كيف تحفّز موظفيك على الإنتاجية؟

المدينة نيوز - إذا كنت ممن يتولون منصباً إدارياً يجب عليك ألا تقع في شباك الاعتقاد الخاطئ بأنّ الأعمال الجيدة هي التي توقظ الحماس في نفوس الموظفين، وأنّ الامتناع عن التصرف بسلبية هو الذي سيزيد من قدرتهم على العمل.

التحفيز أساس للإبداع:

إيما باري باحثة أجنبية في علم إدارة الموارد البشرية، شاركت في دراسة أجريت على عينة من موظفي شركة للاتصالات ينقصهم الإبداع بعد أنْ أصابهم إنهاك العمل.

قائلة: "رأت الشركة أنْ تنشئ شبكة تواصل اجتماعيّ داخلية، لإتاحة الفرصة أمام الموظفين لكتابة تعليقاتهم عن المشكلات التي يواجهونها، وذلك لتتغلب على مشاكل الموظفين بطريقة جديدة، وكذلك ليشاركوا جميعاً في وضع حلول مقترحة لهذه المشكلات".

وتابعت: "كان هدف الشبكة الجديدة التي تم إنشاؤها هو توفير وسيلة جديدة لتواصل الموظفين مع بعضهم حتى يعملوا معا على نحو أفضل، وبذلك يتخلص المديرون من كل الأشياء السلبية في تأخر سُبل التواصل معهم، لكن الموظفين اعتبروا أنّ تلك المنظومة ليست إلا محاولة دعائية تستهدف تحسين صورة المؤسسة التي يعملون فيها، ما انعكس بشكل سلبيّ على أداء الموظفين فزادت لديهم نسبة اللامبالاة وأصبحوا أقل إبداعاً وحماسة مما كانوا عليه".

مضيفة: الدرس المستفاد من التجربة السابقة هو أنه ليس هناك حل سريع يستطيع في لحظة تنمية قدرة الموظف على العمل وتحفيزه، لكن يجب التعرف على الأسباب التي دفعت الموظف إلى ذلك ومحاولة معالجتها من بدايتها وتحفيزهم مرة أخرى في إطار الزيادة الإنتاجية.

الإحصاءات العالمية التي بحثت أزمة عدم التزام الموظفين بالعمل وفقدان لهيب الحماسة، أثبتت أنّ 13% فقط من الموظفين في مختلف أنحاء العالم ينخرطون بحماس في أداء أعمالهم ويهتمون بذلك، طبقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "غالوب"، ونحو ثلثي العمال لا ينخرطون بجدية في أداء وظائفهم، إذ إن هؤلاء العمال يفتقرون للدافع، ومن غير المرجح أنْ يكرسوا جهودهم بشكل تطوعيّ لتحقيق الأهداف والنتائج التي تحددها المؤسسة التي يعملون فيها.

وهنا يقول "الأستاذ محمد عدلي- مصور فوتوغرافيّ بإحدى الصحف المصرية": "في بداية العمل كنت أستطيع تسخير 24 ساعة يومياً من أجل العمل وتقديم ما يعجز غيري عن تقديمه، لكن بعد مرور شهر تقريباً لم يعد فارقاً معي أنْ أُقدّم عملاً فنياً يحوز إعجاب رؤسائي في المؤسسة، فأصبحت أفعل ما هو مطلوب مني فقط بأقل جهد يذكر".

متابعاً: "أعتقد أنّ السبب وراء ذلك هو عدم تقدير الآخرين للعمل الذي أقوم به، أو التمييز بينه وبين الأقل كفاءة، فكلنا سواء، بل أحياناً يكون غيري أفضل منّي بسبب تقربه ممن في يديهم السلطة، ولا أجد اهتماماً كافياً حتى بعد الخمول في العمل لم يسألني أحد عن السبب".

وهنا يوضح "الدكتور إيهاب الماجد- خبير التنمية البشرية وإدارة الذات" قائلا: هناك عدة بنود للعقد الحماسيّ الذي يجب أنْ يسود بين الموظف وصاحب العمل، منها:

1ـ الاهتمام

وهنا يجب على المدير أنْ يهتم بطبيعة العمل الذي يقوم به الموظف، ويشعره بأنه مهم للمؤسسة وليس مجرد وظيفة يقوم بها ليتقاضى أجراً.

2ـ النقاش

أيْ ألا يقتصر الحديث على جانب واحد فقط، وهو المدير، بل يجب أنْ يكون الحديث مشتركاً لتفادي الوقوع في خطيئة "الأمر"، التي من شأنها جعل الموظف يأخذ موقفاً من المدير ويتجاهل تعليماته عن عمد.

3ـ الاستماع

المدير الناجح يجب أنْ يكون مستمعاً جيداً وليس متحدثاً فقط، فالحوار في العمل من شأنه أنْ يخلق فرصة جديدة للابتكار وتنفيذ أفكار جديدة تساعد على التقدم.

4ـ التقدير

لا بد أنْ يشعر الموظف دائماً بالتقدير من رؤسائه في العمل سواء كان هذا التقدير مادياً يقوم على استراتيجية المكافأة، أو معنوياً يعتمد على الإشادة به أمام جميع زملائه؛ تقديراً لجهوده.

5ـ التوجيه

وهنا يأتي دور المدير الناجح في توجيه الموظف نحو الطريق الصحيح، خاصة إذا شعر بأنه بدأ يتجه إلى الخمول والكسل، فيقوم باقتراح أفكار جديدة والمطالبة بعمل خطة للأدوار المطلوبة وكذلك الاهتمام بعقد اجتماعات دورية.