الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي البصري

المدينة نيوز: – يحاول السبعيني عفيف علي البحث جاهدا عن افلام وتسجيلات صوتية لأيام تعود الى حقب زمنية ماضية في تاريخ الوطن لكن دون جدوى.
فهو غالبا ما يقوم بسرد احداث وقصص وحكايات مستمدة من سيرة حياته في متابعة شرائط الافلام والموسيقى وبرامج اذاعية قديمة علها تسترجع محطات من الحنين المتدفق في بث روح العطاء والامل لنفسه وداخل افراد اسرته واحفاده.
وقالت المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا في رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للتراث السمعي البصري الذي يصادف يوم غد الثلاثاء تحت عنوان " المحفوظات المهددة بالاندثار : حماية هويات العالم "، انه لابد من العمل على نشر التراث السمعي والبصري وتمكين الناس كافة من الاطلاع عليه والانتفاع به، اذ ان التراث يساهم في تعزيز القيم العالمية ونشر ثقافة التسامح والسلام.
واشارت في رسالتها الى انه اندثر بالفعل جزء كبير من تراث العالم السمعي البصري بسبب الاهمال او التدمير او سوء الحظ او قلة الموارد والكفاءات والبنى المناسبة ، فأدى الى اندثاره احيانا دون التمكن من فهم تاريخ المجتمعات والشعوب التي يندثر تراثها فهما دقيقا.
واضافت ان هذا الاندثار يحول دون تمكننا من فهم تاريخ المجتمعات والشعوب التي يندثر تراثها فهما دقيقا، ولم نعد نملك من الوقت سوى مدة تتراوح بين عشر سنوات وخمس عشرة سنة لنقل التسجيلات السمعية والبصرية الموجودة حاليا وحفظها بوسائل رقمية للحيلولة دون اندثارها.
داعية في هذا اليوم العالمي للتراث السمعي البصري ، الدول الاعضاء كافة ، وجميع منتجي المواد المسموعة والمرئية والمنتفعين بها، وكل المؤسسات المسؤولة عن صون التراث وحفظه ، الى توحيد القوى من اجل حماية ثروتنا السمعية البصرية المشتركة وتشاطرها وتبليغها الى الاجيال القادمة.
المخرج والناقد السينمائي في مؤسسة عبد الحميد شومان عدنان مدانات اشار الى ان التراث يتراجع في ظل هذا التقدم ، ذلك ان التراث مرتبط بالتاريخ فهي تشكل ذاكرة حية والحق في معرفة واوضح ان التراث مهم ذلك انه دليل على وعي وثقافة شعب لما يتم انتاجه من صناعات في فترات تاريخية ، من الاهمية المحافظة عليها، ليبقى التراث ذاكرة حية فهي مرتكز الهوية والشعور بالانتماء واساس الابتكار والابداع.
وقال استاذ التاريخ في الجامعة الاردنية ومدير مكتبها الدكتور مهند المبيضين ان التكنولوجيا هي سبيل للمحافظة على المواد السمعية والبصرية والمخطوطات ولأي شكل من اشكال التراث ونشره بين الناس، ومن المهم تكثيف دور وسائل الاعلام بإبراز هذا التراث والوعي من خطر اندثاره والعبث به.
واشار الى ان جهود مؤسسات المجتمع المدني ضعيفة ولم تقم بدورها الكامل في المحافظة على هذا التراث بيد ان هنالك جهودا متواضعة من قبل وزارة الثقافة ومؤسسة عبدالحميد شومان والجامعة الاردنية في الوعي بالمحافظة على هذا التراث وبالرغم من ذلك يحتاج الامر الى مزيد من الاهتمام ودعم مبادرات الاتحاد الاوروبي فيما يتعلق بالهوية والتراث والثقافة.
واوضح ضرورة ادخال التراث في المناهج المحوسبة لدى الطلاب في المدارس لتعزيز مفهوم التراث.
وقال مساعد مدير عام هيئة الاعلام الدكتور عبدالله الطوالبة لا أرى نهائيا اي خطر يهدد التراث من افرازات تكنولوجيا العصر، بحيث من الضرورة نشر هذا الوعي بالتراث من خلال هذه التكنولوجيا.
وتساءل عن سبب التطير من منتجات العلم والحداثة والذي بالإمكان الاستفادة منها لصيرورة الحياة والتقدم المجتمعي الانساني، مشيرا الى ان العرب في عالمنا اليوم لم يقرأوا تراثهم بنظرة نقدية تفسيرية الذي هو اساس الى ما نحن عليه من تطور.
(بترا)