90 % من اللاجئين السوريين بالأردن فقراء

المدينة نيوز - : أكد تقرير دولي أن تسعة من كل عشرة لاجئين سوريين مسجلين في الأردن هم فقراء أو من المتوقع أن يكونوا فقراء في المستقبل القريب استنادا لمستوى المساعدة المقدمة من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأوضح التقرير المشترك الذي أصدرته أول من أمس مجموعة البنك الدولي والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اللاجئين السوريين ممن تم تسجيلهم في الأردن ولبنان والذين يعدون حوالي 1.7 مليون نصفهم على وجه التقريب من النساء والأطفال، "يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر رغم سخاء الحكومتين المضيفتين". ولا يتمتع هؤلاء "إلا بالقليل من الحقوق القانونية، ويواجهون قيودا في الحصول على الخدمات العامة بسبب زيادة الطلب إلى مستوى لا مثيل له" بحسب ما يؤكد التقرير، الذي يشير إلى أن الغالبية من هؤلاء "يعيشون على الحواف، في المناطق الحضرية أو شبه الحضرية، أو في مستوطنات غير رسمية، وليس في مخيمات للاجئين" - وفقا للغد - .
ويقول حافظ غانم، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "لقد أسفر الصراع في سورية عن أكبر أزمة للاجئين في زماننا، مع تكلفة بشرية واقتصادية واجتماعية هائلة تتحملها البلدان المضيفة والمجتمعات المحلية المضيفة"، مشيرا الى أن "محنة اللاجئين شديدة الوطأة وحياة الملايين وكرامتهم على المحك".
وأكد غانم أن الأزمة "لها تبعات تتجاوز الشرق الأوسط حيث يبدأ اللاجئون اليائسون في التحرك إلى أوروبا وما بعدها. ونحن نتحمل مسؤولية جماعية للتصدي للأزمة الإنسانية والإنمائية التي تتكشف في الشرق الأوسط، وكذلك للأسباب الرئيسية للصراع". ودعا الى عدم ادخار جهد "لوضع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مسار الاستقرار والسلام والرخاء للجميع".
ويشير التقرير وعنوانه "أوضاع اللاجئين السوريين: شواهد من الأردن ولبنان" الى ان عمر 81 % أقل من 35 عاما يعادل الأطفال (4 أعوام فأقل) منهم حوالي 20 %، مع نسبة عالية من غير المتزوجين (حوالي 60 %).
وأوضح التقرير أن الفقر منتشر بين اللاجئين على نطاق واسع، ومن المتوقع أن يزداد سوءا في المستقبل القريب.
وفي العام 2014، وفي ظل غياب المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين من مفوضية شؤون اللاجئين، يقول التقرير إن هناك شواهد على أن معدلات الفقر ارتفعت في المجتمعات المحلية المضيفة في الأردن.
ونظرا لعدم كفاية المستوى التعليمي، وتسجيل أقل من نصف أطفال اللاجئين السوريين في سن الدراسة في المدارس العامة، فإن رأس المال البشري يتدهور أيضا بالنسبة للاجئين الشباب.
ولأن هؤلاء السكان صغار السن جدا، فإن تلبية احتياجاتهم الفريدة من حيث التعليم والتدريب والرعاية الصحية سيكون لها فوائد تنموية على المدى البعيد.
وعن ذلك تقول كيلي تي. كليمان، نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "يقدم هذا التقرير تحليلا متوازنا للفقر المدقع للاجئين السوريين الذين تحملوا الصدمة تلو الصدمة. إن وضعهم سيزداد سوءا ما لم يكن يحدث تغيير جذري فيما يتعلق بتوفير فرص لهم لتعزيز قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم ومساهمتهم في الاقتصاد المحلي".
وتشير الى أن "عرض هذه الرؤى على واضعي السياسات سيساعد في تصميم برامج طويلة الأجل تجمع بين الموارد الإنسانية والإنمائية".
ويقترح التقرير توسيع مجال التركيز على التخفيف من حدة أزمة اللاجئين بداية من المساعدات وحتى الاحتواء الاقتصادي، الذي ينبغي أن يصبح جزءا مهما من استراتيجية النمو والتنمية في المناطق المضيفة.
ويوضح أن اللاجئين الأكثر عرضة للمعاناة هم فقط من تتم مساعدتهم. لذلك يجب أن تقترن المساعدات بسياسات وبرامج متوسطة وطويلة الأجل تسمح باستفادة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.