ندوة تبين خطورة التطرف والارهاب على المجتمع بالزرقاء

المدينة نيوز - : عقدت مديرية اوقاف الزرقاء في مركز التدريب التابع لها اليوم الاحد ندوة عن "ظاهرة الغلو والتطرف والارهاب"، شارك فيها 60 من الائمة والمرشدين والوعاظ .
واوضح مدير اوقاف الزرقاء الدكتور عبدالله زيدان، عن وسطية الإسلام وسماحته وغايته في تحقيق الأمن والأمان والسلم الاجتماعي لكل بني الإنسان، كون الإسلام وسطيا في العقيدة والشريعة والعبادة والمعاملة والفكر والسلوك.
وشدد على ضبط مصطلحات وألفاظ الأصولية والإرهاب كونها أصبحت صراعا فكريا وإعلاميا على الساحة الدولية فهناك ازدواجية في المعايير الغربية فيما يخص اطلاق صفة التطرف والإرهاب على المسلمين وصفة الدفاع عن النفس عندما يتعلق الأمر بالمعتدي، داعيا إلى فهم الدين الإسلامي وتطبيقه وعرضه بالطريقة التي تبين صحة الجسد وطهر النفس ورجاحة العقل لكل فرد مسلم وتعزيز قدرة الأمة على القيام بدورها الحضاري من خلال وسطيتها.
وطالب زيدان الائمة والوعاظ ارشاد الشباب المسلم المتحمس إلى التمسك بوسطية الإسلام واعتداله وتسامحه، والحذر من مفارقة جماعة المسلمين، وأخذ الدين من علمائه المتخصصين الثقات المعروفين بوسطيتهم، ونبذ التفسيرات الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء، مبينا اهمية ان يكون الشباب القدوة الرشيدة. وحذر من وقوعهم فرائس الصراعات النفسية بين الحلال والحرام، وبين الفطرة ومستجدات العصر، يبحثون عن سبل وأساليب أخرى يجدون فيها تعبيراً عن الرفض للصور غير المقبولة بالمجتمع ويتمردون على واقع يرون أنه لا يعبر عن حاجاتهم ومتطلباتهم؛ كاللجوء إلى شكل من أشكال التطرف أو التكفير وهجرة المجتمع، أو الغلو في العبادة أو التعصب في الأفكار والممارسات،أو حتى التفريط والتهاون في الأصول .
وبين زيدان ان قضية التصدي لظاهرتي الغلو والتطرف لا تتم إلا بإحياء دور العقل ودراسة الظروف الاجتماعية التي ساعدت على تفشي تلك الظواهر، والتعرف الى أسبابها، وسبل مواجهتها، مشيرا ان الوسطية في كل الأمور تعد من أهم مزايا المنهج الإسلامي، فأمة الإسلام أمة الوسط والصراط المستقيم بمعنى أنها تستغل جميع طاقاتها وجهودها في البناء والعمران المادي والتربوي والعلمي والثقافي من غير إفراط ولا تفريط، فهي تحقق التوازن بين الفرد والجماعة، وبين الدين والدنيا وبين العقل والقوة وبين المثالية والواقعية وبين الروحانية والمادية وغيرها.
وحدد زيدان أهم أهداف التربية قديماً وحديثاً، والمتمثلة في إيجاد الفرد الصالح النافع لنفسه وأمته، وإن جنوح الفرد يميناً أو يساراً بالغلو والتطرف، أو اللامبالاة والتهاون، هو مؤشر خطير يستوجب صحوة كل من يضطلع بمسئولية التربية النظامية وغير النظامية لبحث أسباب هذا التطرف وسبل علاجه للجيل الحاضر، وإعداد العدة لوقاية الجيل الجديد من استفحال تلك الظواهر فيه. (بترا)