عين على القدس يعرض حيثيات استفزازات المتطرفين اليهود

المدينة نيوز :- استنكر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها المتطرفون اليهود في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، التي هي استفزاز وتعد لمشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة.
وقال الكسواني لبرنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الاثنين، يجب أن تتوقف اقتحامات المتطرفين اليهود ووضع حد لهذه الاستفزازات والاقتحامات، وخصوصا الممارسات التلمودية التي يمارسونها في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف على مرأى ومسمع الشرطة الاسرائيلية التي توفر لهم الدعم والحماية خلال هذه الممارسات.
وقال أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطينية، الدكتور أحمد المجدلاني، ان من الأسباب التي دفعت الحكومة الاسرائيلية الحالية الى تصعيد اعتداءاتها المبرمجة على مدينة القدس، هو الانهاء السياسي لهذه الحكومة لحل الدولتين وهي لا تعتبر القدس جزءا من الحل ولا جزءا من الضفة الغربية، وتصر باستمرار على القدس من العملية التفاوضية، وطبيعة هذه الحكومة من حيث القوى التركيبة الائتلافية والبرنامج ، هي حكومة استيطان وفرض حل أحادي الجانب بعيدا عن المفاوضات والاتفاقيات مع الجانب الفلسطيني.
وأضاف، أننا وصلنا الى مرحلة غاية في الخطورة هذا العام مع بداية أعياد اليهود مطلع أيلول الماضي وصولا الى الآن، ونجم عن الاجراءات الحكومية الاسرائيلية التي تدعم المستوطنين، في فرض واقع جديد وفرض التقسيم الزماني والمكاني، وهي ذروة الاجراءات التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية، وهذا مبرمج وليس فلتان من قبل المستوطنين، بل هي سياسة حكومية رسمية ، لأن قطعان المستوطنين لا يستطيعون دخول المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف الا برعاية قوات الاحتلال الاسرائيلية.
وأشار مجدلاني الى أن الذي جعل حكومة نتنياهو تتمادى وتضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات السابقة وفرض الواقع الجديد، هو قراءتها للواقع العربي والاسلامي والمناخات الدولية المختلفة، فهي تدرك حالة التفرق والتمزق والخلافات العربية، وتزايد التهديدات الارهابية لها، الذي أوجد أولويات مختلفة أمام الأجندة العربية، فلم تعد القضية الفلسطينية هي الأساس في هذه الأولويات، مما أوصلنا الى مرحلة أخرى يحاول الاحتلال من خلالها الى استدراجنا نحو تحويل الصراع الوطني الفلسطيني الى صراع ديني ليخدم مخطط اسرائيل في الاعلان عن الدولة اليهودية ارتباطا بما تراه ويجري في الدول العربية من تمدد لعصابة داعش الارهابية والعصابات الارهابية الأخرى .
وحول دور لجنة الرباعية الدولية، أكد مجدلاني غياب الرباعية الدولية عن المشهد السياسي وتلاشي دورها الذي صادرته الولايات المتحدة واستفرادها برعاية عملية سياسية منفردة ومنحازة لاسرائيل، بعد خطة خارطة الطريق والتي أجهضتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، ولم تقم الولايات المتحدة بدورها كراع نزيه لتطبيق الاتفاقيات الموقعة، ولم تجبر اسرائيل على احترام ما تم الاتفاق عليه مع الجانب الفلسطيني.
وأشار الى الهبة الجماهيرية التي انطلقت من القدس دفاعا عن المقدسات وعروبة القدس ورفضا للمشروع الاسرائيلي بالتقسيم الزماني والمكاني، ثم توسعت وانتشرت في أرجاء فلسطين، مؤكدا أن هذه الهبة تعكس ارادة الشعب الفلسطيني في التصدي للاحتلال والاستيطان والتهويد، مشيرا الى أن هذه الهبة يمكن أن يبنى عليها موقفا عربيا وخاصة من الأردن، الذي أشاد بدعمه المباشر بأشكاله المختلفة، والذي يشكل عامل اسناد وتعزيز لصمود الشعب الفلسطيني في ظل تفتت وانهيار عربي لم يعد قادرا على اسناد القضية الفلسطينية التي لم تعد من أولوياته.
وقال الباحث في تاريخ القدس محمد هاشم غوشة، انه بعد هزيمة العثمانيين للمماليك في موقعة مرج دابق بالقرب من حلب عام 1516، تقدم الجيش العثماني نحو فلسطين ودخل القدس في نفس السنة، حيث دخل السلطان سليم الأول القدس واستقبله سكانها واشتكوا له الظروف التي يمرون بها من فقر وبطالة وغير ذلك، ووعد السلطان سليم بتغيير ظروف المقدسيين وأمر بعدة مشاريع لم تكتمل بسبب وفاته بعد عدة سنوات وكان أهما تكية سليم التي ما زالت تقدم الوجبات الى يومنا هذا بتمويل من الأوقاف الأردنية.
ودخلت القدس عصرها الذهبي في عهد السلطان سليمان القانوني 1520-1566 والذي كان يحب القدس، وتمكن من كسب ثقة المقدسيين من خلال مشاريعه المتنوعة التي أوجدت بصمة خالدة في المدينة، بدأها بكسوة قبة الصخرة المشرفة بالرخام القاشاني العثماني الجديد مكان الفسيفساء القديمة المتساقطة بفعل عوامل الزمن، واعادة بناء السور بطول 4200 متر، حيث وصلت بعض ارتفاعاته الى 30 مترا، وأوجد فيه "الطاقات" لحماية المدينة، وقام بتشييد المساجد الاسلامية ورعاية المقدسات المسيحية وترميم قلعة القدس واعادة تأهيلها للاستخدامات العسكرية واقامة الجنود.
وشهدت أكبر عملية اعمار للمسجد الأقصى في عهد السلطان عبدالمجيد الثاني الذي أنفق عشرات الألوف من الدنانير الذهبية لذلك. وبنى السلطان عبدالعزيز مسجد المغاربة، وأدخل العثمانيون الكتاتيب لمدينة القدس لتعليم أهلها وبنوا الأسبلة المائية القادمة عبر قنوات من الفخار تحت الأرض والتي سحبوها من برك سليمان في العروب قرب بيت لحم، لتزويد القدس بشكل دائم بالمياه بعد أن كانت تعتمد على مياه الأمطار.
وأوضح غوشة أن العثمانيين لعبوا دورا مهما في تخصيص الوقف والأراضي وتركوا أكثر من 500 وقف اسلامي في مدينة القدس من مساجد ومدارس وتكايا وكتاتيب ومصاطب علم وأسواق ومبان الى جانب العائلات المقدسية التي لها أكثر من 300 وقف، بالاضافة الى الوقفيات التي أطلقوها في مجال المخطوطات والكتب في المكتبات، كما منح السلاطين فرمانات سلطانية للعائلات المقدسية تحفظ أملاكها.
وأشار الى أن كثيرا من أفواج الحجاج التي كانت تمر في القدس تقيم فيها بشكل دائم بحيث أصبحت القدس مدينة مفتوحة ومتنوعة تسكنها عائلات من مختلف الأقطار العربية.
وقال غوشة ان حكم العثمانيين في القدس انتهى بعد هزيمتهم في معركة غزة من قبل الانجليز وسقوط قرية النبي صموئيل ودخول الضابط الانجليزي اللنبي الى القدس في نهاية الحرب العالمية الأولى حيث أطلق قولته المشهورة: "الآن انتهت الحروب الصليبية".
(بترا)