عائلات فلسطينية تنزح من الخليل مع استمرار “التوتر” واعتداءات المستوطنين

تم نشره الأحد 08 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 02:26 مساءً
عائلات فلسطينية تنزح من الخليل مع استمرار “التوتر” واعتداءات المستوطنين
ارشيفية

المدينة نيوز: – قال سكان، وحقوقيون، إن عائلات فلسطينية تسكن وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بدأت بالرحيل من مساكنها، بفعل “اعتداءات المستوطنين اليهود، والإجراءات الأمنية الإسرائيلية”.
وتسيطر السلطات الإسرائيلية على البلدة القديمة في الخليل، حيث يعيش نحو 400 مستوطن، تحت حراسة 1500جندي إسرائيلي.
وتقول منال دعنا، الباحثة الميدانية في مركز “المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة” (بيتسيلم)، إن خمس عائلات فلسطينية على الأقل، رحلت من شارع الشهداء وحي تل الرميدة في الخليل، بسبب “اعتداءات المستوطنين اليهود واستمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية”.
وأضافت: ” البلدة القديمة في الخليل باتت خالية من المارة، السكان يخشون على أنفسهم، وأبنائهم، منهم من رحل ومنهم من يفكر بالرحيل، (..) يوميا نرصد اعتداءات، كل فلسطيني مستهدف، قد يقتل وقد يتعرض لعملية اعتداء، في ساعات النهار والليل”.
وتقول الباحثة:” تتعرض المنازل لمحاولة الاقتحام، وبات الرجال لا يأمنون على أبنائهم الذهاب إلى مدارسهم، يرافقونهم يوميا (..) المحال التجارية مغلقة، الناس لا يخرجون إلا للضرورة وبحذر شديد”.
وبحسب الباحثة، فإن السلطات الاسرائيلية تمنع أي فلسطيني من دخول البلدة القديمة، ولفتت إلى أنها وثّقت أسماء السكان وتمنع سواهم من دخول الأحياء الفلسطينية التي تسيطر عليها.
وتضيف:” قوات من الجيش الإسرائيلي استولت على عدة منازل فلسطينية في البلدة القديمة منذ أيام، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، بدواعي أمنية، وتحتجز السكان في غرفة واحدة، وتستخدم المنزل نقطة عسكرية لأيام”.
وتضيف:” الحياة باتت لا تطاق بكل ما تعني الكلمة”.
ويقول سكان محليون، إن نحو ألف فلسطيني، اضطروا إلى الهجرة من المكان، خلال السنوات الماضية، نتيجة “الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين والجيش”.
كما أُغلقت أسواق كاملة وشوارع رئيسية حيوية.
وقال عماد شمسية (47عاما)، الذي يسكن في حي “تل الرميدة”، الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وسط تجمع للسكان اليهود، إنه يبحث عن بيت خارج البلدة القديمة.
وأضاف:” سأرحل ولو بشكل مؤقت، يستحيل العيش بهذه الظروف”.
وأردف:” كانت ليلة أمس، ليلة عصيبة، عشنا تحت نيران المستوطنين وحصار الجيش الإسرائيلي، وأطلق مستوطنون يهود أمس ثلاثة رصاصات على منزلي، وتم محاصرته ساعات عديدة، أطفالي السبعة عاشوا ليلة مرعبة، كنا ننتظر الموت”.
وقال:” لا أخفي أني أفكر بالرحيل ولو مؤقتا لخارج البلدة القديمة، هناك خمسة عائلات تسكن في الحي رحلت، استمرار الوضع الراهن ينذر بإفراغ المدنية القديمة من سكانها كافة”.
وكان مقر تجمع “شباب ضد الاستيطان” (غير حكومي)، الواقع في حي تل الرميدة بالبلدة القديمة في الخليل، قد تعرض السبت إلى اقتحام قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، بحسب منسق التجمع عيسى عمرو.
وقال عمرو:” تم احتجاز المتطوعين في التجمع في غرفة واحد وتحول المقر إلى نقطة عسكرية، وتم الاستيلاء على كافة معدات المركز من كاميرات تصوير واجهزة كمبيوتر”.
وأضاف:” الاحتلال يرى في التجمع الذي يوثق اعتداءاتهم واعتداءات المستوطنين بالخطر الحقيقي على أمنه، يريدون اخفاء الحقيقة التي نكشفها”.
وأردف:” إسرائيل حولت البلدة القديمة الى مدينة أشباح، الناس باتت تخشى الموت كل يوم، يسعون إلى تهجير ما تبقى من سكان”.
من جانبه، يقول مفيد الشرباتي (50عاما)، الذي يسكن في شارع الشهداء، إنه يقيم في “سجن حقيقي بكل ما تعني الكلمة”.
وأضاف:” يُمارس بحقنا التنكيل اليومي، نخشى على أنفسنا، لا نخرج للشوارع، يتم قتل الشبان بدم بادر بحجج واهمة، يطلقون النار دون سبب”.
وكان مجلس الوزراء الفلسطيني، قد أطلق في جلسته الأسبوعية الثلاثاء الماضي، 20 مشروعا بقيمة 7ملايين دولار لدعم البلدة القديمة في الخليل، و”تعزيز صمود السكان الفلسطينيين في مواجهة الاستيطان ومحاولة ترحيلهم”.
ويفرض الجيش الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة في البلدة القديمة، حيث استشهد 13 فلسطينيا في البلدة القديمة لوحدها منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأصيب يوم الجمعة الماضي، مستوطنين اثنين بجراح أحدهم بحالة خطيرة، جراء اطلاق النار عليهم من قبل قناص فلسطيني في البلدة القديمة من الخليل بحسب مصادر إسرائيلية.
ومنذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استشهد عشرات الفلسطينيين، وأصيب نحو ثمانية ألاف آخرين بجراح بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وقطاع غزة، برصاص الجيش الإسرائيلي.
وتقول السلطات الإسرائيلية إنها قتلت عددا من الفلسطينيين بعد تنفيذ عمليات طعن ودهس إسرائيليين، أو محاولة طعن.
وتدور مواجهات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.

" الاناضول " 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات