائهن الذكور.
ولاحظت الدراسة أنه جرى فرض 500 دينار أردني غرامات على ما يقارب الـ 50 بالمئة من أرباب العمل المخالفين.
ووفقاً للدراسة يتركز عمل الأطفال السوريين في قطاعات عدة أهمها قطاع الخدمات (الخدمة في المطاعم، والفنادق، ومحلات البيع).
وتظهر الدراسة أن غالبية الأطفال السوريين العاملين لا يتقاضون أجراً عادلا، حيث يدفع لهم أقل من الحد الأدنى للأجور البالغ 190 دينارا أردنياً للأردنيين و150 دينارا أردنيا للعمال المهاجرين، إضافة إلى عملهم لساعات طويلة دون تعويضهم عن ذلك.
وحول الأسباب التي تدفع الأطفال السوريين بالقبول بالعمل رغم صعوبته، وفقا للدراسة هي: الفقر المدقع، وغياب الأمان الاجتماعي الذي يتعلق بالجانب المالي لعائلاتهم؛ حيث أن العديد من العائلات غادروا بلادهم دون أمتعة أو نقود، مما جعلهم مضطرين لإخراج أطفالهم من المدارس لمساعدتهم في العمل لدفع ايجار منازلهم وتلبية احتياجاتهم اليومية، ويضاف إلى تلك الأسباب أن هناك عائلات لا تستطيع تأمين بيئة تعليمية لأبنائها، لذا تلحقهم بسوق العمل في ظل وجود رغبة لبعض أصحاب العمل الأردنيين بتشغيل أطفال سوريين، لتدني أجورهم.
ووفقا للحالات التي قابلها فريق مركز تمكين لغايات الدراسة هناك العديد من الأدلة التي تبين وجود استغلال بشكل متكرر، ومن تلك الممارسات الاستغلالية، أن يطلب من الطفل العمل لساعات طويلة للغاية، إضافة إلى تدني أجورهم أو عدم تسلمها على الإطلاق، أو العمل تحت تهديد العنف، أو سوء المعاملة من أصحاب العمل.
(بترا)