كلمة القطامين خلال افتتاح الدورة الثامنة للمؤتمر العام لاتحاد نقابات عمال الأردن
المدينة نيوز - : فيما يلي نص كلمة الدكتور نضال القطامين (وزير العمل)، مندوب دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، خلال افتتاح الدورة الثامنة للمؤتمر العام لاتحاد نقابات عمال الأردن :
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وآله وصحبه أجمعين..
سعادة رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن،
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،
السيدات والسادة، الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، فأود أن أنقل لكم أيها الكرام تحيات دولة رئيس الوزراء وتمنياته بنجاح مؤتمركم، وقد انتدبني لرعاية هذا النشاط العمالي الوطني.
السلام في هذا الصباح الاردني على الوطن، على قائده الهاشمي الذي يحمل قواعد مجد أجداده في الحرية والعدالة ويطوف بها الدنيا، ليكتب مزيدا من حلم الهاشميين وحكمتهم وفروسيتهم، وليحمل معه وصفات دواء للعلل التي تعصف بمبادىء الحق والعدل، وتمضي بدين الاعتدال نحو مزيد من الاساءة اليه، ومزيد من تشويه صورته التي قامت على الوسطية والسماحة والحق.
والسلام على الوطن، وعلى عمّاله الذين يمضون به نحو الانتاج، ويرسمون بالمعول والآلة، مستقبل هذا الوطن، ويمنحونه أسباب الرفعة والتقدم والحضارة.
سعادة رئيس الاتحاد
الحضور الكرام
لقد كانت برقية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال قبل نحو عقد من الزمن "إننا مدعوون جميعا للعمل بروح الفريق الواحد وبعزيمة لا تعرف الوهن للإسهام في تحقيق الوطن النموذج وطن الخير والعدل والمساواة"، كانت إرساءً حقيقيا لنهج الدولة الأردنية في الاهتمام بالعمل والعمال، وعلى الدوام انحاز جلالته نحو حاملي المعاول ومشغلي الآلآت، موجها باستمرار لمنحهم قيمة تتفق وواجبهم الوطني المهم.
ولقد نشأ الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن، على قواعده المهنية الوطنية الأساسية وأهدافه التي تأسس عليها في تحقيق حياة أفضل للعمال، ورفع مستوى معيشتهم وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ورفع الكفاءة الإنتاجية إلى جانب دعم النهج الديمقراطي وحماية الحقوق والحريات النقابية، ولقد بقي على الدوام شريكا أساسيا لوزارة العمل، يحقق بهذه الأهداف، قيمة حقيقية للعمل والعمال تتسق ودورهما الوطني الانساني الاقتصادي الهام، ويمنح الوزارة أُفقا واسعا في العمل على تحسين ظروف العمل في المملكة وشروطه، فيما ظلَّ الاتحاد الممثل الشرعي للنقابات العمالية وضلع مثلث العملية الانتاجية مع الحكومة وأرباب العمل، وقد أضحت التجربة الأردنية الريادية فيدعم العمل النقابي نموذجا نسعى دوما للإرتقاء به وتحسينه، وحرصت الوزارة على علاقتها الوطنية المميزة مع الاتحاد شريكا وطنيا مهما في عدد من اللجان أبرزها اللجنة الثلاثية المختصة بوضع الحد الأدنى للأجور، وحرصت على أن يمثّل الاتحاد عمال الأردن في المؤتمرات الدولية جنبا إلى جنب مع الحكومة وأرباب العمل.
وإذا ما كان لي الحديث عن دور الاتحاد في الدفاع عن الحقوق العمالية وفض النزاعات، فإنّهُ يجدر بي الحديث عن توجيه أساسي لمجلس الوزراء الموقر لوزارة العمل، بضرورة الذهاب مهما كلّف ذلك، نحو إنهاء النزاعات العمالية بشكل يضمن حقوق الجميع، ويُسجّل لدولة رئيس الوزراء حرصه في ذلك على حقوق العمّال أولا وعلى ضمان استمرار تدفق عملية الانتاج، ولقد أنهت الوزارة لهذا العام فقط أكثر من ستة وخمسين نزاعا عماليا دون اللجوء للتحكيم، حرصا أساسيا من الوزارة على تنفيذ سياسة مجلس الوزراء الموقر، وبدعم كامل من الاتحاد.
سعادة رئيس الاتحاد
الحضور الكرام
إن التجربة النقابية في بلادنا ليست طارئة أو وليدة اللحظة، بل هي تجربة عريقة بدأت أولى ملامحها منذ تأسيس الإمارة، إلى أن جاء دستور العام 1952 ليقر التشريعات اللازمة لحماية حقوق العمال وتنظيماتهم النقابية. ثم جاء قانون نقابات العمال رقم 35 لعام 1953 الذي ضمن حق التنظيم النقابي للعمال، فاندفع العمال في مختلف المهن والصناعات إلى تنظيم أنفسهم في نقابات خاصة بهم. وقد ظهر أول اتحاد عام لنقابات العمال في أيار عام 1954 ميلادي، ليكرس حق العامل، ودوره الوطني في بناء وطنه، وهو ما يعلل سمة تشريعات العمل في الأردن، والتي تتسم بالطابع الإنساني في تنظيمها للعلاقة بين العمال وأصحاب العمل وفق أهداف وفلسفة الدستور الأردني الذي يساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات ويمنع الاستغلال ويشيع روح الود والعدل والتفاهم والتعاون.
وقد جاء قانون العمل رقم 8 لعام 1996 ميلادي ليرسم حدود العلاقة التي تنظم سير العمل ويرسي مبادئ العمل الديمقراطي ويحقق العدل للجميع.
الحضور الكرام،
وفي الأردن وطن الحرية والعدالة والمساواة، لم تنشأ الحركة العمالية النقابية كرد فعل هدفه الحد من نفوذ التحالف بين السلطة ورأس المال كما كان يحدث في أوروبا خلال فترة من الفترات، بل جاء لتعزيز الحقوق العمالية القائمة أصلا، والحد من الاقتصاد غير المنظم، والتأصيل لعلاقة مؤسسية بين كافة أطراف الإنتاج من حكومة وعمال وأرباب عمل. وإننا نعتز بشراكتنا مع الاتحاد، ونفتخر به كممثل شرعي وحيد لعمال الأردن في المحافل المحلية والعربية والدولية، وبدوره الوازن في حماية الحقوق العمالية، والتفاوض الجماعي، والإسهام من خلال اللجان المشتركة في سن التشريعات والأنظمة التي من شأنها تحسين أوضاع العمال المعيشية والاجتماعية، فضلا عن دوره الريادي في تدريب وتأهيل عمال الأردن ضمن مهن ومجالات يحتاجها سوق العمل.
لا يسعني في الختام إلا أن أتقدم لدولة رئيس الوزراء الأفخم الدكتور عبدالله النسور بالشكر الجزيل على دعمه الحثيث ومتابعته المستمرة للحركة العمالية، وعلى رعايته الكريمة للمؤتمر العام لاتحاد نقابات عمال الأردن، وإلى رئيس الاتحاد سعادة الحاج مازن المعايطة كل الاحترام والتقدير على ما يبذله من جهود مخلصة للنهوض بكافة القطاعات العمالية، وإلى رؤساء النقابات العمالية جميعا، ولكافة عمال وعاملات الأردن ألف ألف تحية..
متمنيا لحضراتكم التوفيق والسداد فيما قد يتمخض عنه هذا المؤتمر من قرارات ونتائج وتوصيات.. حفظ الله الأردن عزيزا شامخا في ظل مولاي المعظم حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أعز الله ملكه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
