حسن يوسف: الفصائل الفلسطينية تنسق على أعلى مستوى

تم نشره الإثنين 19 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 10:38 صباحاً
حسن يوسف: الفصائل الفلسطينية تنسق على أعلى مستوى
القيادي بحركة حماس الشيخ حسن يوسف
يصف القيادي بحركة حماس الشيخ حسن يوسف ما يجري في الأراضي الفلسطينية بالانتفاضة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويتفاءل بآفاقها وما ستقود إليه. ويؤكد في حواره مع الجزيرة نت على وجود تنسيق على أعلى مستوى بين الفصائل الفلسطينية.
  • "من استطاع وقف الهجوم الإسرائيلي في معركة العصف المأكول على غزة رغم التفاوت في القوة على الأرض بين المقاومين والاحتلال، بإمكانه أن يسجل نصرا حقيقيا على الاحتلال"
  • "على المستوى الفصائلي، منذ أشهر ونحن نشارك في لقاءات دورية، لقاءات للفصائل الوطنية والإسلامية، حتى قبل هذه الأحداث، وفي هذه الاجتماعات نضع بصمات وفعاليات لمواجهة الاحتلال"

المدينة نيوز - : أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسن يوسف وجود لقاءات على أعلى مستوى بين الفصائل الفلسطينية لتنسيق الفعاليات في مواجهة الاحتلال، لكنه مع ذلك حذر من مخاطر تحدق بمقاومة الشعب الفلسطيني عبر مبادرات تقطع الطريق على التحرك الشعبي الذي بدأ يؤتي ثماره.

وفيما يلي نص الحوار :

الجزيرة : بداية، اختلفت توصيفات السياسيين والمحللين للمواجهات المستمرة مع الاحتلال للأسبوع الثالث على التوالي، ففريق يسميها انتفاضة وآخر يطلق عليها هبة شعبية، بماذا تصفونها أنتم؟

يوسف : ما يجري انتفاضة بكل معنى الكلمة، فالمواجهات الحالية وما يدور ليس وليد اللحظة، أو وليد لحظات وأيام يسيرة مضت، بل منذ فترة طويلة هناك نقاط احتكاك كثيرة مع الاحتلال في الضفة الغربية.

لكن ما طوّر الأحداث الأخيرة حرق عائلة دوابشة من قبل المستوطنين والاعتداء على المقدسات وخاصة المسجد الأقصى واقتحامه، والاعتداء على الحرائر والمرابطات فيه، والاغتيال بدم بارد. هذا كله دفع الناس لتوسيع دائرة مواجهتها للاحتلال الإسرائيلي، حتى عمّت أرضنا التاريخية، الضفة وغزة وأراضي الـ 48، كلهم ملتفون ويتحركون لمواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية على أرضنا ومقدساتنا وشعبنا. بتقديري ما يجري انتفاضة بامتياز.

الجزيرة : في ظل الالتحام الذي ذكرته، ما مقومات استمرار واتساع الانتفاضة، وأية مخاطر تواجه؟

يوسف : أعتقد أن استمرار الانتفاضة واتساعها أمر ممكن، لكن هناك محاذير ومخاطر شديدة تحيط بها. معرفتنا بسلوك المستوى الرسمي الفلسطيني، وقبله المستوى الرسمي العربي، أنهم يقطعون الطريق على أي انتفاضة وأي حراك، عندما يشعرون أن الشعب يمكن أن يجني ثمرة نضاله.

من هنا، يقوم النظام الرسمي بخطوة اعتراضية، وبإغراء من المجتمع الدولي وأوروبا وأميركيا، برغبة إسرائيلية، فيشغلون المستوى الرسمي الفلسطيني بفتات صغير دون جني أي ثمرة حقيقية على الأرض من هذا الاحتلال الإسرائيلي.

أشعر بمخاطر كبيرة، لكن الذي يبعث على الأمل في الاستمرار هو أن المعركة في قلب القدس، والأجهزة الأمنية الفلسطينية لا وجود لها هناك، وهذا الحراك عامل ضامن لاستمرار الانتفاضة.

أضف لذلك أن هذه المعركة معركة الأقصى، وبالتالي الاحتلال الإسرائيلي خطا خطوة قد تتلوها خطوات أخرى، ومحاولة تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، وربما خطة أكبر من ذلك، مما يبقي الأرض مشتعلة مع الاحتلال.

آفاق قريبة

الجزيرة : بحديثك عن المستوى الرسمي كأنك تتوقع عودة المفاوضات أو التنسيق الأمني ونشر الأجهزة الأمنية على خطوط التماس، أليس كذلك؟

يوسف : هذا ليس بعيدا. هناك تحرك مصري أردني، وأطراف عربية أخرى، على الأرض، بالتنسيق مع المؤسسة الإسرائيلية. وفي تقديري السلطة الفلسطينية أصلا لا خيار لها إلا خيار المفاوضات. هم لا يريدون أصلا انتفاضة ويريدون -مع شديد الأسف- سقفا محددا، وهو كما يقرّون بذلك العودة للمفاوضات، خيارهم الأوحد حتى لو فشلت، وبالتالي يسعون لعدم استمرار الانتفاضة.

لكن مع ذلك، في تقديري، شعبنا هذه الأيام أوعى من أي مرحلة أخرى. لا يريد أن تقف هذه الانتفاضة قبل أن تحدد آفاقا قريبة تتمثل في وقف الاقتحامات والاستيطان، ومحاولة تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا.

الجزيرة : بمتابعة أقوال عدد من منفذي عمليات الطعن والمشاركين في مواجهة الاحتلال، يرفضون تبنيهم من قبل الفصائل، ما تفسيرك؟

يوسف : سيدي، نحن لا نريد أن نجلد أنفسنا. يلاحظ في الفترة الأخيرة أننا في تلاوم متبادل، الفصائل تلوم الناس والناس تلوم السلطة، وهكذا. يجب أن يكون جهدنا منصبا نحو تطوير الانتفاضة في مواجهة الاحتلال. يجب ألا تغفل مشاركة الكتل الطلابية في مواجهة الاحتلال في نقاط التماس في أكثر من موقع في رام الله ونابلس والخليل. أليست هذه الكتل أذرعا للفصائل والقوى المختلفة؟

على المستوى الفصائلي، منذ أشهر ونحن نشارك في لقاءات دورية، لقاءات للفصائل الوطنية والإسلامية، حتى قبل هذه الأحداث، وفي هذه الاجتماعات نضع بصمات وفعاليات لمواجهة الاحتلال.

لقاءات فصائلية

الجزيرة : وأين تجرى هذه اللقاءات؟ في الضفة أم غزة؟

يوسف : في الضفة طبعا، وفي رام الله تعقد اجتماعات مركزية لقيادات الصف الأول، ولقاءات فصائلية لمستويات أدنى في مختلف المحافظات، ويجري التنسيق لمختلف الفعاليات.

الجزيرة : هل فتح وحماس تشاركان في الاجتماعات؟

يوسف : نعم. بالتأكيد على مستوى الصف الأول ودون ذلك.

الجزيرة : إذا لماذا تبادل الاتهامات على الفضائيات؟

يوسف : البعض يحب الاتهام والهجوم والمناوشات، مع أنها خفت بشكل كبير جدا. البعض برأيي لا وجود له إذا لم يهاجم ويتهم.

الجزيرة : يلوم البعض قيادات الفصائل بأنها غائبة عن المشهد، وترسل الشبان ليقتلوا على الحواجز، ما تعليقك؟

يوسف : كل قطرة دم وحتى عرق تخرج من أي فلسطيني هي خسارة. أنا أرى المسيرات والقيادات موجودة في مقدمة المظاهرات وآخرها الجمعة الماضي. لكن لا يشترط أن ترمي الحجارة أو تتقدم المواجهات، هذا عمل شباب وهم أقدر على ذلك.

وفي تقديري، لا يجب الوقوف عند هذا الأمر كثيرا. المهم أن يقدم شعبنا الفلسطيني كل حسب جهده وطاقته، ولو بالدعاء والكلمة، فالشعب ماضٍ في مسيرته إن شاء الله.

الجزيرة : مؤخرا تقدمت جهات دولية بمقترح لنشر مراقبين دوليين في الأقصى، وهو مقترح رفضتهإسرائيل، فهل تؤيدون مثل هذا المقترح؟

يوسف : إذا كانت إسرائيل رفضت المبادرة فلا جدوى من الإجابة بنعم أو لا. لا يجوز أن نرحل همومنا ومشاكلنا إلى الآخر ونعتمد عليه، الاعتماد الرئيس يجب أن يكون على شعبنا. وفي تقديري لو خلي بين شعبنا والاحتلال، وتوقف التنسيق الأمني والاعتقالات، ورفعت الأجهزة الأمنية يدها عن المقاومة، فشعبنا بإمكانه أن يقف أمام الاحتلال.

من استطاع وقف الهجوم الإسرائيلي في معركة العصف المأكول على غزة -رغم التفاوت في القوة على الأرض بين المقاومين والاحتلال- بإمكانه أن يسجل نصرا حقيقيا على الاحتلال.

ما الذي دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ليطلب من وزرائه وأعضاء الكنيست عدم دخول الأقصى. أليست هذه نتيجة لحراك الشعب وما يقوم به من عمليات بطولية؟ لو يُخلى بين شعبنا والاحتلال، فباستطاعته هدم سياسات الاحتلال وفرض الوقائع عليه. انظر إلى القدس، وحتى تل أبيب التي عاشت حالة تشبه حظر التجول، فيما يقول 66% من الإسرائيليين إنهم مع الانسحاب من القدس الشرقية، بغض النظر عن رؤيتي لهذا المصطلح. فكيف لو كانت يد الشعب مطلقة؟

الجزيرة : في السؤال الأخير، ماذا تقولون في عسكرة الانتفاضة، وهو أمر ترفضه بعض الفصائل؟

يوسف : شعبنا الفلسطيني معه كل الخيارات. يجب أن تكون كل خياراته مفتوحة في وجه العدوان والفصائل تشاهد الإعدامات الميدانية بدم بارد، وكل فلسطيني يحرك يده أو يضعها في جيبه بات متهما ويعدم مباشرة تحت ذرائع مختلفة. من هنا، فالشعب يجب أن تتاح له كل الخيارات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. الجزيرة نت

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات