مؤتمرون يؤكدون الحاجة لإدارة أمثل لمرض السكري في المنطقة

المدينة نيوز - :  أجمع خبراء في مرض السكري أن إدارة مرض السكري في الشرق الأوسط والعالم لم تصل للمستوى المثالي رغم جهود التوعية، اذ تظهر الاحصائيات أن المرضى يعانون من أمراض مصاحبة للسكري وثلثيهم يموتون بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

وعد الخبراء الذين اجتمعوا في فعالية خاصة حول أهم محاور مؤتمر الجمعية الأميركية لمرض السكري لعام 2015 في دبي يومي 13 و14 تشرين الثاني وفق بيان صدر عن جمعية الإمارات للسكري وشركة سانوفي، المنظمتين للفعالية اليوم الجمعة، ان زيادة معدل انتشار مرض السكري من النوع الثاني مرده إلى تزايد معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم.

وشارك في الفعالية أكثر من 150 شخصا من المتخصصين في الرعاية الصحية، خصصت لعرض النتائج الرئيسية للندوات العلمية للجمعية الأميركية لمرض السكري، والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية في حزيران الماضي.

واستعرض المتخصصون في الفعالية نتائج دراسة التحكم في مرض السكري العالمية، التي اظهرت إن معدل الانتشار المقارن من هذا المرض هو الأعلى اذ بلغت 9ر10 بالمئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

اما في الأردن، فكشفت الدراسة ان انتشار مرض السكري النوع الثاني يقدر بـ 1ر17 بالمئة فقط وان 9ر33 بالمئة من المرضى المصابين بهذا النمط من المرض حققوا إدارة جيدة لنسبة السكر في الدم.

وأكد المشاركون ان المضاعفات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية تمثل مصدر قلق كبير لمرضى السكري، وتشمل هذه المضاعفات المختلفة الإصابة بالعمى وبتر الأطراف والفشل الكلوي وأمراض القلب.

وشددت نتائج دراسة التحكم في مرض السكري العالمية على الحاجة لزيادة تثقيف المرضى لتحسين ممارسات الرعاية الذاتية السكري فيما اكدت وجود فجوة في الدلائل الإرشادية العلاجية المعيارية والممارسة السريرية في إدارة مرض السكري في الأردن، والسعودية، ولبنان، والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في الشرق الأوسط.

وأكدت الدراسة ان التزام الطبيب بالمبادئ التوجيهية الدولية يمكن أن يحسن ممارسة العلاج في الشرق الأوسط وتحقيق إدارة أفضل لنسبة السكر في الدم بشكل أفضل لدى المرضى الذين يعانون من مرض السكري.

يشار الى ان هذه الدراسة تركز على توثيق ممارسات إدارة ومراقبة نسبة السكر في الدم لدى المرضى الذين يعانون من هذا المرض، اذ تم جمع البيانات من خلال دراسة مقطعية (دراسة انتشار) أجريت على مدار أسبوعين كما تم جمع البيانات المتعلقة بالديموغرافية السكانية والملف الشخصي السريري للمرضى وممارسات رعايتهم من قبل الأطباء، ورصد ملاحظات في دول الشرق الأوسط منها الأردن، والمملكة العربية السعودية ولبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وتهدف الفعالية التي تأتي بمثابة مبادرة تعاونية بين جهات معنية متعددة بما ذلك المتخصصين في الرعاية الصحية والمرضى ووسائل الإعلام إلى تقاسم الرؤى والأفكار لإيجاد حلول ناجعة، وتلبية الاحتياجات غير الملباة لمرض السكري في المنطقة.

ودارت نقاشات حول التحديات المرتبطة بالسكري، والتفاوت في المنطقة، والمبادئ التوجيهية لمرض السكري، وطرق العلاج الجديدة، ونتائج تجارب السكري الجديدة المتعلقة بصحة القلب والأوعية الدموية.

وقال رئيس جمعيّة الامارات للسكرالدكتور عبد الرزاق المدني: "على الرغم من كل جهود التوعية في الشرق الأوسط والعالم، إلا أن إدارة مرض السكري لا تزال تمثل تحديا كبيراً للجهات الصحية المعنية ومجتمع الرعاية الصحية.

واضاف:" أن نقص تشخيص مرض السكري هو الآخر يمثل قضية رئيسية. بالإضافة إلى أن تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بمرض السكري وصلت إلى مئات المليارات من الدولارات على مستوى العالم، وهذا بدوره يتطلب تغييراً جذرياً من أجل الإدارة الصحيحة للمرض نظراً لمحدودية الموارد ومسألة توفير العلاجات بالوقت المناسب." من جهته قال مدير عام "سانوفي" في المشرق غسّان بيضون: "مع ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري في الأردن، ندرك بقوة ضرورة دعم تطوير علاجات متطورة، وتعزيز المعرفة والخبرة لمقدمي الرعاية الصحية، وتلبية احتياجات المرضى ومساعدتهم على فهم مرض السكري والإدارة الفعّالة لحالتهم".

بدورها قالت نائب الرئيس للتعليم المهني والشؤون الدولية في الجمعية الأميركية للسكري ليندا كان: "بعد نجاح الاستضافة الأولى للفعالية الخاصة بمناقشة أهم محاور مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكري في العام الماضي، نحن مستمرون بالتزامنا في استقطاب أفضل التطورات المتعلقة بعلاج مرض السكري في المنطقة من خلال هذه الفعالية." وتبادل سفراء مرضى السكري من مبادرة "حكايتي مع السكري" الخبرات مع الحضور وشاركوهم تجاربهم الحياتية الحقيقية وتعايشهم الطبيعي مع مرض السكري.

وفي هذا السياق، قالت كل من فيكي متني من لبنان وهبة رحّال من الأردن: "كسفراء "حكايتي مع السكري"، نسعى إلى تثقيف الناس حول الجوانب المختلفة من هذا المرض عن طريق تبادل خبراتنا وإرشادهم لمناقشة الحالة مع عائلاتهم والأطباء، إن احتفالنا باليوم العالمي لمرض السكري يرمز إلى الالتزام الجماعي من مقدمي الرعاية الصحية لدعم وتذكر مرضى السكري في كل فعالية، وتمكينهم من العيش حياة بشكل إيجابي". (بترا)