السجلات والتوثيق في العهد العثماني موضوع حلقة "عين على القدس"

تم نشره الثلاثاء 29 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 12:30 مساءً
السجلات والتوثيق في العهد العثماني موضوع حلقة "عين على القدس"
عين على القدس

المدينة نيوز:- قال قاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش، ان القدس الحاضرة دوما كقضية مركزية لدى القيادتين الأردنية والفلسطينية والشعبين الشقيقين، كانت محور زيارته لرئاسة الوزراء ولقائه الرئيس عبد الله النسور، وكذلك لدى زيارته دائرة قاضي القضاة ولقائه سماحة الدكتور أحمد هليل.

وقال الهباش لبرنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، "ان الأمور في القدس وصلت الى مرحلة خطيرة جدا، ولم يتبق من شيء سيئ الا وفعلته سلطات الاحتلال، فهم يريدون افراغ القدس من سكانها وأهلها ومضمونها التاريخي والديني والحضاري، وفرض الأسرلة والتهويد"، مشيرا الى اتساع دائرة المتضررين من الاجراءات التعسفية بحق السكان المقدسيين وخصوصا قرارات هدم البيوت والاستيلاء على العقارات وقرارات ابعاد الشباب المقدسي عن المدينة ومنعهم من دخولها لتفريغها منهم باعتبارهم صوت الأقصى والقدس.

وأشار الهباش الى السياسة الاسرائيلية التي لا تريد أن تعطي فرصة للعقل، ويريد قادتها فرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية لتحقيق مخططاتهم، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني صامد في أرضه رغم جميع السياسات القمعية ولن يسمح بتمرير مخططات اقتلاعه من أرضه وتهويد مقدساته، متسلحا بالقانون الدولي والارادة الشعبية في تثبيت هويته التاريخية على أرض وطنه.

واكد ان الاردنيين والفلسطينيين يعملون معا للحفاظ على هوية القدس وتثبيت أهلها فيها واجهاض سياسات المتطرفين والحكومة الاسرائيلية لتنفيذ مخططات التفريغ والتهويد، والتصدي لانتهاكات المستوطنين والمتطرفين للمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف.

من جهته أكد رئيس قسم التاريخ في جامعة آل البيت الدكتور علاء كامل سعادة، دور العثمانيين في بلورة تاريخ القدس وتوثيق مراحلها كاملة منذ دخولهم القدس عام 1520، وتعد السجلات العثمانية من المصادر الأساسية لدراسة تاريخ القدس، ورغم أن السجلات كانت توثق عن طريق قاضي المحكمة في المدينة، الا انها سجلت بداخلها جميع الوثائق التي طرقت باب المحكمة من عقود زواج وبيع وشراء الأراضي والعقارات والحوانيت والتركات ونفقات الوقف وايراداتها والأراضي الزراعية وملكياتها والأسواق وتجاراتها والصناع وحرفهم، وحظيت باهتمام خاص من قبل السلطان العثماني بصفته الشرعية، باعتبارها أرض الاسراء والمعراج وثالث الحرمين.

وأشار سعادة الى ان هذه السجلات شرعية ومختومة وكتبت بخط اليد في حجج، وعليها شهود تبدأ بمجلس شرعي يحضره كل من يدخل باب المحكمة بتفاصيل دقيقة، ولم تنفك الدولة العثمانية على تسجيلها منذ بداية القرن السادس عشر بمنتهى الدقة والتوصيف، وتم حفظها بطريقة تكفل بقاءها وديمومتها، مشيرا الى أهمية هذه السجلات في تثبيت ملكيات المقدسيين وحقوقهم.

وأوضح أن السجل العثماني ساهم في تثبيت الأوقاف الاسلامية التي ثبتها الخليفة الفاتح عمر بن الخطاب عندما أعلنها وقفا للمسلمين وسار على نهجه بنو عثمان الذين حفظوا للناس أملاكهم، حيث قاموا بحفظ وحماية الملكيات خاصة الوقفية منها حيث كان لكل وقف سجل خاص وله ناظر يقوم بحفظه ورعايته.

ولفت الى ان العهد العثماني اولى المسيحيين اهتماما خاصا وسمح لهم بممارسة شؤونهم الدينية والتعليمية، وفتح مدارس تعليمية وتبشيرية، في حين منع اليهود من أداء الصلاة في حائط البراق وسمح لهم بالوقوف فقط، ومنعهم من التملك داخل أسوار القدس الا بشكل محدود.

وكان للمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف أهمية خاصة في العهد العثماني، بحسب سعادة، وانبثقت من خلاله كافة الأفكار والعلوم، مستشهدا بكتاب الرحالة التركي أوليا جلبي الذي زار القدس عام 1670 وذكر في كتابه الشهير (سياحة ناما- كتابة الرحلات)، ان في القدس 240 مسجدا و7 دور للحديث و10 دور لتعليم القرآن الكريم و40 مدرسة للبنين و6 حمامات عامة و18 سبيلا للماء، ولتكاياها سبعون طريقة لتدريس العلوم الاسلامية.

وأشار مدير المكتبة الوطنية محمد يونس العبادي من خلال تقرير القدس في عيون الأردنيين، الى بطولات الجيش الأردني في الدفاع عن المدينة ووجود الكثير من الوثائق التي تبرز هذه البطولات في معارك القدس، وكيف استطاع الجيش العربي بعزمه وتضحياته الحفاظ على القدس وجزء كبير من فلسطين.

وأبرز هذه البطولات التي تبرزها هذه الوثائق، وثيقة الاستسلام بين القائد عبد الله التل، وأحد قادة اليهود الذي اعترف من خلالها باستسلام المسلحين اليهود والعناية بالجرحى والمسنين، وتظهر الوثيقة الوجه الانساني للجيش العربي.

وأكد العبادي أن هذه الوثيقة هي وثيقة الاستسلام الوحيدة التي وقعها اليهود في معاركهم مع العرب.

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات